كتبت – بوسي محمد :
قام كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة “جاريد كوشنر” وصهر الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الأثنين 3 نيسان/أبريل 2017 ببادرة غير معهودة، إذ قام بزيارة دولة العراق برفقة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال “جوزيف دانفورد” لمقابلة القادة العراقيين لبحث سبل جديدة وانتهاج استراتيجية خاصة لمحاربة تنظيم القاعدة الإرهابي داعش.
وقد اثارت زيارة “كوشنر” للعراق جدلاً واسعاً، كونه صهر الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” المعروف بمواقفه المُعادية للعرب والمسلمين، فكان قد اصدر قراراً يحظر دخول مواطني 7 دول عربية وهي “العراق، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن” من دخول أميركا لمدة 90 يوم بجانب عدم السماح بدخول اللاجئين السوريين.

بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، قال مسؤول كبير فى الإدارة الأميركية رفض الإفصاح عن هويته، إن كوشنر اراد رؤية الوضع في العراق بنفسه وإظهار الدعم للحكومة العراقية.
سر “الصهر”..
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن تكليف كوشنر والاعتماد عليه في هذه المهمة، على الرغم من أنه ليس لديه خبرة سابقة في الحكومة بالإضافة إلى ضعف حنكته السياسية، إلا أنه أصبح واحداً من أقوى الرجال في واشنطن كمستشار موثوق للرئيس مع مجموعة واسعة من المسؤوليات، إذ كلفه بمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
لفتت “الجارديان” إلى أن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ تتجه لاستجواب كوشنر في إطار تحقيقاتها حول التدخل الروسى في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وقال رئيس لجنة ولاية كارولينا الشمالية “ريتشارد بور” أن كوشنر من المحتمل أن يحلف اليمين اثناء استجوابه حول الاجتماعات التي رتبها مع السفير الروسى “سيرجى كيسلياك” وآخرين.
توقعت الصحيفة البريطانية، أن يكون لـ”كوشنر” زوج أبنة ترامب، “إيفانكا” أن يكون له دور كبير في الاجتماعات التي ستعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع بين ترامب والرئيس الصينى “شى جين بينغ” في معسكر ترامب الشتوي فى بالم بيتش بولاية فلوريدا.
الموصل عجلت بالزيارة..
جاءت الزيارة في الوقت الذي تخوض فيه قوات الأمن العراقية معركة شرسة لاستعادة الموصل، آخر معقل كبير لـ”داعش” في العراق والمدينة التي أعلن منها زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي” دولة “الخلافة” قبل نحو 3 سنوات.
وذكرت الجارديان، إذا نجحت العراق في استعادة الموصل ستمثل ضربة كبرى لتنظيم القاعدة الإرهابي “داعش”.
وكان رئيس وزراء العراق “حيدر العبادي” قد ألتقى مع ترامب وكوشنر لأول مرة، الشهر الماضي في 20 آذار/مارس، للحصول على تأكيدات بزيادة الدعم الأميركي في محاربة تنظيم “داعش”، ولكنه حذّر من أن القوة العسكرية وحدها لن تكون كافية.
وقدم وزير الدفاع “جيم ماتيس” مؤخراً لـ”ترامب” بعض الخطوط العريضة لانتهاج استراتيجية جديدة لمحاربة داعش الإرهابي، والقضاء على الجماعات المتطرفة الآخرى، ولكن لم يتم بعد تحديد التفاصيل. وأشار المسؤولون إلى أنه من غير المحتمل أن يغادر هذا النهج عن استراتيجية إدارة أوباما، على الأقل فيما يتعلق بالجهود الجارية في العراق وسوريا.
كان العراق جزءاً من الحظر التي فرضته إدارة ترامب، إلا انه تم استثناء العراق من الحظر الصادر في 27 كانون ثان/يناير لأن الحكومة العراقية فرضت إجراءات فحص جديدة مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات وبسبب تعاونها مع الولايات المتحدة في سبيل مكافحة متشددي تنظيم داعش.
تجدر الاشارة إلى إن القوات العراقية المدعومة من التحالف تشارك في معركة طاحنة في غرب الموصل منذ الشهر الماضى مما دفع اكثر من 200 ألف مدني إلى الفرار من المدينة الشمالية وهى ثانى اكبر مدن العراق.