19 ديسمبر، 2024 12:09 م

العبادي والسيستاني والرصاص الحي

العبادي والسيستاني والرصاص الحي

عندما تبدأ التظاهرات ويكون شعارها سلميا يكون الأمر لازال في طور نقل السلطة وانتقالها بسلام , لكن  هذه المحاولة لربما هي تنجح في المجتمعات التي تمتلك وعياً سواء بطبقاتها السياسية الحاكمة أو المحكومة أما في مجتمعاتنا التي يغلب عليها طابع العنف والتي تعتبر الحكم مُلكاً لا ينازعها عليه احد وتؤمن بنظرية القائد الضرورة فقد أثبتت التجربة أن الأمور تتطور وتتصاعد وبدلا من أن يحترم المسؤول رغبات الجماهير ويبتعد ليفسح المجال لغيره ويجلس هو ليكتب مذكراته وتجربته , فعلى العكس من ذلك يتجه إلى فكر المؤامرة , والدسائس وتخوين الناس ويحول الأجهزة الأمنية إلى أجهزة قمعية , فتُمارس من خلالها أبشع أنواع الانتهاكات , هكذا جرت العادة في ما يحصل في مجتمعاتنا الشرقية وخاصة ما حصل في الربيع العربي , وهذا ما بدأت إمارات حصوله في العراق فمن الشهيد منتظر في البصرة إلى شهيد الناصرية ثم الحلة وأخيرا الإجهاز بالرصاص الحي على المتظاهرين . ويبدو أن السياسيين لم يعوا التجربة وأن الشعوب أقوى من الطغيان وأقوى من الحكومة وإن نشأت بمباركة ما يسمى المرجعية والتي لم تبادر بإعلان استنكارها لهذه الجرائم خصوصا وإنها تعلم ما حكم من يُشهر السلاح في وجوه الأبرياء , حيدر العبادي ينبغي أن لا يقع ولا يتورط في دماء الناس وأن لا يعتمد على جنسيته للهروب أو مرجعيته للأمان  وعليه أن يتذكر أن السيستاني لن ينفعه وسيتبرأ منه كما تبرا من سلفه نوري المالكي فهو من أعد العدة له وهو من كان يوصله إلى باب البراني حيث لم يفعلها مع من كان قبله وهو ومن أهداه جيشا وأموالا وحشدا وفتوى مزقت البلاد . وهو من أيده في كل سياساته الطائفية لثمانية سنوات , وهاهو يدعوك لضربه بيد من حديد لينجوا بنفسه ويجعله كبش فداء, فلا ريب إن وقعت في شر إعمالك وأعمال السيستاني ووكلاءه الذين يصفون المتظاهرين بالكفرة ويصفون التظاهرات بالمدسوسة  ,ستكون عبارة عن أداة بيده وبيد أميركا القادمة  فلا ريب انك أول من سيبيعه السيستاني ولربما سيأمر بضربك بيد من فولاذ . هكذا هي مرجعية الأعاجم فخذ بما نصحك به المتظاهر الناشط الصرخي الحسني وابدأ بحل الحكومة والبرلمان فلا خلاص إلا بمشروع الخلاص , وللعلم أن هذه التظاهرات لن تقف فمن خلفها شباب واع قد نزع ثوب الطائفية ورفع عنه حجاب الصنمية وهاهي الحشود تنطلق باتجاه الخضراء , وهم يعلمون جيدا أن نهاية انتفاضتهم إنما تعني نهاية بلد اسمه العراق . نعم أمامكم ضمائر حية ورجال ونساء تهتف باسم العراق ومشروع انطلق من وعي الجماهير اسكت المرجعية التي تبرر أعمالكم باسم الطائفية  فكيف لا يقضي على فسادكم .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات