الانسانية ليست شعارا تسويقيا في بورصة التجارة الاجتماعية، او جلبابا كماليا نرتديه حسب مناخات امزجتنا المتقلبة بين لحظة واخرى، ولم تكن الانسانية يافطة عريضة نضعها على ابواب الاحزاب لتجميل السلوكيات الرديئة التي تصدر من هنا او هناك، الانسانية هي السلوك النقي تجاه الاخرين،والاستشعار العاطفي المتجرد من الميول والنزعات النفسية التي تؤثر في قناعاتنا الحياتية، الانسانية هي الاثر الجميل الذي نتركه على نوافذ القلوب المنهكة، والارواح المُتعَبة التي تعاني من اثقال الحياة وارهاصاتها، اسيق هذه المُقَدِمة البسيطة لأعرج على موقفٍ انساني صدر من شخصٍ يُشار إليه بالتواضع والاخلاص والحرص والالتزام الديني والاخلاقي الذي عُرِفَ عنه،انه خادم بغداد ومحافظها الاستاذ علي محسن التميمي هذا الرجل الذي يعتبر نتاجاً واقعيا وعمليا لمدرسة الشهيد الصدر (قدس سره) تلك المدرسة التي كان هدفها خدمة الانسان بغض النظر عن الانتماءات والايديولوجيات المختلفة، وفي خطوة غاية في النُبل والانسانية قام السيد خادم بغداد بتكفل علاج الشاعر الكبير مهند السيد هاشم الذي يعاني من مرضٍ استعصى علاجه داخل العراق فما كان من السيد المحافظ إلا ان يكون له هذا الموقف الانساني الكبير تجاه هذا الشاعر الذي اصبح بين الحياة والموت، فشكرا لك ايها التميمي يامن تنتمي لنا نحن طبقة الفقراء والمسحوقين في كل الازمنة والامكنة، ولانك من ازقة المدن الشعبية نراك الاقرب لاوجاعنا وآلامنا وغير مترفع عن واقعك الاجتماعي،بل مازلت متمسكا بهويتك وانتمائك ولم تُبعدك السلطة عن اكواخ الفقراء، شكرا لروحك الانسانية الكبيرة شكرا لموقفك الاخوي تجاه الصديق والزميل الشاعر مهند السيد هاشم هذا الصوت الوطني الذي يصدح حبا للعراق ورجاله المخلصين، بوركت ياخادم بغداد على كل جهد وطني وانساني تسعى ان تكون حاضرا به بين ابناء المجتمع لتعكس الوجه المشرق والحقيقي للعنوان المقدس الذي تنتمي له وقد كنت اهلا لحمل ذلك العنوان.