أستعير عنوان مقالتي من الفنان الراحل احمد زكي الذي أطلق عبارته الخالدة ( إذا سقط منكم لهفوري فكلكم لهفوري ) في فلمه الرائع البيضة والحجر لأنها تتماشى مع حال العراق في ظل حكم حزب البلوة الإسلامي .
بعد البحث عن أصل كلمة لهفوري عند الشيخ كوكل اعزه الله تبين إن معنى اللهف في العربية : الأسى على شيء يفوتك بعدما تشرف عليه حيث يقول ابن الأعرابي : ( فلست بمدرك ما فات مني بلهف ولا بليت ولا لواني ) ويقال ( فعض بإبهام اليمين ندامة ولهف سرا أمه وهي لاهف ) ويقال ( إلى امه يلهف من لهف ) , وكل هذه المعاني بعيدة عن معنى اللهف الذي يقصده المرحوم زكي في عبارته أعلاه حيث إن معنى ( اللهف )في اللهجة المصرية يرادف معنى ( اللغف ) في لهجتنا العراقية والتي هي في الأصل كلمة عربية فصيحة أصيلة في لغتنا فورد في لسان العرب إن : لَغَف ويلغَف ولغاف , ولغف ما في الإناء لغفا : أي لعقه وتلغفت الشيء إذا أسرعت في أكله بكفك من غير مضغ واللغيف أيضا الذي يأكل مع اللصوص والجمع كالجمع زاد غيره ويشرب معهم ويحفظ ثيابهم ولا يسرق معهم ويقال : في بني فلان لغفاء .
الشعب العراقي بكل أطيافه وطوائفه خرج ليندد بالفساد والسرقات التي مارسها ويمارسها أعضاء الحكومة ( من الأحزاب الإسلامية ) الجاثمين على صدورنا منذ عام 2003 ولحد الآن وهم يرفعون شعار ( باسم الدين باكونه الحرامية ) والشعار حقيقي إلى ابعد حد فحكام العراق مارسوا كل رذيلة باسم الدين فقتلوا وسفكوا دماء عِباد الله وسرقوا مُقدرات البلاد بألف طريقة وطريقة وأعتمدوا الطائفية كدستور لحكم البلاد وكان نتيجة إدارتهم للبلاد ظهور محور الشر داعش وعمليات القتل الممنهج بين أبناء البلد الواحد . ونتيجة للمظاهرات الحاشدة لشباب العراق من الأحرار شرعت حكومة العبادي بإصلاحات شكلية لا علاقة لها بمطاليب الجماهير ارتكزت الإصلاحات على تصفية خصوم العبادي بالدرجة الأولى وإقالتهم من مناصبهم وهذه خطوة ذكية من العبادي فهو هنا حاول أن يُرضي جماهير الشعب المتظاهرة وفي نفس الوقت التخلص من منافسه الأقوى المالكي وتطلعاته للعودة إلى سدة الحكم , وفات السيد العبادي إن الشعب أقوى وأكثر وعيا من ما يتصور هو أو منظومة الحكم التي توجهه حيث إن الشعب يدرك جيدا انه لا تغيير في ظل حكومة البلوة الإسلامي وان كل أعضاء حكومة البلوة لغافة ولصوص وإن ( أبيضهم نجس وأسودهم نجس ) , وإن أدارة الدولة تحتاج إلى عقول راجحة تعتمد العقلية العلمية والتطور الحاصل في العالم والذي يرتكز على الأسس الاقتصادية الصحيحة ويعتمد شرعة حقوق الإنسان والشفافية في التعامل مع المواطنين ونبذ الطائفية في بناء الدولة ومؤسساتها .
الفرصة لازالت مواتية لحيدر العبادي لكي يثبت انه يعمل بالاتجاه الصحيح بعيدا عن عقلية البلوة الإسلامية التي دمرت البلاد والعباد باستجابته لمطاليب الجماهير المنتفضة ضد الظلم والفساد , وبإمكانه إصلاح ما أفسده سلفه المالكي عن طريق الإدارة العقلانية والقضاء على رؤوس الفساد وجُلهم من حزبه حزب البلوة الإسلامي وفتح علاقات قوية وجدية مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية باعتبارها الدولة العربية الأقوى وصاحبة الاقتصاد المنيع وبإمكانها
مساعدة العراق في عبور محنته الاقتصادية وحربه ضد إرهاب داعش ( لحد يتفذلك ويتعيقل ويحجي بطائفية مريضة ) وخصوصا وإنها تتمتع بعلاقات متينة مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اليد الطولى في كوكب الأرض و العاقل يضع يده بيد الشيطان ليحافظ على بلاده ويحقن دماء خلق الله .
نتمنى على العبادي التعامل بحكمة وعقلانية مع مطاليب الشعب حيث إن المواطن العراقي يغلي من كثرة الظلم والفساد الذي يلف كل مؤسسات الدولة في العراق وصدق شاعر الماسونية توفيق أبي مرشد حينما قال :
العسفُ يبعث في الجبان شجاعة
كم أيقظ العسف الشعوب وحررا
لولا احتكاك الزند ما استعر اللظى
والهر إن تضغط عليه تنمرا
والعبادي وحكومة اللصوص والسراق في المنطقة الغبراء يعلمون إن العراقيين اسود وشجعان ولا يقبلون بالظلم . وإثاري الليل مهما يطول لابد ما تجي الغبشة