في ظاهرة أصبحت تثير الغثيان و الاشمئزاز و سيمفونية يعزفها عبد المهدي الكربلائي في حفلته الأسبوعية التي يسميها ((خطبة الجمعة )) و التي لم يتغير لحنها و بشكل متناوب بينه و بين احمد الصافي مذ عرفناهما خطيبي جمعة في كربلاء ببركة المحتل الأمريكي بعد أن كان دورهما مشهود و بتوجيه من سيدهم السيستاني لمحاربة صلاة الجمعة التي أقامها المرجع الراحل محمد الصدر (رحمه الله) و تحريمها .نعم لم يتغير لحنها فنفس الكلمات و نفس العبارات يعيدها ( على الحكومة محاربة الفساد ….. يجب القضاء على الفساد …. يجب تلبية مطالب الشعب …. و غيرها ) …. نعم هي نفس العبارات و الكلمات منذ ثلاثة عشر عاما”عاما من عمر حكومتهم التي أسسوها بفتوى السيستاني و دستورهم الذي خط برعاية الحاكم الأمريكي برايمر و بمشاركة السيستاني بممثله احمد الصافي ..لا زال كل ما يتفوه به الكربلائي هو كلمات عامة يرددها السياسي و الطبيب و المهندس و المحامي و المعلم و الحمال و البقال و الكناس (مع احترامنا لكل المهن و أصحابها ) و الكاسب و المتعلم و الجاهل و الكبير و الصغير … لم يأت بشيء جديد و لم يجرؤ على تشخيص أصل المشكلة و سببها و طرق العلاج و هذا ناشئ من أمرين أما بسبب جهلهم و عجزهم عن تشخيص العلل و أسبابها و طرق علاجها الجذرية و أما بسبب انتهازيتهم و مكرهم و استغفالهم للناس كونهم مستفيدين من هذا الوضع لأنهم لا يعيشون إلا في مستنقع الفساد و مع هذا تجد الكثير ممن ينظر إلى كلماته على انه الحل للمعضلة و البلسم للجرح و تروج لها عشرات الفضائيات التي لا تعيش إلا في نفس بيئتهم . ثلاثة عشر عام و الحال ليس كما هو بل من سيء إلى أسوا فأين بركات كلمات السيستاني ؟ و أين الملايين المرتبطة به ؟ و أين الأحزاب الحاكمة باسمه؟ … بعد ثلاثة عشر عاما من سلطتهم الدينية و السياسية و الاقتصادية يعيدون لنا في كل جمعة اكتشافهم العجيب و هو ( أن الماء عبارة عن ماء ) …
و مقابل هذا يغيب صوت عراقي أصيل هو صوت المرجع الصرخي الذي كان في كل شاردة و واردة يشخص العلة و يعطي العلاج …. حذر من إقامة الانتخابات و توجيبها في ظل الاحتلال لأنها ستؤسس للطائفية …. و قد حصل ما حذر منه …حذر من الدستور و مفخخاته و عدم الاستعجال بكتابة دستور سيلعنه من كتبه .. و قد حصل ما حذر منه …. دعا إلى حصر السلاح بيد الدولة و منع المليشيات مهما كان مذهبها و سبب تكوينها و إلا فإنها ستغطى على الدولة و مؤسساتها الأمنية … و قد حصل ما حذر منه …. دعا إلى لغة العقل و الحوار و عرض الوساطة لحل أزمة الانبار و حذر من مغبة التأخر في العلاج والذي سيجعل الجميع يخسر أكثر مما يتوقع انه سيخسره بالحوار …. و قد حصل ما حذر منه بضياع ثلث العراق بيد الإرهاب …. انتقد فتوى الجهاد و حذر من أنها ستؤجج الصراع و تجذر الطائفية لان المقابل سيعمل بردة الفعل ليستجمع أتباعه من كل أصقاع الأرض … و قد حصل ما حذر منه …. حدد أصل المشكلة في العراق و هو الوجود الإيراني و ها هو سليماني الآمر الناهي من خلال أتباعه من مليشيات و أحزاب سلطة و أطلق مشروع الخلاص بكل تفاصيله قبل التظاهرات بشهرين و ها هي ألان الأصوات تنادي بنفس المشروع . و دعم التظاهرات بمطالبها المدنية و حذر من استغفال الجماهير و ركوب موجتها من خلال إقناعها بان الحل هو عبارة عن حزمة إصلاحات تقوم بها نفس الحكومة الفاسدة ضد الحكومة الفاسدة … و قد حصل ما حذر منه ….. فشتان بين رؤية العراقي الوطنية و منهجية الأعجمي الانتهازية .