26 نوفمبر، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

ظواهر في موسم الحج .. التغييب والاختطاف والقتل ..

ظواهر في موسم الحج .. التغييب والاختطاف والقتل ..

ربما يعتقد البعض ان عملية الاختطاف او التغييب او الاختفاء في مواسم الحج او في فترات زيارة العمرة أمرا مستبعدا ولا يمكن حدوثه في السعودية لأن الزائر الذاهب الى هناك مجردا من كل الدواعي السياسية او العدائية او حتى الطائفية وهو مهيأ كليا نفسيا او جسديا لموضوع واحد لا ثاني له وهو اداء مناسك الحج والعمرة وزيارة قبر الرسول في المدينة وكذالك لأن هذا الحاج قد دخل ارض مقدسة وفي اشهر حرم اوصى بها القرآن والاسلام والرسول فلايمكن فيها التجاوز على حرمات الله ولا التجاوز على البشر ولا حتى قتل بعوضه في مثل هذه الاشهر طبعا هذا التصور الذي
يتصوره اي شخص مسلم مهما كان مشربه او ارضه سيكتشف أنه غير ذي صحة بالمطلق فالشخص الداخل الى الاراضي السعودية ابتداءا من المطار او من المنافذ البرية سيكتشف أنه بمجرد أن تطأ ارضه على ارض السعودية سيجر جرا الى عكس ذالك ربما سيتعرض الى بعض المماحكات او الاحتكاكات الغرض منها اكتشاف مذهبيته او توجهه او اتجاهه حتى السياسي وليس المذهبي ايضا والأمر هذا ليس جصريا على دولة ما كالعراق مثلا او مصر او اندنوسيا فالتعليمات تقول هكذا يجب معرفة الداخل ومتابعته ومراقبته حتى خروجه من ارض السعودية ولو اضطرت السلطات الى تلفيق له اي شيء من أجل الحصول
على المعلومات الكافية عنه وبالتالي التعامل معه بالطريقة التي يرونها مناسبة ..
ستجد هناك انواع مختلفة من المراقبة الشخصية والتي تصب جميعها تحت مسمى حفظ الامن فستجد الشرطة وهؤلاء منتشرين في كل مكان وهم يرتدون ملابسهم المعروفة احيانا تجدهم مجتمعين كمجموعة وأحيانا تجدهم فرادى لكن هؤلاء لديهم مهام أخرى غير عمل الشرطة ففي غفلة منك وأنت سائر من الممكن ان يسحبك أحدهم دون سابق انذار ويسألك بعض الاسئلة عن وجهتك وعن اسمك وعن دولتك ويحصل كثيرا هذا أمام اعين الزائرين واغلب هؤلاء الشرطة يتمتعون بحس معرفي لأشكال وسحناة الزائرين وجنسياتهم نتيجة للتعامل المستمر مع الناس ولفترات طويلة …
وقد تجد الجيش وهؤلاء ينزلون الى الساحات بمجاميع عديدة يقودهم ضباط ولا يسيرون فرادة وبتحركهم هذا لهم اهداف فهم جاهزين بمجرد أن تدخل الى الحرم المكي او المدني مجاميع من دول ما تراهم ينتظرون هؤلاء وبسرعة وهم يخرجون من غرف واروقة تلك الاماكن ويبدؤون باستعراض قوتهم وهم يحملون الهراوات واحيانا الاسلحة وادوات مكافحة الشغب وقد تجد البعض منهم قد أحاطوا بشخصين او ثلاث وبدئوا بجذبهم وسحلهم دون سابق أنذار فقط لاستعراض القوة امام الحجيج والأمر هذا ليس فقط داخل الحرم او في الساحات القريبة بل حتى يصادف ذالك في الشوارع المحيطة بالحرم وهم
يمارسون مهامهم بحرفية متميزة ..
وهناك مجاميع تتغلغل بين الزائرين يطلق عليهم مجاميع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهؤلاء اشد باسا وقسوة في التعامل مع الناس والحجيج حتى أنهم يتميزون بالوقاحة وعدم أحترام الناس في تعاملهم او حتى في توجيهاتهم فهم لا يتوانون يوجهون الكلام الخشن والنعوت الصعبة القاسية التي يجب ان تطلق في أمكنة خارج هذه الامكنة وليست في هذا المكان وهؤلاء لديهم ايضا قوة متميزة مستمدة من الصلاحيات المعطاة لهم ومن كثرتهم ومن نصب المحاكمات السريعة في الغرف القريبة من الحدث وهم يحكمون ويقررون الحكم قضائيا على اي شخص ربما لا يعجبهم شكله او وطنه او
مذهبه او حتى تصرفه وعند ذاك تبدأ المأساة لذالك الحاج ومجاميع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هؤلاء ليس بالضرورة ان يكونوا من المتفقهين بالدين او من العلماء كما يضن البعض بل هم ايضا ضباط من الاستخبارات او الامن العام يجوبون الامكنة وفي الشوارع وفي الاماكن المقدسة ويتعاملون مع الجميع حتى مع اهل السعودية بكيفية غير منضبطة بسبب ما يتمتعون به من صلاحيات كما اسلفت وملبسهم هو الزي العربي المعروف العقال واليشماغ الاحمر والدشداشة القصيرة وبعضهم لا يضع عقال على يشماغه خاصة الكبار بالسن والمعرفة والعلم كما يعتقدون به ..
هناك مجاميع متغلغلة بين الحجيج ولا تعرفهم بسهولة وهؤلاء ليس جميعهم من السعوديين فبعضهم من جنسيات خليجية ويمنيين مهمتهم مراقبة الاشخاص حصريا فهم يكلفون منذ دخول شخص ما الى المملكة لأداء مراسيم الحج والعمرة وبأيعاز من السفارات ومن المخابرات تبدا مشاوريهم باللحاق بهذا الشخص حتى في مكان راحته وفي فندقه للتعرف على افعاله عن كثب بعض الاحيان تستطيع أكتشاف هؤلاء بسهولة لأنهم يتميزون بالغباء كما لاحظت أنا ذالك مرة فلعلك تسير في مكان ما ترى شخص اكثر من مرة وأنت تجلس في احد الاروقة المكية او المدنية تراه ايضا ولعدة مرات فتكتشف أنك
مراقب من قبله وأحيانا يوصلك الى الفندق التي تسكن فيه وبالتالي عليك الحذر من هؤلاء لأنهم تستأجرهم المملكة في المواسم المزدحمة للزيارات بعقود من دولهم فهم لا يحسنون التصرف لهذا العمل او انهم لايبالون وايضا تشعر بعض الاحيان ان هذا الشخص الذي يراقبك يريد هو ان يشعرك بذالك حتى تتجنب التصرف تصرفات غير مرغوب بها..
وهناك ايضا اختصاصي المراقبة الصورية الجالسين خلف الشاشات في الغرف البعيدة والذين يراقبون الحجيج في اي بقعة ومكان في تلك المدن المقدسة فمكة والمدينة وجدة تحيط بها الكاميرات التي لا تعد ربما تصل الى عشرات الالاف وهذه لا تخطا وترصد كل شاردة وواردة موزعة في الشوارع وفي الفنادق وفي اعمدة الكهرباء وفي الانفاق واي مكان لعلك تستبعد وجود من يرصدك فيه حتى الاماكن القذرة كالمرافقات والحمامات وهؤلاء المراقبين عندما يرصدون حالة ما لشخص معين تبدأ الاتصالات لمراقبته في اي مكان هو يسير فيه ويسلم من كامرة الى أخرى وتطبع صوره وتبدأ المراقبات
الفردية والجماعية له ..
احيانا تحدث بعض الاحداث الكبيرة في مواسم الحج بعضها يحدث بسبب الكثافة السكانية او التدافعات او نتيجة التحركات لخاطئة وهذا وارد جدا في المواسم المليونية ومرات عدة أحيانا تحدث بعض الاحداث المفتعلة او المصطنعة التي يقتل بسببها العشرات من الحجيج من دول محددة او من جاليات دولية أخرى وهذه لها غرف عمليات وضباط واشخاص متخصصين لحدوث تلك الحادثة من أجل أهداف معينة ومحددة وكثير ما تحدث مثل ذالك في اوقات لايمكن حدوث مثل هذا الكم والعدد من القتلى والموتى ولا يوجد سبب ولكن فجأة يحصل امرا يسبب كل هذه المأساة نتيجة فعل فاعل .
قد يسمع بعض الناس اختفاء او موت غامض لأحدهم دون ان يكون مصاب بمرض او عاهة وهذه جدا واردة ايضا وتحدث كثيرا وتتم عن طريق الاختطاف للشخص من بين الحشود خاصة وقت التجمعات الكثيفة فيجد الشخص نفسه محاط بعدد من الحجاج دون ان يعلم أنهم بدأوا بفرده عن مجموعته وإبعاده عنهم ومن ثم تحويل وجهته وهو لايعلم أنه يمر بعملية اختطاف حتى يجد نفسه في أحد الغرف وهنا سيكون قد وقع في مصيدة هؤلاء لتصفيته دون ان يشعر به أحد وبعد ذالك تجد جثته اما في الشارع ملقاة على اساس انه قد دهس او انه مرمي في مكان ما على اساس انه توفاه الله ولايسمح بعد ذالك بنقله الى الطب
العدلي لمعرفة سبب الوفاة لأن ذالك ممنوع فيدفن على يد المتخصصين وتعلن وفاته لبعثته او لخارجية دولته ..
بما أن الاحداث التي تمر بها المنطقة والصراعات والإشكالات السياسية والتدخلات السعودية في دول مثل اليمن وسوريا والعراق فقد تصاعدت وتيرة هذه الاحداث فلا تستغرب عندما تسمع أن بعثة لدولة ما كالعراق او ايران او سوريا قد أختفى عدد من الحجاج وعند التقصي عن مناصبهم او أعمالهم تجدهم ذو مكانة مرموقه اما امنية او علمية في دولهم هذه الاحداث تحدث للكثيرين اكثر الذين يدخلون للسعودية عن طريق دول أخرى غير دولهم بشراء تذاكر من دول أخرى تبيع اعداد لزائريها لقلة عدد الذاهبين الى الحج فيسمح ببيع تلك الدخوليات ولمعرفة السفارات بهؤلاء ودخولهم
فرادى ليس مع افواج وتفويج الحجيج لدولهم من الممكن حدوث مثل هذه الاحداث وبسهولة .

أحدث المقالات