يوماً بعد يوم تتضح وتنكشف لنا حقائق وأدلة دامغة جديدة , عن عمق الكراهية والحقّد الإيراني على أمة العرب عامة , والعراق ورموزه وشعبه خاصة , ويوماً بعد يوم يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود لتنجلي الغمامة السوداء من أمام أعين الكثير من الذين اصيبوا بعمى الألوان للأسف , وتتضح الصورة البشعة الثلاثية الأبعاد لوجه نظام الملالي الأقبح في تاريخ العداء والحقد الفارسي المتجذر في نفوس بني ساسان وفي جينات بني فارس تجاه أمة العرب . ويوماً بعد يوم تنكشف أمامنا حقائق وأسرار مذهلة ومفزعة وصادمة , لم نكن نحلم بها أو نتصورها من جار يدعي الدين والورع والتقوى , والدفاع عن المقدسات الإسلامية , والولاء والدفاع ويذرف دموع التماسيح لمجرد ذكر أسم آل بيت النبي الأطهار ع , ومصاب أبا عبد الله الحسين عليه السلام !؟.
للأسف كعرب وكعراقيين يجب أن نعترف , وأن نقول كلمة الحق والصدق , وأن لا تأخذنا العزة بالإثم , لقد غرر بالكثير منا عندما صدقنا بالشعرات التي رفعها الخميني قبل وبعد إنتصار ما يسمى الثورة الإسلامية !؟؟, لكن الحقائق والأدلة الدامغة على أرض الواقع الغابر في القدم , أوالمتوسط والحديث تقول غير ذلك تماماً , ولو راجعنا دراسة تاريخ العراق القديم سنجد أن أول احتلال للعراق كان احتلال الدولة الفارسية له !, ولو قرأنا وتابعنا أيضاً التاريخ القديم والحديث .. والأحدث .. أي منذ ثمانينات القرن الماضي , إبان إعلان الحرب الإيرانية على العراق , لوجدنا جرائم وفظائع لم تخطر ببال أعتى عتاة وبرابرة القرون السحيقة والسابقة والحديثة , لكنها ارتكبت بحق الأسرى العراقيين في المعسكرات النازية والعنصرية والشوفينية لنظام الملالي , وكيف تمت ممارسة أبشع وأخس طرق التعذيب والإذلال بحقهم , وعلى رأس هذه الممارسات التمثيل بأجساد الأسرى في سابقة خطيرة ودونية وبشعة لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيل على الإطلاق , عندما قام حرس خميني مع حفنة من الخونة والعملاء بربط يدي وقدمي أسير عراقي بسيارتين تحركتا بإتجاهين مختلفين لتمزق وتقطع أوصال ذلك الجندي العراقي الباسل الشهيد .
التاريخ ملىء بالعبر والاحداث المؤلمة والمخزية التي سطرها الفرس عبر تاريخهم الطويل المخزى منذ الدولة البابلية ولحد الان , ضد الشعب العراقي . ومن يقرأ تاريخ الفرس ويتصفح احداثه لايجد إلا الغدر والخيانة ونقض العهود وممارسة التقية ، واشعال نيران الحروب وزرع الفتن ضد جيرانهم من الشعوب المسالمة الاخرى . وكل متتبع وقارئ جيد لهذا التاريخ لايجد ابدا صفحة نقية بيضاء مشرفة بين طياته . ان هذا التاريخ الذى سطره الفرس عبر تاريخهم الطويل قائما على حب السيطرة على اراضى الغير ونهب وسلب خيراتهم وثرواتهم , وممارسة أبشع طرق الإستعباد والإذلال عليهم .
ولهذا ليس غريباً أو عجيباً عندما يقدم أحد أقزام إيران وولاتها على عراق ما بعد عام 2003 , كما هو نوري كامل , ويقوم بقلع أحد أسنان الرئيس الراحل صدام حسين بعد إعدامه , ويتوجه به مباشرة إلى سيده خامنئي ليزف له البشرى ويقدمه كهدية له , تلك الهدية التي تعتبر ربما الأثمن منذ سقوط الإمبراطورية الفارسية وحتى احتلال وتدمير بغداد , وليس غريباً أو مستغرباً عندما يصرح أحد أمكر وارذل القادة الإيرانيين كالرئيس الإيراني الأسبق ألا وهو إبن آوى ” هاشمي رفسنجاني ” , بأن القلم الذي وقع به القاضي على إعدام الرئيس الراحل صدام حسين قد قُدمَّ له كهدية قيّمة وعظيمة , وهو يمثل له .. أي هذا القلم بمثابة تحقيق الإنتصار العظيم الذي طال انتظاره !؟.
أي خسة وحقارة وأي حقد أزلي هذا , وأي نذالة وشعور بالنقص والدونية لدى الساسة الإيرانيين , عندما يمثل لإيران وزعمائها وقادتها ” سنّ ” زعيم عربي , أو قلم ” وقّع به على إعدامه , بمثابة تحقيق نصر عظيم , وانتصار ساحق وتصفية حساب مع عدوهم اللدود بعد عمر بن الخطاب ( رض ) , كما هو رئيس العراق الراحل ” صدام حسين ” الذي لم يستطيعوا قهره وهزيمة جيشه في حرب الثمان سنوات , إلا بعد أن تآمروا وتجسسوا وجندوا العملاء والجواسيس والخونة ضد العراق وشعبه ونظام حكمه على مدى ثلاثة عقود , وتناغموا وتعاونوا بشتى الطرق السرية والعلنية مع أعظم قوة إمبريالية ماسونية صهيونية , ألا وهي إدارة آل جورج بوش الأولى والثانية , ومعها أكثر من أربعين دولة , كونه … أي صدام حسين كان الزعيم الوحيد الذي خاض تلك الحرب وحقق الانتصار الثاني بعد قادسية العرب الأولى بقيادة سعد بن أبي وقاص ( رض ) , والزعيم العربي الوحيد في العصر الحديث الذي هزمهم وجرعهم كأس السم في حرب الثمان سنوات ما بين 22/ أيلول / 1980 – 8 / آب / 1988 ” , عندما هبَّ ولبى النداء الوطني ووقف جميع العراقيين من زاخو وحتى الفاو كالطود الشامخ بوجه الريح الصفراء الخمينية – الرفسنجانية , وجيوشهم وأطماعهم , وقد أثبت التاريخ القريب بأنه لولا حزم وهمة القادة العراقيين سياسيين وعسكرين باتخاذ القرار الصائب والسريع وفي التوقيت المناسب لكان العراق والمنطقة آنذاك في خبر كان , ولكان مسرحاً للقتل والخراب والدمار والنهب والسلب والميليشيات منذ عام 1980 , وليس كما هو حاصل منذ عام 2003 , أي بعد اسقاط نظام الخصم والعدو اللدود لإيران والكيان الصهيوني … صدام حسين ونظام حزب البعث بكل ما له وما عليه … لكنه كان صمام أمان العراق والمنطقة .. بل والعالم بلا منازع , باعتراف أعدائه وخصومه وعلى رأسهم الأمريكان , حيث لم نكن نسمع ابان حكمه بالقاعدة وأبنها داعش وغيرها من المنظمات والجماعات المتأسلمة … إلا في أفغانستان وباكستان , وعلى كل عراقي وعربي ومسلم غيور على أرضه وعرضه وشعبه أن يقر ويعترف بذلك , ولا يخشى في قول كلمة الحق لومة لائم .
وللحديث بقيـــــــــــــة .