لاشك بان من يقرا العنوان، ولوهلته الاولى، يتبادر الى ذهنه كثير من الافكار حول الموضوع برمته, الذي يحصل الان في العالم وفي الشرق الاوسط خصوصا ،لايدل الا على حقيقة واحدة، ان الحرب الباردة قد رجعت من جديد، ولكن ببرودة اكبر من سابقتها وبكثير.
هنالك خطان في العلم يسيران بتقاطع دائما، بالاعتماد على مصالحهما، واحيانا قوتهما في العالم؛ الخط السني في العالم وهو الخط الرئيس، متمثلا بالسعودية ومصر وباكستان وامريكا وبريطانيا واسرائيل، يتفرع منه خط فرعي، يتبع له ولكن ليس دائما، وهو الخط الاخواني العثماني متمثلا بتركيا وقطر.
هذا الخط يريد ازالة الوجود الشيعي في المنطقة، واظهار الرسالة العالمية, على ان الاسلام هو دين التسنن فقط، ولا وجود شيعي في العالم الا القلة القليلة. هذا الخط فعل ما فعل, في كثير من القضايا العالقةـ منها البحرين واليمن وسوريا والعراق, واسس لبحر من الدماءـ لا يقف عندها الى على اطلال هذه الدول,عند ذاك سيتحقق الهدف الرئيس للحلف؛وهو دولة صهيونية امنة..واسلام سني وهابي او اخواني، يحكم اللمليار واربعة مائة مليون مسلم.
الخط الثاني؛ هو الخط الذي تشكل مابعد 2003 ، يبدا من روسيا وينتهي بالنجف, مرورا بالصين وإيران والعراق وسوريا (خطا رئيسا) ،وإنصاف لبنان واليمن والبحرين( خطا فرعيا) …
في هذه الحرب الشديدة البرودة؛ استخدم فيها كل شي:اعلاميا اقتصاديا سياسيا عسكريا المباح وغير المباح, والمسموح وغير المسموح
اعلاميا؛ صور الخط الثاني للعالم؛ على انه خط القتل والارهاب ومحور الشر (سوريا وايران)، والخط الانقلابي على الشرعية (اليمن والبحرين)، وخط المليشيات والخطف والتفجير، (الحشد الشعبي حزب الله لبنان والجيش السوري).
اقتصاديا؛ الحروب كانت باسعار النفط ؛التي كانت تباع ب120 دولار، اي نفط ايران والعراق ووكذلك روسيا، منتج الغاز الاكبر عالميا، مع فرض حصار اقتصادي شرس، على ايران ومن يتعامل معها من الدول، رسميا كان ام غير رسمي، مع ملاحظة ان الخط الاول قد خسر كثيرا، وخسائره الى الان قدرت بـ 1500مليار دولارفي كل دول المجموعة.
عسكريا؛ جيش الخط الاول كل انواع الحثالات, ومن جميع انحاء العالم, وارسلها بهدوء, ودون ضجيج, الى بلدان الخط الثاني، لتبعث بها من جديد,عباثا يضاف الى ماذكر، في صور القاعدة وداعش وطالبان، والنصرة ومجاهدي احمد الاسير، وووو..كثير من الاسماء المختلفة المتشابهة الهدف.
سياسيا؛ اختلف الوضع تماما، وغيرت عنوان السباق, ودشن الاتفاق النووي الايراني بعد سباق طويل جدا من مفاوضات 5+1، فكان حلا جذريا، فيه كثير من الدعم الالهي للخط الاول، واستنشاقه الهواء بقوة, من اجل الرجوع الى المعرك ، بغطاء جديد، يفهم العالم اننا ابناء سلام لا ابناء حرب ،ومهما يفعلون معنا، لن ينفعم شيئا، فنحن لم ولن نقول يوما اننا شعب الله المختار, بل نردد دائما نحن من اختار ان يكون مع الله…وهنالك فرق كبير باننا..لن نخسر ابدا.