23 نوفمبر، 2024 6:23 ص
Search
Close this search box.

و حدة الخطاب و تطابقه مع السلوك في منهج المرجعية العراقية … تهنئة عيد الاضحى مثالا”

و حدة الخطاب و تطابقه مع السلوك في منهج المرجعية العراقية … تهنئة عيد الاضحى مثالا”

بالرغم مما تملكه المرجعيات الدينية الأعجمية في العراق من إمكانيات مالية و إعلامية و بشرية و حتى سياسية و عسكرية بحكم سيطرتها على أحزاب السلطة و مليشياتها و تأييد إقليمي و دولي لكنها عجزت عن إثبات التطابق بين ما تدعيه على مستوى الخطاب من دعوات الوحدة الوطنية و الإسلامية و الإنسانية و بين ما يجري على الأرض من سلوك عملي طائفي لإتباعها , بل العكس هو الموجود كون ما يتم تطبيقه على الأرض و منذ ثلاثة عشر عاما قد أسس و جذر و عمق الانقسام الوطني و الطائفي في البلاد فمن فتاوى دعم قائمة معينة ذات انتماء طائفي معروف (قائمة الشمعة ) إلى فتاوى التصويت على الدستور بنعم و من ثم فتوى الجهاد التي أصبحت و مازالت الغطاء المؤمن لتكوين و و تكاثر استمرار المليشيات الطائفية .

و في المقابل و بالرغم من قلة إن لم يكن انعدام اغلب الإمكانيات لدى المرجعية العراقية المتمثلة بالسيد الصرخي لكننا نجد أن منهجها و خطابها قد حافظ على ثباته و لم يكن عندها خطابان كما هو شان المرجعيات الأعجمية (خطاب عام للاستهلاك الإعلامي و خطاب خاص للإتباع ) وبقى هذا الخطاب ثابت على مدار خمسة عشر عام من تصديه للمرجعية و بالرغم من تغيير النظام الحاكم و الذي امتاز بعدة خصائص فمنها انه ركز على الجانب الوحدة الوطنية و الإسلامية و كانت جمعة الأقصى في عهد النظام السابق و رفض فتوى الجهاد في النظام الحالي مثال حي على ذلك كما انه كان و مازال حاضرا” في كل حدث و مناسبة إضافة إلى انه أصبح سلوكا” عمليا” لأتباعه و مريديه مما جعلهم حال فريدة في وسط مجتمعهم العراقي و الإسلامي القائم على الطائفية و جعلهم يدفعون ثمن ذلك التطابق بل التجسيد العملي لذلك الخطاب الوطني و الإسلامي الفريد و لم يكن كلام المرجع الصرخي في تهنئته للأمة الإسلامية و الشعب العراقي بعيد الأضحى الموافق 10 ذو الحجة 1436 هـ – 24/9/2015 إلا أنموذجا لذلك المنهج الوطني و الإسلامي و الإنساني الذي كان و مازال يسير عليه هو و أتباعه و مريديه و هو يستشعر معاناة الأمة و الشعب حين خاطبهم بقوله ((نبارك للأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك وتقبل الله منهم الطاعات والمبرات ونعلن عن عدم إظهار أي زينة وبهجة واحتفالية لا تتناسب مع واقع شعبنا المأساوي المؤلم المبكي حيث الفقر والجوع والمرض والخوف والترويع والتشريد والخطف والقتل .كما نعلن تعاطفنا وتضامننا وتفاعلنا بكل ما نستطيع من اجل التخفيف عن أهلنا النازحين والمهجرين والمهاجرين وكل السجناء والمختطفين وذويهم وكل المستضعفين المظلومين من أبناء شعبنا العزيز)).

بذلك الخطاب الذي يعبر عن عمق الانتماء و الشعور الإنساني و الوطني و الذي يمثل اضعف الإيمان في التعبير عن المواقف بعد ما اشرنا إليه من قلة الإمكانات بل و انعدام اغلبها عبر المرجع الصرخي عن موقفه في حين غاب أي موقف عملي لمن بيدهم أمر البلاد و العباد من مرجعيات أعجميه و من سخرت لهم كل الإمكانيات(الإعلامية و السياسية و العسكرية و المالية و البشرية ) المحلية و الإقليمية و الدولية و التي نعتقد انه لو توفر عشرها لعلي بن أبي طالب ع لحكم الأرض كلها بالعدل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات