قال سبحانه و تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117) و هذا يعني أن هنالك أمام أي مجتمع طريقان لا ثالث لهما، الإصـــلاح أو الهـــلاك. و الإصـلاح واجب على جميع أفراد المجتمع الراشدين و كل ٌّ حسب حالته. أما الهـلاك فإنه يصيب الجميع دون إستثناء لصغير أو كبير. فمثلا ً قوم مَدْين كانوا ينقصون المكيال و الميزان فبعث سبحانه و تعالى إليهم النبي شعيب ليدعوهم سلوك الصراط المستقيم و عندما إمتنعوا أهلكهم جميعا ً في آن ٍ واحد بالصيحة.
في تسعينات القرن الماضي إستشرى الفساد في مجتمعنا إلى ما هو أبعد من النقص في المكيال و الميزان. و بما أنه لم يكن هناك إصلاح للفساد فإنه سبحانه و تعالى سلّط علينا أمريكا ليهلكنا. و بما أن المجتمع لم يتعظ مما حصل له بل زاد فساده من دون أن يكون هناك إصلاحا ً للفساد فإنه سبحانه و تعالى سلّط علينا هذه المرة داعش الأكثر قساوة من أمريكا ليهلكنا بأشد من الهلاك السابق.
و إذا ما بقينا على هذا الحال، فساد دون إصلاح، فستكون حالتنا أسوأ مما هي عليه الآن.