يدخل الصراع الامريكي-الروسي في المنطقة منعطفا خطيرا جدا ينذر بحرب واسعة في المنطقة ،ومن مؤشرات هذا الصراع،دخول الصين وإيران على خط الحرب على داعش في سوريا،لإنقاذ نظام بشار الاسد من السقوط،وكذلك الجسر الجوي الروسي لشحن الاسلحة والصواريخ والمعدات العسكرية عبر ايران والعراق وأوروبا الى سوريا،مع تعزيزات عسكرية هائلة في بناء قاعدة عسكرية برية في اللاذقية كبيرة ،وقاعدة بحرية في طرطوس لاستقبال البوارج الحربية والسفن الحربية ،واستخدامها في مواجهة اي معركة او انزال امريكي في البحر محتمل ، ففي تصريح ملفت يوم امس لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو،يؤكد فيه عزم روسيا على القضاء على داعش خلال اسابيع،وليست سنوات كما تصرح امريكا وتمارس(النفاق) والتضليل في حربها على داعش،وحتى اذا طلب (مننا) العراق سنفعل ،هذا التصريح يأتي بعد ساعات من اعلان الصين الانضمام الى التحالف الروسي-الايراني-السوري لمحارب ارهاب داعش والقضاء عليه،في وقت سابق صرح جون كيري من موسكو ،ان ادارة اوباما تقترح مفاوضات روسية امريكية على مستوى العسكريين في وزارتي الدفاع في البلدين ،للتنسيق حول كيفية القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا،معبرا عن (قلقه البالغ) ،من تحشيدات روسية –ايرانية عسكرية في سوريا ،قد تقود المنطقة الى حرب طائفية واسعة ،ومن هذين التصريحين ، نستطيع القول ان المنطقة دخلت مرحلة حرجة وتسارع كبير نحو الحرب ،التي ستدمر المنطقة تدميرا كاملا ،اكثر مما هي عليه الان،وسيكون العراق وسوريا هما ساحة هذه الحرب ،فكيف تتحاشى المنطقة لهيب الحرب وتداعياتها ، وتجنب شعوب المنطقة اثار الحرب المدمرة،وكيف يكون شكل المنطقة بعد الحرب،(اذا ما حصلت لا سامح الله)، بالتأكيد الان المنطقة كلها على فوهة بركان ينتظر الانفجار ،بسبب اصرار الدول العظمى لتدمير وتقسيم المنطقة لمشاريعها المستقبلية الاستيراتيجية ، حتى ولو كانت على جماجم شعوب دول المنطقة ، هذه الاسئلة تبحث عن اجابات شافية تطمئن المواطن العربي ،وتساهم في تهدئة النفوس،وسط اعصار الحرب المجنونة المنتظرة ،التي تدق طبولها عند اذاننا كل لحظة ،وللإجابة على بعض ما يدور في اذهاننا نحن شعوب المنطقة من قلق مشروع عن حرب مقبلة حمقاء،تقودها امريكا وروسيا في صراع مكشوف ومحموم ،لبسط السيطرة والنفوذ والهيمنة على المنطقة ،وتقسيمها الى كانتونات على غرار (سايكس بيكو جديد) ولكنه اوسع واقسى ،فأسباب هذه الحرب جاهزة للجميع،وهي القضاء على تنظيم داعش ،ومحاربة الارهاب ،ونسأل من اوجد وخلق الارهاب وصدره للمنطقة ،اليست امريكا وروسيا اثناء صراعهما في افغانستان في ثمانينيات القرن الماضي،والذي انتهى بهزيمة قاسية ومذلة لروسيا من افغانستان ،بعد ان تورطت الى اذنيها فيها،وتكرر المشهد لأمريكا في العراق ،في غزوه عام 2003،وخروجها منه ،بنفس الطريقة التي خرجت فيها القوات الروسية من افغانستان ،فهل تريد روسيا اليوم ان تكرر (نفس الورطة والخطأ) ،وتورطها ادارة اوباما في ادخالها الى سوريا ،كما ورطت حكام قم وطهران في حربها على العراق ،والتي خرجت منه بهزيمة تاريخية تجرعت فيه كأس السم ،ام ان هناك ثارات بينهما ،ستدفع ثمنها دول المنطقة واقصد الثارات الروسية لأمريكا بكل تأكيد التحالف الروسي-الايراني-الصيني ،والتواجد العسكري الغير مسبوق في تكديس السلاح والصواريخ والجيش والقواعد الروسية في سوريا ،دليل لا يقبل الشك ،ان هذا التحالف الهدف منه ،الدخول في حرب طويلة او ربما خاطفة كما تريدها روسيا ،والثعلب بوتين ،في حين تنشغل ادارة اوباما في ترتيب تحالفاتها مع العرب ودول الغرب ،مع العمل على تحييد وتهديد ايران من خلال الاتفاق النووي ،الذي يقيد ايران ولا يسمح لها ان (تلعب بذيلها ) في المنطقة ،بعد الاتفاق النووي ،والدليل سكوتها عن هزيمة الحوثيين في اليمن ،وتجميد الحرس الثوري والميليشيات في كل من سوريا والعراق ولبنان،وبالتأكيد ان امريكا لن تكون سهلة المنال،او تغض الطرف عن تحشدات روسيا العسكرية بشكل محموم وتزويد النظام السوري بأحدث الاسلحة والصواريخ،الا انها اي ادارة اوباما ،تبدي ليونة واضحة لكنها غير حذرة امام العالم ،فغضت النظر عن اصرارها برحيل الاسد من السلطة وقبولها التفاوض والذهاب الى انتخابات اممية ولم يعد شرط رحيل الاسد اساسيا ، وهذا تحول له ما يبرره ،ازاء ظهور تحالف دولي ضدها ،ونقصد به التحالف الروسي-الصيني-الايراني-السوري،وربما العراق من تحت(العباءة) تقديم دعم لوجستي بضغط ايراني ،وعبور طائرات الشحن الروسية بضغوطات ايرانية عبر اجواء العراق ،احدى هذه الخيارات ،امريكا تمسك العصا من الوسط في سوريا،وتهيمن عليه في العراق، اذن معركة العراق ضد داعش هي من حصة امريكا ،في حين معركة سوريا ضد داعش من حصة روسيا، والدليل تصريح وزير الدفاع الروسي ،الذي انتقد وفضح الدور الامريكي ونفاقه وتخاذله في القضاء على داعش بسنوات كما يزعم ،في حين اعطى وزير الدفاع الروسي اسابيع فقط للقضاء على داعش في سوريا،اذن الصراع الامريكي –الروسي في المنطقة هو صراع الدول العظمى غطاؤه الحرب على داعش ،والتنظيمات الاسلاموية المتطرفة ،في حين باطنها هو الهيمنة وعودة تقسيم المنطقة وتقاسم النفوذ العسكري والسياسي فيها،لذلك من واجب الدول العربية ان لا تسمح بتحويلها الى ساحة حرب عالمية على اراضيها،واستخدام مطاراتها، ودعمها اعلاميا وعسكريا وسياسيا ،وإدانتها لأنها تدخل المنطقة في نفق لا مخرج منه ،وان الجميع سيكون الخاسر فيه ،وان خطرها على المنطقة محو الهوية والقومية والتاريخ والحضارة،وهذا ما يهدف اليه مشروع امريكا في اقامة الشرق الاوسط الكبير ،نحن نشهد تسابقا نحو الحرب لم تشهده المنطقة منذ قرون،تحضيرات عسكرية وتكديس اسلحة في عموم القواعد العسكرية الامريكية والروسية في المنطقة ، وبيع الاسلحة لغربية وتكديسها في دول الخليج بمليارات الدولارات ، ينبئ بحدوث حرب لا يريدها العرب ولا دول المنطقة ولكن تريدها الدول العظمى لتحقيق مشاريعها ومصالحها البعيدة المدى ،نعم الصراع الامريكي –الروسي يسير بوتيرة جنونية في المنطقة …