لا زالت حكومة العبادي تنتهج سياسة المماطلة و التسويف في تعاملها مع التظاهرات التي خرجت ناقمةً على فسادها و مطالبةً إياها في الوقت نفسه بضرورة إصلاح الوضع المزري الذي يعيشه العراق و داعيةً إلى إنقاذه مما يعانيه من دمار و هلاك و طائفية و فساد و سرقات و تهجير و إزهاق للأنفس المحترمة و انتهاك للأرواح فضلاً عن تفشي ظاهرة البطالة و ضياع حقوق و مستقبل شريحة الشباب و تغييب للكفاءات العلمية من خلال التغرير بها للهجرة لبلاد المهجر حتى باتت لقمة سائغة لكواسر البحار و المحيطات أو عن طريق نسف الطاقة الكامنة لديهم بعدم تسخيرها بما يخدم و يطوِّر عجلة التقدم و الازدهار في العراق لما تملكه تلك الشريحة المهمة في المجتمع من مواهب و قدرات هائلة تستطيع بها قيادة البلاد إلى بر الأمن و الأمان و تحقق كافة طموحات الشعب في حياة حرة كريمة و إزاء هذا الوضع المأساوي الخطير و شعور حكومة العبادي بقرب زوالها و تحطم عروشها الخاوية و انكشاف حقيقة كذبها و زيف وعودها بالإصلاح الحقيقي و التغيير الجذري و محاربتها الفساد و تخليص البلاد من الفاسدين و الاقتصاص منهم مع إعادة الأموال المسروقة الى خزينة الدولة فقد أخذت هذه الحكومة من نهج سابقتها المجرمة نفس المنهجية القذرة القائمة على التسويف و المماطلة و الضحك على عقول العراقيين المتظاهرين سعياً منها لامتصاص غضب الشارع العراقي و الرهان على إطالة أمد الإصلاحات المزيفة قدر ما تستطيع حيث أن مطالب المتظاهرين تدعو إلى الإصلاح الحقيقي و التغيير الجذري أما إصلاحات العبادي لم ترتقِ إلى أبسط مطلب جماهيري لان الواقع العراقي لم يشهد أي تغيير يذكر بل على العكس لا زال الوضع يسير من سيء إلى أسوء و على مسامع و أنظار حكومة العبادي التي لم تحرك ساكناً هذا من جهة ، و أما من جهة أخرى فإن سياستها المنتهجة الآن فلا تختلف كلياً عن سياسة سابقتها حكومة الدكتاتور و المجرم نوري المالكي تلك السياسة الانتهازية التي سقطت فيها الموصل ثاني اكبر مدينة عراقية بيد الإرهاب أما سياسة العبادي التخبطية ايضاً سقطت مدينة الانبار أبان حكمها المشؤوم في حقبة حكومة العبادي الوجه الآخر لحكومة المالكي اللذان يعدان من أسوء الحقب التي عاشها الشعب العراقي لان كلا الحكومتين من حزب شيطاني واحد وهو حزب الدعوة لقيط مرجعية النجف الانتهازية التي كانت السبب الأساس في وصول المالكي و العبادي إلى دفة التحكم بمصير و مقدرات العراقيين مما اغرق البلاد في بحار الفساد و السرقات و شبح الإفلاس و تفاقم معدلات الهجرة و التهجير و تزايد أعداد العاطلين عن العمل فضلاً عن تعاظم هيمنة المليشيات الإجرامية وضربها القانون عرض الحائط حتى باتت حكومة العبادي عاجزة على ردعها و الوقوف بوجه إجرامها البشع ولهذا نجد أن المرجع الصرخي الحسني قد حذر الشعب العراقي من كل الحكومات التي توالت على حكم العراق و دعاه مراراً إلى التخلص من قيود الظلم و الظلام بحل الحكومة و البرلمان و تحرير العراق من شرهما المقيت فقد كان آخر تلك الدعوات و ليس أخيرها في مشروع الخلاص الذي كشف عنه المرجع الصرخي بتاريخ 8/6/2015 قائلاً : ((حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان )) وقد جدد الصرخي الحسني موقفه الثابت الداعي إلى حرية الشعب من كل عهود التعسف و الفساد بطرد الفاسدين من حكومات و برلمان فاشل وهذا ما ورد في معرض التصريح الصحفي للصرخي مع بوابة العاصمة في 18/7/2015 عندما دعا إلى تدويل قضية العراق و تولي الأمم المتحدة زمام الأمور بعد حل الحكومة و البرلمان و تشكيل حكومة خلاص مؤقتة قائلاً : ((تدويل قضية العراق وخروج إيران من اللعبة نهائياً، وتبني الامم المتحدة شئون العراق بالكامل ورعاية النازحين وحل الحكومة البرلمان.))
http://www.al3asma.com/news.php?action=view&id=35488