تسربت معلومة في غاية الاهمية ،وهي ان الرئيس معصوم قد اكد لوفد القيادة الكردية الذي استقبله امس،بانه على استعداد على تقديم استقالته في حال اصرت الحكومة والبرلمان على انزال العلم الكردي عن المباني الحكومية في كركوك.لكنه طلب مهلة من (اشقائه)للعمل السياسي قبل الاقدام على هذه الخطوة.
وبعد انتهاء لقائه ب( اشقائه)كلف احد مساعديه المقربين بايصال خبرا لشخصية سياسية في التحالف الشيعي بان معصوم يواجه ضغوطا سياسية كردية تحثه على الاستقالة. لكنه مازال صامدا، ولن يستطيع ان يستمر طويلا بموقفه هذا مالم يدعمه (الحلفاء الشيعة)بتخفيف الضغط على محافظ كركوك ومجلس المحافظه، وان معصوم يعتمد على هذا الدعم جديا.
وذكر سياسي مطلع بان استغاثة معصوم بالحليف الشيعي يراد بها احداث تشقق داخل التحالف الوطني، فاطراف سياسية منه –التحالف– تصر على انزال العلم الكردي وفي حال الامتناع ينبغي قطع حصة كركوك من الميزانية. وأطراف سياسبة اخرى من التحالف مترددة ولم تحسم موقفها بعد.وطرف اخر وهو الذي اوصل اليه معصوم استغاثته يحرص على تحالفه مع الاكراد، فقد يحتاجهم في معركته الحتمية المقبلة بعد الانتهاء من تحرير نينوى وطرد داعش. ويبرر هذا الطرف تمسكه بالتحالف مع الاكراد بان الشيعة لن يخسروا شيئا في حال تم ضم كركوك الى اقليم كردستان. بل يذهب الى ابعد مدعيا ان ربط كركوك بالاقليم سيشغل السنة عن المطالبة باقامة اقليمهم، وربما سيدخلهم بصراع مسلح مع الاكراد، وعندها سيضعف الطرفين ونبقى نحن اقوياء يحتاجنا كلاهما!
ويضيف السياسي المطلع، بان معصوم اراد من وراء تسريبه المعلومة تلك ان يشق الشيعة وصولا الى تعجيز المتشددين منهم على تحقيق اي اتفاق بينهم داخل البرلمان العراقي او الحكومة الاتحادية.
اعتقد ان السنة العرب هم ايضا عاجزين عن اتخاذ موقف محدد ازاء التحاق كركوك بالاقليم لاكثر من سبب، من بينها ان عرب المحافظة وعشائرهم قد خذلوا من يطالب ببقاء كركوك ضمن الدولة العراقية
فقد اعلنت عشائر عربية تأييدها لرفع العلم الكردي على المباني الحكومية واكدوا ذلك بزيارتهم للمحافظ ومبايعته ..وكذلك ايدت رفع العلم الكردي ستة احزاب تركمانية من مجموع تسعة . وهذا خذلان ما بعده خذلان .يضاف الى ذلك ،ورغم ما يعلن، فان الكثير من السياسيين السنة ،ما زالوا يعتقدون ان اختلافهم مع الاكراد سيضعفهم امام العدو الاول وهم الشيعة .وهؤلاء السياسين هم الان بين ناريين،نار جماهيرهم في المحافظات الاخرى والتي تقف بالضد من التحاق كركوك بالاقليم واول تباشيره رفع العلم الكردي على الدوائر الحكومية في المحافظة ،ونار اخرى بخسرانهم لحليف قوي بمواجهة الشيعة.
وتأسيسا على كل هذا ،يمكن القول ان حكومة كركوك لن تواجه ضغوطا جدية لانزال علمها.وان الفرصة متاحة امامهم في وقت منظور لاعلان التحاقهم بحكومة الاقليم وقطع ارتباطاتهم المباشرة بالحكومة الاتحادية.