بناءً على هذا التسريب الذي يبدو أنه متعمد ومقصود خاصة في هذا الظرف العصيب والمخاض العسير الذي يمر به العراق , وسنبين وسنكشف الأسباب الحقيقية وراء عدم خوف أو اكتراث نوري كامل بكل ما يثار ضده من جرائم وانتهاكات ارتكبها على مدى ثلاثة عشر عاماً , وغيرها من الأمور التي سنسردها في متن هذا المقال … والتي من خلالها سنصل إلى السبب الرئيسي الذي أدى إلى بيع وتسليم محافظة نينوى وصلاح الدين ومن ثم الأنبار بأوامر وتوافق أمريكي إيراني …. وبتنفيذ أيادي حكومية ملائكية دعوجية مالكية شعارها كان ولايزال وسيبقى ” تُنفذ ولا تناقش ” !. وربما بعلم وبدراية ومباركة المرجعية الرشيدة أيضاً … من يدري  ؟, تلك المرجعية التي بدأ نوري وجلاوزته وزبانيته يهزون العصا الغليظة بوجهها ويهددون بكشف وفضح المزيد من المستتر والمستور , بعد أن تم استهداف وفضح أحد ممثليها في كربلاء .. المدعو ” أحمد الصافي ” الذي تبين أنه يتقاضى راتب وامتيازات وحمايات نائب برلمان عتيد منذ عشر سنوات !؟, وأحد المشاركين في كتابة الدستور ” الفليدماني الصهيوني ” ؟… ومن هل المال حملوا جمال  يا عراقيين .. وكما قال الشاعر رحيم المالكي رحمه الله ( إذا ينعدل وضعي , ينعدل ذيله ) .  
 
أولاً .. وبادئ ذي بدء .. تفيد آخر التسريبات من مصادر مخابراتية عربية وأجنبية … بأن المخابرات الأمريكية والمخابرات الإيرانية بعد أن تأكدوا تماماً بأن بقاء نوري كامل المالكي في سدة الحكم لولاية ثالثة سيفجر الشارع العراقي المحتقن أصلاً من أقصاه إلى أقصاه .

ثانياً : بعد أن تأكدت أمريكا وإيران أيضاً بأن المقاومة العراقية وليس داعش كما يدعون قد شارفت على إنهاء وإكمال الخطوة الأخيرة لتحقيق النصر الشامل والكامل واسقاط العملية السياسية برمتها , أقدموا وبشكل سريع ومرتبك بأن يقوم نوري المالكي قبل إزاحته تسليم الموصل لما يسمى داعش فوراً , وقبل أن تسقط بغداد بيد المقاومة العراقية الحقيقية , ولهذا تم استبدال نوري المالكي بحيدر العبادي بشكل سريع ومرتبك أيضاً , وباتخاذ هاتين الخطوتين والطريقتين الشيطانيتين السريعتين ضربوا كذا عصفور بحجر واحد , وتم امتصاص غضب الشارع العراقي , وتم سحب البساط من تحت أقدامه , وكذلك تم قطع طريق المقاومة ووقف هجومها على بغداد , وتوجيه الأنظار صوب العاصمة من أجل حمايتها من السقوط . وتوحد العراقيين تحت راية وفتوى المرجعية , بعد أن ارتكاب مجزرة سبايكر مباشرة من قبل مسلحين ملثمين ؟!!!, وأصدر السستاني فتواه الشهيرة ” الجهاد الكفائي ” !؟؟؟ .

قبل الدخول في صلب الموضوع . نود أن نذكر وبشكل سريع ومختصر … بأننا لطالما كتبنا ونبهنا وفندنا إكذوبة القاعدة وكيف قامت وأين تأسست ونشأت وترعرعت وبأي الأموال والأسلحة والجنود زودة ودعمت منذ ثمانينات القرن الماضي … وحتى أن تم الإعلان عن مقتل زعيمها أسامة بن لادن عام 2011 وتم دفنه تحت البحر ؟؟, ومن ثم  بدأت إكذوبة وفرية وريثها داعش اللغز , الذي لا يعرف لحد الآن من يقف وراءه ويدعمه ويموله وكيف يتحرك ويصول ويجول في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات ؟, وكيف بات يهيمن على ثلثي مساحة سوريا – المقاومة والممانعة ؟, وكيف دخل داعش بقدرة قادر إلى العراق وتحول إلى غول ومارد وبعبع يخيف أمريكا والعالم بأسره !؟؟, وكيف استطاع بسرعة البرق أن يحتل ثاني أكبر محافظة في العراق الجديد ” نينوى ” ويهدد وجود دولة كردستان الديمقراطية !؟, وكيف سيطرعلى محافظة صلاح الدين خلال ساعات , وكيف احتل الرمادي بعد عدة أشهر ؟.

ولكن تعالوا نطلعكم على سر من أسرار وطلاسم عدم خوف نوري كامل من المسائلة والعدالة المدحتيه والتحقيق أو الإحالة للمحكمة على خلفية .. بيع , أو تسليم , أو سقوط أو تمكين داعش من احتلال محافظة نينوى بهذه الطريقة وبهذه السهولة وبهده السرعة !؟, في حين يعلم القاصي والداني وحسب التحليلات والحسابات والتقديرات العسكرية , التي يجمع عليها المراقبين وأصحاب الخبرة والشأن من محللين وخبراء عسكريين حقيقيين وليس دمج , من استحالة سقوط محافظة مترامية الأطراف بهذا الشكل وبهذه السرعة في ظل وجود خمس فرق عسكرية وجيش عرمرم , وشرطة اتحادية وقوات أمنية واستخبارات عسكرية وغيرها , وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة حديثة , ومعدات وآليات ودبابات وصواريخ , وحتى طائرات حربية وهليكوبترات … ألخ , هم .. أي وزارة الدفاع ووزيرها الهمام من قدروا ثمنها بـ 27 مليار دولار ؟؟؟, لم يستطيعوا الصمود أمام أو مقابل هجوم 300 مقاتل من داعش يستقلون بيكبات ويحملون أسلحة رشاش خفيفة فقط ؟؟؟.

خلاصة القول وما نود أن نوصله على عجالة وبدون إطالة وخوض وفتح ملفات معقدة وشائكة , لكننا كنا ومازلنا نؤكد على حقيقة مفادها , بأن المقاومة الوطنية العراقية بجميع فصائلها وقادتها هم من خاض حرب التحرير ضد أمريكا , وهم من يخوضون حرب التحرير الآن لكسر شوكة نظام الملالي الإجرامي , وبما أنها .. أي المقاومة العراقية هزمت وأذلت وكسرت شوكة أمريكا وعنجهيتها وهي أقوى امبراطورية شر عرفها تاريخ البشرية , فمن باب أولى ستكسر شوكت وأنف خامنئي وقاسم سليماني وستجرعهم كأس السم كما جرعت الخميني في حرب الثمان سنوات , والمسألة مسألة وقت ليس إلا . ولهذا عندما أحس الأمريكان وحليفتهم إيران من قرب تحقيق النصر وقرب تحرير العراق من قبضة إيران وأمريكا معاً , مهدوا وافتعلوا فرية وإكذوبة داعش , لإجهاض وإفشال الثورة العراقية , ولهذا قبل صعود وسطوع نجم داعش بأشهر معدودة سمحوا بتهريب سجناء القاعدة من سجن أبوغريب والتاجي وقبل ذلك بعام تم تهريبهم من البصرة إلى إيران والقصة معروفة .

أيها السادة .. بالعودة لصلب الموضوع .. تفيد آخر الأخبار والتسريبات ومن مصادر مخابراتية عربية وأجنبية موثوقة , بأن الإدارة الأمريكية هي وليس غيرها وبالتنسيق والاتفاق مع جارة السوء إيران من آمرت عبدها الذليل  المدعو ” نوري كامل ” شرطي المصالح الأمريكية في العراق , ووالي إيران على العراق حتى يومنا هذا , كونه كان القائد العام للقوات المسلحة بأن يأمر بسحب كافة قطعات الجيش من الموصل ويسمح لبضع مئات من ما يسمونهم ( الدواعش ) احتلال محافظة بحجم نينوى , وان يتركوا لهم  كافة الأسلحة والمعدات كما هي في مخازنها ومعسكراتها , وعلى الجانب الآخر قامت إيران ومخابراتها بواجبها الطائفي لزرع بذور الحرب الطائفية من جديد وشق وتعميق الهوة بين العراقيين , عندما قامت بإعدام  الجنود والطلبة في سبايكر وعددهم 1700 , من أصل 4500 جندي وطالب ومتدرب جمعوهم من جميع مناطق وقرى وأحراش جنوب ووسط العراق قبل عدة أشهر وأسابيع وبعضهم قبل عدة أيام وساعات من وقوع المجزرة , وما تبقى منهم أحياء تم نقلهم إلى سوريا , وهم الآن يقبعون في سجون ومعتقلات النظام السوري وتحت حراسة إيرانية مشددة خوفاً من أن ينكشف  وينفضح أمرهم وسرهم , وفضيحة وسر أكبر وأخس مؤامرة وجريمة قادتها وارتكبتها أمريكا وإيران بعلم وموافقة وتنفيذ نوري وأزلامه من أمثال كمبر , وغيدان , وعدنان الأسدي والنجيفيان , ومشعان , والغراوي وآخرين كثر غيرهم لم يحاكم أو يعدم أي منهم حتى هذه اللحظة .

إذاً .. كيف يحاكمون نوري وزبانيته المحمي أصلاً بالفيتو المركب الأمريكي – الإيراني , وحكومة حيدر العبادي تعرف ذلك جيداً , وتعلم علم اليقين إستحالة محاكمته في ظل هذه الظروف والخبطة والخلطة … إلا في حالة واحدة فقط , انتصار الشعب العراقي الذي يقود الحراك والإنتفاضة الشعبية السلمية المباركة , بعد أن تتم الإطاحة بحكومة حيدر العبادي نفسه قبل إجراء أي اصلاح مزعوم , كون حكومة العبادي تمثل صمام أمان أمريكا وإيران الأخير في العراق , وصمام أمان نوري وعصابته , فما دام حيدر وحزب الدعوة في سدة الحكم نوري سيبقى حر طليق ويحكم ويدير ويسير الأمور من خلف الكواليس , ولن ولم يحاكم أو يحاسب أبداً , ولن ولم يسترجع سنت واحد وليس دولار واحد من الألف مليار دولار !؟, ولهذا هو غير خائف وغير آبه وغير مكترث بكل ما اقترفه من جرائم ونهب وتبديد أموال وثروات العراق , وبيع ورهن وتسليم أكثر من نصف مساحة العراق . حتى يقولوا له أسياده كش صعلوك وعميل , بعد أن يتأكدوا جيداً بأن الشعب العراقي عازم ومصر على كنس أدواتهم وعملائهم الذين نصبوهم  على رقاب هذا الشعب على مدى ثلاثة عشر عاماً .
نعم سيقولون لهم ” كش نوري ” وكش حيدر ” كما قالوها لمن هم أكبر وأجبش منهم ممن خدموا أمريكا والغرب والصهيونية لعقود عدة … كـ ” شاه إيران ” ومانويل نوريغا بنما ” وحسني مبارك مصر ” … وآخرين .
وللحديث بقيـــة .