الاسئلة الكثيرة وعلامات استفهاماتها الثقيلة تطرح نفسها بقوة وتجعل الامور اكثر حلكة ولبس وجعل حابلها يختلط بنابلها لما يحدث ولازال على ارض بلدنا ، تلفه حزمة شائكة من الالغاز والطلاسم لايعرف فك رموزها الا ( من لديهم اصابع او ايدي تمسك خيوط اللعبة التي تمارس على ذقون شعبنا المسكين ) ، السؤال الاول امام الجميع عن التسامح واسترخاص الدم العراقي خلال اكثر من ثلاثة عشر سنة من قبل صاحبي القرار في الدولة العراقية وسلطاتها ، هل تحتاج الاجابة الى جهد جهيد أو راسخ في علم الاسرار ان يكتشف تلك اللعبة الدولية الواضحة كالشمس في عز الضحى ، ولكن يزيد التعجب ذهولا ان الصمت المطبق السيد المتسيد على كل من يعنيه الامر من السياسيين على مختلف انتمائهم ، بل من يزيد ذلك سوءا واستفزازا اتباع وسائل التضليل وذر الرماد في العيون بتسفيه وتبسيط الامور وعدم الجراءة والصراحة والمكاشفة بقول الحقيقة رغم ذلك من اولويات مسؤولياتهم الوطنية والشرعية في الحفاظ على دم وكرامة العراقي ، ويمكن القول ان السكوت عن مناصرة الدم البرئ دليلا على انهم جزء من الة القتل التي استهدفت شعبنا ولازال ليومنا هذا ، يضاف الى ذلك المساندة من خلال تعتيم اعلامي محلي ودولي عن كشف الحقيقة وتسليط الضوء عن تنفيذ تلك العمليات الاجرامية الا بذكر عدد ضحاياها والمرور عليها مرور الكرام ، بالعكس تماما حينما يكون هناك عدد من الضحايا في مناطق اخرى من عالمنا المنافق لايتجاوز عدد اصابع اليد ، تقوم الدنيا ولاتقعد وتمتلئ الشاشات بالاخبار والتحليل والتأويل وتبادل رسائل الرؤساء والامراء والملوك بالمواساة والشجب والاستنكار ، رغم كل ما يحدث بتكرار على ارضنا ، يمكن رصد التعامل المتهاون والتكتيكات الهشة من المعنيين بالامر في معالجة الخطر الارهابي الداهم وحجمه حتى وصلت الامور الى احتلال اجزاء كبيرة من ارضنا ، وهنا ياتي سيل التساؤلات الكبيرة عن من يقف وراء تلك القدرات القتالية والتجهيزات والتموين باحدث الاجهزة العسكرية والتقنية والاستخبارية للمجاميع الاجرامية و التي تفتقدها كثيرمن جيوش دول العالم ، ومن يسخرويوظف العقول الاجرامية في تنفيذ العمليات الارهابية بتوقيات واليات متنوعة وباختياراماكن على خارطة الارض حيثما شاؤوا بالخطط العسكرية المتقنة ، بل يمكن ان نقول دون مبالغة ان الحرب الكونية الخفية معلنة على شعبنا تحت عناويين المنظمات الارهابية وبمختلف تسمياتها و بتوحد اهدافها التي تصب في مصلحة دول معروفة للقاصي والداني ، ان التمويل الهائل على مختلف الاصعدة ابتدا من تحريك منظومة اعلامية هائلة في تضخيم القوة الارهابية وتسهيل مهمة الانجراف اليها وتسويق مغريات الانجذاب والانتماء لها من كل بقاع العالم بعلم وتخطيط واضح مشترك منظم لاجهزة مخابرات دولية متعددة ، قد اعلنت عن نفسها مرارا بانها تنظم وتدرب وتجهز تلك المجاميع تحت اعذار واهية من قبل اكثرالدول الفاعلة على الساحة الدولية ، في مقدمتها الدول الكبرى في صناعة القوة الظلامية وترسيخها في جميع دول المنطقة كخلايا فاعلة او نائمة تنتطر دورها في تنفيذ مخططاتها ، بعد ازهاق الالاف من ارواح العراقيين في العمليات الارهابية الاجرامية وتفشي سرطان الفساد الذي نخر جسد الوطن على يد السياسيين وبعدها موجات الهجرة الجماعية للطاقات الشبابية الى دول المهجر بمباركة الجميع ، ان النهاية لمخطط سايكس بيكو القديم وبداية هدفهم بمرحلة تقسيم جديد بان لا يوجد العراق على خارطة ، اي اختفاء وادي الرافدين وحضارته من القاموس الجديد للعالم ،وقد اعلنت صراحة ودون وجل او خجل على لسان المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية
(مايكل هايدن) في تصريحات لصحيفة «لوفي جارو» الفرنسية،: “لنواجه الحقيقة: العراق لم يعد موجودًا ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريبًا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضًا”،وبحسب ما قاله هايدن : – ربّما سيكون هناك مقعد سوري أو عراقي في منظمة الأمم المتّحدة ولكن البلدين قد اختفيا .