وسط اندلاع موجة العواطف الأوربية حول مأساة اللاجئين وانعكاساتها على وسائل الإعلام العالمية والعربية , استغلّت واستثمرت اسرائيل هذه الأجواء , واعلنت مؤخراً عن شروعها بتشييد جدار عازل على حدودها الجنوبية مع الأردن انطلاقاً من ميناء ايلات والى مسافة 30 كم < وقد اتّضح من اللقطات التي عرضتها التلفزة انّ الجدار المفترض ليس سوى خط من الأسلاك الشائكة وظهرت من خلفه حركة شاحنات حمولة تستخدم لمواد البناء .! > , المبرر او المسوّغ الذي اعلنته رئاسة الوزراء الأسرائيلية هو لمنع تدفّق لاجئين عراقيين وسوريين الى داخل اسرائيل .!! , الأعلان او التصريح الأسرائيلي هذا ومع تصريحٍ آخر مناقضٍ له وسنتعرض له ادناه , ينبغي النظر له من اكثر من زاويةٍ حادّة : فالأسرائيليون برمّتهم على درايةٍ وإدراكٍ مسبقين بطباع المجتمَعين العراقي والسوري ” اللذين تجمعهما قواسمٌ مشتركة في المجال القومي وخصوصا في مسألة نبذ التطبيع مع الصهاينة بكلّ اشكاله ودرجاته والوانه ” وبالتالي فلا يمكن لعراقيين او سوريين أن يلتجأوا الى اسرائيل وقد شاهد العالم تفضليهم مغامرة البحر والغرق على مثل ذلك المستبعد , أمّا من الزاوية الأخرى فأنّ المنطقة الأردنية المقابلة ” لأيلات ” والتي يواجهها ميناء العقبة الأردني وبأتجاهه شمالاً لمسافة 30 كم حسب الأدّعاء الأسرائيلي فلا يوجد فيها لاجئون عراقيون اصلا واذا ما وُجِدَ هناك بعض الأفراد السوريين العاملين بشكلٍ فردي , فالمنطقة تلك محميّة بكثافة مشددة من الجيش والمخابرات الأردنية الى الحد الذي يستحيل تنفيذ اية عملية فدائية من هناك , فكيف بتدفّق موجات خيالية من اللاجئين … الأعلان ” الجداري – الأمني الأسرائيلي المفترض ! والذي ايضا لم تعلن اسرائيل عن نصب او تشييد لجدارٍ مماثلٍ له عند الحدود السورية – الأسرائيلية المشتركة .!! , كان قد قابله اعلانٌ او تصريحٌ آخر ل ” ابراهام بورغ ” الذي تولّى مناصباً عدة واهمها رئيس الكنيست الأسرائيلي ” البرلمان ” ورئيس الوكالة اليهودية للهجرة الى اسرائيل والذي دعا من خلال تصريحه هذا الى إقامة ” مدينة مؤقّتة للاجئين العراقيين والسوريين ” المفترضين واستقبالهم بحرارة هناك > ! واضاف أنه يتوقع ان يقابل مقترحه هذا بأستخفاف بالغم من انّ بعض الشخصيات الاسرائيلية قد أيدته .تصريحات بعض كبار المسؤولين الصهاينة بدت وكأنها سيناريو بأهدافٍ مزدوجة , فنتنياهو يريد توحيد موقف داخلي من حوله , بينما ” بورغ ” وآخرين يحاولون رسم صورة دعائية – اعلامية أمام الرأي العام بأنّ دولتهم دولة سلام وتحترم حقوق الأنسان العربي .! وبهذا الصدد او غيره تقتضي الأشارة أنّ اعداداً من الجرحى السوريين المنتمين للتنظيمات المتطرفة التي تقاتل النظام , سبق وأن جرت معاجتهم داخل اسرائيل . أمّا عن فرضيّة دخول لاجئين عراقيين وسوريين الى الاراضي الأسرائيلية فهذا حلم يراود القادة الصهاينة هناك.