يبدو ان الألغاز والطلاسم بدأت تتفكك رويداً رويداً في صورة ما يجري في المنطقة خاصة في العراق وسوريا بعد القواعد والتعزيزات العسكرية التي ارسلتها روسيا الى سوريا , بالمقابل خرجت تسريبات تقول ان هناك خلية ايرانية عراقية روسية عقدت في بغداد من اجل ما يسمى بمقاتلة داعش اكدها الامريكيون ونفاها الجانب العراقي .
الامريكيون بدأوا يشعرون بناقوس الخطر يدق بعد القرار الروسي السريع والمفاجأ في التواجد العسكري بالمنطقة مع دعم شبه مطلق ومعلن من حلفاء سوريا وروسيا , وانه سوف يحرج او يخلط كل الاوراق التي يبدو ان الخارجية الامريكية في اصعب واحرج لحظاتها بقيادة كيري الذي بدأت ملامج الاحراج عليه واضحة وهو يحاول التقرب او ملاطفة لافروف كما بان في المؤتمر الصحفي الاخير بينها والعكس صحيح ان الاخير تشعر وانه اكثر ارتياحا وثقة بالنفس .
ما يهمنا هو كيف ستتعامل واشنطن مع تحالفات اصبحت معلنة وصراعات حقيقية في المنطقة عنوانها الابرز هي صراع النفوذ بكل اشكاله ؟ مع اكتشاف الامريكيين هذه التحركات اضف الى ذلك تصريحات حسن نصر الله والتي ايد ودعم بها علانية التواجد العسكري الروسي في سوريا واعتبره اي التدخل عنصرا ايجابيا مع رفض معلن من بعض الكتل السياسية العراقية اي تدخل امريكي على الارض لمساعدة القوات العراقية لطرد تنظيمات داعش الارهبية ,وبالتالي المفارقة حاضرة وعلامات الاستفهام موجودة في الانتقائية بين التواجدين الامريكي في العراق والروسي في سوريا .
لكن دائما علمتنا التجارب ان الاتحاد السوفيتي السابق او روسيا الحالية لم تكن يوما عنصر اطمئنان او امان في التواصل مع الحلفاء الى اخرالطريق ولنا تجارب كثيرة معها اخرها وليس الاخير عندما سلموا العراق الى بوش وحصل الذي حصل , وبالتالي فأن روسيا سينتهي موقفها مع انتهاء مصالحها ( المؤقتة ) وبالتالي الرهان عليها خاسر في كل المقاييس .
المنطقة تمر بأسوء صورها وخاصة العراق بعد ان وجدنا السياسة الامريكية غير جادة في اعادة ولملمة الاوراق العراقية المبعثرة مع ضعف حكومة العبادي في ادارة الازمات مما ينذر بان قادم الايام سيشهد تحولات في المسارات السياسية والاقليمية قد تكون نقطة تحول امام صراعات من نوع اخر , ولا نملك الا ان نرى ونتابع هل نحن امام سايكس بيكو جديد في المنطقة اطرافه روسيا وامريكا ؟ .
[email protected]
