منذ بداية التغيير, لم أكن أشك في أن حاشية فرعون هم السحرة, و أن حزبهم متفق على الشرك الأعظم, ولكن موسى لا يريد أن يظلمهم, وكذلك اليهود لا زالوا يعبدون فرعون.
لم تذبح البقرة الصفراء, ليس لأنهم لم يجدوها, ولكنهم جميعا مشتركون بقتل النفس البريئة, إلا موسى ومن تبعه من الحواريون, وكذلك شعب فرعون, فبدلا من أن يطيعوا موسى لأنه خلصهم من ظلم آل فرعون, حاربوه وكذبوه, ورفعوا الشعارات ضده, و اتهموه بالكذب و السرقة, بينما لم يسألوا السامري عن العجل الذي صنعه من حليهم, وهبوا ليقتلوا هارون, واليوم لا غاية لهم إلا الكفر وقتل صاحب البقرة الصفراء.
حبال الحزب لا زالت قوية, رغم إن العبادي لم ينصبه حزبه لرئاسة الحكومة, وكان لموسى الفضل في نجاة اليهود من سطوة فرعون, فيا ترى لماذا استضعفوا هارون وكادوا يقتلوه؟! ولماذا ترك شعب العراق موسى عصرهم ولم ينصروه؟!
مظاهرات مدفوعة الثمن, وعجل صنعه السامري للإطاحة بنبوة موسى, ولكن؟! أنقلب السحر على السحرة, وخر السحرة صعقا, فأغلبهم امن لموسى لغياب حجته, وأقلهم امن بموسى ونبوته, ولكن العجل لا زال في قلوبهم, فما امن فرعون حبا بموسى, ولكنه امن لكي لا تغلق البحار عليه وتغرقه كما سابقه, فأضطر إلى أن يطلق ورقة الإصلاح حبرا على ورق, وما موسى عنه ببعيد, ولكن ليأخذ الحجة عليه.
لازلت أتذكر جيدا ما قاله موسى في عام 2006, وكرره في عام 2011, وبعدها أغلق أبوابه بوجه من أدعى أنه تابعه, حتى بانت أنياب الشيطان, وشعب العراق قد أشرب في قلوبهم العجل, فحبال الشيطان أحكمت سطوتها على قلوب عباد البشر, وحزب الشيطان مستبشرا بمغانمه, فتغنوا لفرعون حتى تجبر, ومد لهم الشيطان واسع حباله, فجعلوا محتال العصر ندا لموسى, وتطبعت هذه الصفة في حزبه وحاشيته.
اليوم وبعد أن زال محتال العصر, لم يشأ موسى أن يكون بعيدا عن خلفه, ليلزمه الحجة كما ألزم سابقه, وبطلب من شعب العراق, ولكننا نرى إن الزمن يعيد نفسه, فنفسه فرعون وقد طغى, ونفسهم اليهود لم يقروا لموسى حسن فعله, فلا زلت أراهم يبحثون عن سامري, ليصوغ لهم عجلا من حليهم, ويعبدوه دون ألاه موسى.
طالبت المرجعية وعلى مدى ثلاث جمع بالإصلاح, وبينت الخطوط العريضة التي يجب أتباعها, وهي كانت واضحة لذوي العقول الجادة, لان المتتبع لخطاب المرجعية مع الحكومة السابقة, يكفي لمن يريد الإصلاح الجاد, ولكن للحزب طابعه المعادي للمرجعية, ونزعته الدكتاتورية المتغابية, ولكن المرجعية أزاحت عن الوجوه نقابها, وطالبت بتغيير القضاء الفاسد, الذي يعد من أهم خطوات الإصلاح, ولكن كيف يذبحون البقرة وهم يعلمون إن لحمها سيفضحهم, ويفضح كبيرهم الذي علمهم الفساد و القتل, فكانت حبال الشيطان أقوى من صوت الرحمن.
أذبحوا البقرة فان لم تفعلوا فسيذيقكم رب موسى شر عذاب, ولن يفلح الظالمون, واليوم سوف لن تغلق أبواب المرجعية فقط, بل ستغلق السماء رحمتها على الحاكم والرعية, وما حبال الشيطان إلا خيط العنكبوت, ولا يكن كلام موسى بينكم كناقة صالح, تعقروها ويدمدم عليكم ربكم بذلك.