لتعطونا سقفاً زمنياً من خلاله نرى النور يشق طريق إصلاحتكم… جئتمونا كالبرق في ‘وطنيتكم’ ومن أحلى الكلام صغتم شعاراتكم… تسارعت نبضات قلوب جماهيركم مستبشرةً بالخير الكثير الذي ستأتي به إصلاحتكم…
ولدعمكم وإعطاء الزخم الوطني ‘لتحرككم’ من أجل ‘مكافحة’ فساد سلفكم ومحاسبة شرذمتهم، خرج شعبكم بإنتفاضةٍ وطنيةٍ سيكتب التأريخ عنها سطوراً بالإطراءِ غنية… بحناجر صادحةٍ هتفت: نعم نحن نبارك كل خطوةٍ من خلالها تعيد لنا عراقنا من أيادي مَن سفك دمائنا ومَن أستباح حرامتنا: لصوصنا الذين صاروا حُكامنا…
قلنا لإنفسنا: إسمعوا وعوا… هو ليس كمن سبقه… في صوته نسمع صدقاً لم تعهده آذاننا عندما كنا نستمع لخطابات حُكامنا لعقودٍ خلت في زمان عراقنا… كان لسان حالنا يخبرنا: إنتظروا… مِن الخير سيغدق علينا وبالإصلاحات سيغمرنا وبالإبتسامة ستتورد وجنات أراملنا وبالحنان سينعم أيتامنا وستحكم العدالة عراقنا دون تسييس ديننا بالتمترسِ خلف عمائم شيوخنا وسادتنا…
هذا ما خرجنا لإجله في مظاهراتنا ولازلنا إلى اليوم مصممين على تحقيق مطالبنا… يأسفنا إخباركم إنه لا فرق بينكم و بين سلفكم: المكر هو ديدنكم… وتثبيط همم جماهيركم هو مبتغاكم… مِن طائفيةٍ دمويةٍ كانت تأن بها ليالي شعبكم في زمنِ من سبقكم ومِن حرب كارتونية تتظاهرون اليوم فيها بإنكم ماضون في محاربة دواعشكم… أنتم وسلفكم من جئتم بهم لخدمة دنائة أجنداتكم… باللهِ عليكم! أخبرونا مالفرق بينكم وبين مَن حكم قبلكم؟ فهو زعيم حزبكم! كلاكما سيّان في توجهّكم…
جماهيركم لن ترحمكم! هل أنتم على درايةٍ بأن العراقيون لا يرضوا تسفيه أحلامهم على مرِ تأريخهم؟… إن نمتم ليلكم في أمان دعم مظاهرات شعبكم لكم، فيسعدنا إخباركم بأن الرُعب سيقض مضاجعكم في قريبِ حاضركم… لو كانت الفطنة حليفة تفكيركم، لأدركتم إن مظاهرات شعبكم هي نفسها التي سترميكم خارج حصن خضراءكم التي تشّدقتم بفتحها لشعبكم ‘بقدرتكم الفريدة’ والتي هل لنا بكلِ بساطةٍ أضحوكة بليدة…