البرلمان العراقي يتلقى صدمتين

البرلمان العراقي يتلقى صدمتين

كتب محمد صباح : تلقى مجلس النواب، امس، صدمتين وجههما كل من رئيس الوزراء حيدر العبادي، عندما اعتذر لجلسة استضافته للمرة الثانية، ووزير التعليم العالي حسين الشهرستاني الذي اصبح يدير وزارتين بعد الترشيق الحكومي الاخير.
وكان البرلمان على موعد مع العبادي، الخميس الماضي، لتوضيح اجراءات الاصلاح التي اتخذها في آب الماضي، فضلا عن مساءلته بشأن التزامه بالسقوف الزمنية. الا ان رئيس الوزراء اعتذر في اللحظات الاخيرة عن الحضور الى البرلمان متعذرا بـ”حالة طارئة”.
وكانت مصادر برلمانية تحدثت مطلع هذا الاسبوع، عن ان “بعض الكتل الشيعية كانت عازمة على محاسبة العبادي ومساءلته عن إرسال مستشاره الخاص لشؤون المصالحة الوطنية إلى قطر ومشاركته في مؤتمر الدوحة الذي حضرته شخصيات معارضة للعملية السياسية”.
لكن مقربين من رئيس الوزراء اكدوا ان الاخير اعتذر الى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عن الحضور قبل ايام من الموعد.
ويسود التوتر والجمود بين العبادي والجبوري على خلفية زيارة قام بها الاخير الى العاصمة القطرية الدوحة اثارت جدلا حكوميا وبرلمانيا واسعا. واكد الجبوري ان زيارته الى قطر تمت بتنسيق مع رئيسي الحكومة والجمهورية.
وفي هذا السياق، يقول النائب جاسم محمد جعفر ان “نائب رئيس مجلس النواب همام حمودي تحدث إلى أعضاء البرلمان عن وجود اتصالات بينه وبين رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حول حضور الأخير إلى جلسة اليوم الأربعاء”. واضاف جعفر أن “حمودي تلقى اتصالا من قبل العبادي صباح الأربعاء يبلغه بعدم استطاعته حضور الاستضافة وتأجيلها إلى أول جلسة تعقد بعد عطلة العيد مباشرة”.
وتابع عضو ائتلاف دولة القانون بان “عدم وجود جدول متفق عليه لجلسة استضافة العبادي قد يكون احد العوامل التي أجلت ذلك”، لكنه يؤكد ان “جلسة الاستضافة المقبلة سيحضرها العبادي من أجل توضيح الإصلاحات التي نفذها وما سيقوم به خلال الفترات المقبلة”، منوها إلى ان “البرنامج الإصلاحي الذي وعدت الحكومة بتحقيقه، كمعالجة الخلل المالي والفساد، تسير بشكل جيد”.
الى ذلك، يعزو النائب حنين قدو سبب اعتذار رئيس الوزراء عن حضور جلسة مجلس النواب الى “التزام العبادي بلقاءات مهمة مع الجهات الأمنية التي تحتاج إلى بعض الإصلاحات”.
ويقول قدو لـ(المدى) ان “مجلس النواب لديه الرغبة الشديدة بالاستماع إلى حيدر العبادي بشأن إصلاحاته الفعلية التي تم تنفيذها ومدى إيفائه بالوعود لتنفيذ الإصلاحات التي أطلقها إلى المتظاهرين والجماهير العراقية”.
ويلفت عضو التحالف الوطني إلى أن “من ضمن الاستفسارات التي ستوجه إلى رئيس الحكومة ما يتعلق بالسقوف الزمنية المحددة لتطبيق حزم الإصلاحات الحكومية والبرلمانية”.
ويشير قدو الى ان “الإصلاحات اقتصرت على تقليل النفقات الحكومية من أجل سد العجز الحاصل في الموازنة الاتحادية”.
وزيرُ التعليمِ العالي والبحثِ العلمي حسين الشهرستاني هو الآخر لم يلبِ دعوةَ الاستضافةِ التي وُجِهتْ إليهِ من قبلِ رئاسةِ مجلسِ النوابِ للاطلاعِ على واقعِ التعليمِ ومُعاناةِ الطلبةِ النازحين.
ويقول زانا سعيد، النائب عن التحالف الكردستاني، ان “وزير التعليم العالي لم يحضر إلى جلسة الاستضافة المقررة في جلسة الأربعاء من أجل الاطلاع على أوضاع الطلبة النازحين”.
واوضح سعيد، ان “عدم التزام المسؤولين بالاستضافات التي يحددها مجلس النواب لهم قلل من هيبة السلطة التشريعية”، محملا رئاسة البرلمان المسؤولية الكاملة “لعدم محاسبة هولاء التنفيذيين”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة