مذ صوت البرلمان العراقي ، في جلسته الـ 22، بحضور 190 نائباً على قرار يلزم وزارة الاتصالات بحجب المواقع الاباحية والشعب العراقي منشطر الى ثلاثة أثلاث، ثلث غير موافق على القرار بضمنهم كردستان التي أعلنت عدم التزامها بالقرار كونه يصادر الحريات الشخصية ولأن شباب هذا الثلث اصبح مدمن افلام بورنو تعرض اللحم الأبيض المتوسط على مدار الساعة ، تفوق المخدرات بأنواعها الصناعية والطبيعية خطرا وفتكا بشهادات علماء النفس والاجتماع ، وثلث غير مقتنع بقدرة الاتصالات فضلا عن رغبتها بالسيطرة على تلكم المواقع والتحكم بها عن بعد لأن الشركات الكبرى والمافيات التي تدير هذه المواقع لن تسمح بأغلاقها ولا بحجبها اطلاقا كونها تنفق وتربح اكثر من 57 مليار دولار سنويًا في ترويج المواد الإباحية عبر مختلف وسائل الإعلام فيما يبلغ عدد مستخدمي هذه المواقع 42.7% من إجمالي زوار الأنترنت لا فرق بين صغير وكبير ، ولارجل او امرأة ، بل ولا متزوج وأعزب ، وثلث ثالث فرح بهذا القرار، عادا اياه سابقة ايجابية نادرة بخلاف المعتاد من قرارات البرلمان السلبية على الدوام منذ 13 عاما وخطوة نحو الفضيلة في زمن الرذائل وشعاره ” ما لا يدرك كله لايترك جله ” .
واقول ان ادمان المواقع الإباحية اصبح ظاهرة خطيرة للغاية تفوق خطر إدمان الهيرويين والكوكايين والأفيون والترياق والحشيش والماريجوانا والقات والأمفيتامينات بالفعل بسبب شيوع استخدام الأنترنت الذي وفر لملايين البشر حول العالم فرصة مشاهدة ومتابعة اكثر من 4 ملايين موقع اباحي بينها 400 الف موقع متخصص بدعارة الأطفال فيما يقدر إجمالي عدد الصفحات الإباحية 420 مليون صفحة على انفراد من دون ازعاج او تلصص او فضول ، والخطر الداهم في تلكم المواقع يكمن فيما تبثه من الوان وطرق جنسية لم يكن لمتابعها ولا لأبائه ولا أجداده معرفة بها وبالأخص مواقع الشذوذ الجنسي بكل انواعه ” الفتشية والتبصصية والمثيلية ، والسحاقية، والسادية ، والماسيوشية ، والإفرازية والإحراقية ، والحيوانية ، والغلمانية ، والكهولية والقدمية والاغتصاب ونحو ذلك “على وفق ما صنفه عالم النفس الشهير ، علي كمال، في موسوعة الطب النفسي حتى باتت الظاهرة من مشكلات العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
واحيل المعترضين الى دراسة مستقبلية توقعت أن تكسر مبيعات المحتوى الإباحي عبر الهواتف المحمولة حاجز 2.8 مليار دولار سنويا ، في وقت يحذر علماء المخ والأعصاب والنفس والاجتماع، من اعراض مرضية لمدمني المواقع الإباحية تتراوح بين مرض باركنسون الرعاش وانفصام الشخصية” الشيزوفرينيا ” وسرطان اللسان والفم جراء ما بات يعرف بـ” الجنس الفموي ” و تعاطي الكحول والكوكايين والمخدرات والأكتئاب الحاد والعنوسة والطلاق والخيانة الزوجية والأيدز والسفلس ووالهربس والأجهاض والحمل . غير الشرعي والاغتصاب والتحرش الجنسي ومتلازمة توريت.
وأذكر بما حذر منه البروفيسور وليام ستروزر، اختصاص علم النفس في كلية ويتون الأمريكية،من خطر إفراز الجسم مادة الدوبامين اثناء متابعة الأفلام الإباحية وهي المادة ذاتها التي تسبب في إدمان الإنسان وتناول المخدرات بأنواعها.
ومن مخاطرها مايعرف بـ” عنانة الأفلام الإباحية” التي تؤدي إلى حصول الإثارة أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية وأنعدامها او برودها أثناء العلاقة الزوجية ، ما يؤدي إلى والإحباط المستمر المفضي الى الطلاق لاحقا .
واختم ببحث علمي رصين اجري في جامعة أنتويرب البلجيكية خلص الى وجود ارتباط وثيق بين استهلاك المراهقين للمواد الإباحية وسلوكهم الجنسي المنحرف نشر في مجلة سايبرسيكولوجي، العالمية
ولله در القائل :
أن الزنـا دين إذا أقرضــته … كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزنِ في قوم بألفي درهم … في أهله يُـزنى بربـع الدرهم
من يزنِ يُزنَ به ولو بجـداره … إن كنت يا هذا لبيباً فـافهـم