الله أكبر .. إنه الطفل العراقي البصري ذو السبعة أعوام , الذي تم خُطف من أمام منزله من قبل عصابات ومافيات القتل والجريمة المنظمة والإبادة الجماعية التي تدعمها وتسندها وتمولها أطراف سياسية حاكمة متسلطة على رقاب الشعب العراقي المغلوب على أمره , وكذلك جهات إقليمية بعينها , كي تنشر الخوف والرعب والذعر بين كل من تسول لهم نفسهم من المحرومين والمقهورين والمنكوبين من جياع أبناء الشعب العراقي بالمطالبة بحقوقهم , ولو بالكلمة الحرة والتظاهر السلمي الذي كفلته جميع القوانين والأنظمة والنواميس الإلهية والوضعية على مر العصور .
حقيقة الأمر أقف حائراً ومشلول العقل والإرادة , وعاجزاً لا أقوى حتى على صياغة كلمة أو جملة ما لتجسيد ووصف هذه الجريمة النكراء والسادية والوحشية والبشعة بكل ما تعني هذه الكلمات من معاني .
ولهذا لا يسعني إلا أن أتوجه إلى روح الطفل الشهيد المغدور بالاعتذار , لأني لا أملك غير القلم في مقاومة هذه وغيرها من العصابات الإجرامية الفارسية الصهيونية السائبة التي عاثت وتعيث في أرض العراق … قتلاً وخراباً ودماراً … فأقول
معذرة … أيها الطفل الشهيد .. مع المعذرة من الاعتذار نفسه … لأني بكل تأكيد ستنقصني الكلمات , وسيخونني التعبير , وستخنقني العبرة , ولا أستطيع أن أصف أو أصور مصيبتك والجريمة التي ارتكبت بحقك , لكي أوصل صرختك وبكائك وعذابك وأنت تعذب وتنتهك آدميتك وكرامتك , ويهتك عرضك وشرفك وبراءة طفولتك من قبل هؤلاء الوحوش المجرمين وهم يتلذذون بوحشية وسادية في تعذيبك واغتصابك وتقطيع أعضائك التناسلية ويقطعون يدك اليسرى .
أرجوك يا صغيري اعذرني .. كوني لا أستطيع كيف أبدأ وكيف أختم لأصف هذه الجريمة التي يندى لها جبين أعتى عتاة الإجرام في القرن العشرين الصهيوني شارون .
نعم يا طفلي العزيز … إنها جريمة العصر بكل المقاييس , إنها الجريمة التي ربما لا تخطر ببال أعتى عتاة شياطين الجن والإنس منذ هبوط سيدنا آدم وحتى أن أنقض وحوش وذئاب متلبسين بلباس بني آدم على جسدك الغض لينشبوا فيه مخالبهم القذرة , ويرتكبوا بحقك أبشع وأخس وأحقر جريمة عرفتها البشرية .
اعذرني يا بني .. لأني لا أستطيع أن أنصرك أو أقف بجانبك حين انقضوا عليك هؤلاء السفلة والساقطين أخلاقياً وخلقياً , إلا بهذه الكلمات والجمل المبعثرة التي لا أقوى على صياغتها من هول الكارثة والمصيبة التي نزلت على رأسي ورأس كل من يحمل ذرة من الرحمة والشفقة … كالصاعقة .
اعذرني أيها الطفل العراقي البريء … لأنك تدفع ثمن حقارتنا وخستنا وتخاذلنا وخنوعنا وجبننا جميعاً كعراقيين وكعرب وكمسلمين , لأننا سمحنا لحفنة وشلة من شذاذ الآفاق تحكمنا باسم الدين وباسم علي وفاطمة والحسن والحسين والعباس وعمر وأبو بكر وعثمان , على مدى ضعف سني عمرك الذي ختمته بالشهادة في سبيل الله والوطن . فها أنت أصغر شهيد بلا منازع تنضم إلى قافلة شهداء العراق والأمة , وتتوج ثورة جياع العراق وثورة المحرومين من الطفولة والبراءة واللهو واللعب في الحدائق العامة والملاعب , أو أن تنعم بالتعليم وترتاد المدارس الفارهة مع أقرانك كأي طفل من أطفال العالم , كونك ولدت في أغنى دول وبلدان العالم !؟؟؟, فهل ستنصفك , وتحمي الطفولة من بعدك هذه الثورة ؟؟؟؟.
اعذرني يا أبن البصرة … التي لطالما رغم صغر سنك سمعت من أبويك أو شاهدة فلماً كارتونياً عنها .. بأنها مدينة المدن وثغر العراق الباسم , والفيحاء … ألخ من الخزعبلات والأكاذيب , لأن مدينتك البصرة التي عشت فيها سبع سنوات فقط … كانت ومازالت وستبقى ربما لأكثر من قرن .. تطفو على بحر من الذهب الأسود , الذي سود الله به وجوه هؤلاء القوم تجار الدين والوطنية والحروب الطائفية عندما سمحوا لعمار الحكيم ومن لف لفه أن يضحكوا عليهم على مدى ثلاثة عشر عاماً , لم يستطيعوا أن يوفروا لك ولأمثالك العيش الحر الكريم , والكرامة والخبز والشعور بالامن والأمان والاطمئنان خلال سني عمرك القصير جداً . بالمقارنة مع سنوات هذه الحقبة المريرة التي جثم بها هؤلاء الدجالون على صدورنا .
اعذرني يا طفلي الصغير لأني لا أستطيع أن أأخذ بثأرك وأرد لك ولعائلتك المنكوبة والمفجوعة بمصابك الجلل اعتباركم وحقكم من هؤلاء الوحوش وشذاذ الآفاق المتربصين بنا والمتلبسين بلباس الدين زوراً وكذباً وبهتاناً .
أدناه مناشدة من أحد أبناء البصرة المنكوبة والمفجوعة بنكبتين وفاجعتين … نكبة وفاجعة الفقر والبطالة وانعدام الخدمات والنهب والسلب من قبل كتلة المواطن ( عمار الحكيم ) ومحافظه ( ماجد النصراوي ) .. ونكبة وفاجعة الطفل المغدور , التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي كما هي :
(( اغتصبوه ..! عذبوه ..! أدموا .. الله أكبر ..! قطعوا خصيتيه والعضو الذكري ..! ثم ألقوه قارعة الطريق بعد ما اختطفوه .. ميليشيات الولي الفقيه ..! تبا لكم ..!
اين أصحاب الضمائرالحية أحرار العالم عشاق السلام وأنصار الحرية والكلمة الهادفة النظيفة ؟؟
طفل عراقي بصراوي عمره فقط 7 سنوات – لقي ما لم نسمع او نقرأ على مر العصور الله اكبر ..و
اختطفوه … اغتصبوه … عذبوه .. قطعوا خصيتيه .. وألقوه دون تردد أو خوف أو حرمة أو حياء أو وجل رموه تحدياً جثة هامدة ..! وليتهم غيبوه وتواروا عن الإنظار ألماً ندماً خشية عواقب أو درءاً لفتنة أو اكراما لمشاعر الانسانية .. لكنهم وبكل وقاحة وتحدّ للمجتمع الإنساني و لا مبالاة ولإثارة مشاعر الناس اقوه قارعة الطريق .. من هم – إنهم الميليشيات الهمجية المتخلفة السائبة التي تفتك بالأبرياء من عامة الشعب وتنشر الرعب والإرهاب في كل مكان حيث يجوبون الشوارع والأزقة كقطعان الضباع الكاسرة ليلاً وينشرون أجنحة الخوف والقلق في كل مكان ..
من هو – طفل في السابعة بعمر الورد .. الله اكبر ..
ما جنايته – كل ما اقترفه أن أباءه خرج مع متظاهري البصرة ليعبر عن رأيه مع عامة الشعب مطالبا بالإصلاح و كف الأذى والفساد عن الشعب العراقي .. طفل يدفع فاتورة سخط الشارع والشعب العراقي برمته .. إذن هو شهيد العراق رقم 1 .. ويتوجب على كل عراقي عربي انساني حر شريف ان يتوضأ بدماء شهادته ويصلي صلاة العشق صلاة الوطن صلاة الخلاص من هؤلاء القتلة الفجرة أعداء الحياة ..
ليكن لهذا الطفل الرائع البطل البريء ما يستحق من وقفة واجلال وتكريم و تأبين يسمع صداه العالم كله .. لا تسكتوا أيها الشرفاء أصحاب الأقلام والضمائر والغيرة والحمية الإنسانية اعلنوها صرخة مدوية الله أكبر على رؤوس الظالمين المجرمين القتلة أعداء الحياة .. أين أنت يا ضمير الشعوب ..؟ يا من تدعون نصرة الشعوب وتحقيق العدل ونشر السلام ..؟))
نافلة القول .. إن هؤلاء المجرمين الذين أقدموا على هذا الفعل الجبان والشنيع بحق طفل بريء لم يفهم بعد شيء عن معنى الحياة وما يدور حوله أصلاً , فتم استهدافه بهذه الطريقة الإجرامية والوحشية المفزعة , انتقاماً من والده الذي شارك في التظاهرات السلمية , ومن أجل إخاقة وإرعاب كل من لديه طفل في البصرة وعموم مناطق العراق , فما بالكم لو تمكنوا نفس هؤلاء القتلة والوحوش من الظفر باحد من قادة ومنظمي الحراك الشعبي والتنسيقيات في عموم العراق ؟.
ولهذا لطالما كتبنا قبل وبعد الاحتلال الغاشم , وحذرنا منذ أعوام عدة …ومازلنا نؤكد على أخذ كافة أسباب الحيطة والحذر من هذه العصابات والمافيات المحلية والأجنبية ( الشركات الأمنية الإسرائيلية – الإيرانية ) التي تصول وتجول في عموم العراق متنعمة ومرفهة بالأموال والسيارات الفارهة , ويحملون الهويات والباجات الحكومية التي لا يستطيع أحد في جميع نقاط التفتيش داخل وخارج العاصمة , وداخل وخارج جميع المحافظات والأقضية والنواحي من إيقافهم أو تفتيشهم , بل وحتى في المطار الدولي , أو المطارات الأخرى عند مغادرتهم أرض العراق الذي نهبوه وأفقروه , وعندما يقومون بنهب وتهريب أموال العراق وآثاره ونفائسه منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة .
أيها السادة .. أيها المنتفضون .. أيها الأحرار الثائرون الوضع بات جداً .. جداً خطير , والمخاض جداً .. جداً عسير , وينذر بما لا يحمد عقباه أو يتصوره عقل بشر , وأن إيران وعملائها , وأمريكا وأدواتها في العراق سيستقتلون وسيقومون بعمل المستحيل من أجل إجهاض هذه التجربة الوطنية الرائدة , والثورة التي بدأت بيضاء وسلمية وعفوية , لكنهم يحاولون بشتى الطرق والوسائل جعلها وتحويلها قريباً إلى ثورة حمراء مصبوغة بصبغة الدم العراقي النازف منذ عدة عقود , ومدعومة من جهات أجنبية , ولن ولم يهمهم أو يعنيهم بشيء حتى لو قتل وذبح عشرة مليون عراقي آخر خلال الفترة والأيام القليلة المقبلة لا قدر الله , المهم عندهم ولديهم نجاح المشروعين الفارسي والأمريكي في المنطقة , وبقاء الوضع والأمور كما هي عليه , وما التهريج الأخير والسب والشتم وتوجيه الاتهامات وتوزيعها عامي شامي … على هذه الدولة أو تلك أو هذا الحزب أو ذاك .. إلا من أجل اللعب بالوقت الضائع , ومن أجل مزيد من المماطلة والتسويف واطلاق الوعود التخديرية الكاذبة .
كما أود أن أحيطكم علماً أيها العراقيون في الداخل والخارج … بأنهم أي هذه الحكومة وكذلك المرجعية الرشيدة ؟؟؟, يتمنون ويصلون ويدعون صباح مساء , وينتظرون بفارغ الصبر من أن تُرفع صور صدام حسين في هذه المظاهرات !؟, أو تكتب شعارات حزب البعث , أو يرفع العلم العراقي قبل الاحتلال .. أو يبث خطاب للسيد عزت الدوري وهو يشيد بهذه المظاهرات ويدعمها ويؤيدها !؟؟؟, ولهذا جميع هذه الجهات المعنية أو المقصودة في عمليات التهريج الأخيرة وغيرها … قد خيبت وبددت آمالهم وهلوساتهم وأحلامهم المريضة , وأثبت العراقيون جميعاً وجميع القوى الوطنية في الداخل والخارج بأن الثورة والهبة … هي ثورة وطنية شعبية عفوية خالصة مخلصة لوجه الله , ومن أجل إنقاذ العراق وشعبه , وغير تابعة لأي حزب كان , ولأي قائد ورمز ديني أو سياسي كان أو يكون , ولن ولم يستطيع أحد أن ينسبها أو يجيرها لنفسه أو مذهبه أو حزبه أو كتلته أو مكونه , بل هي ثورة عارمة عفوية على الفساد والمفسدين , وعلى الظلم والظلمة , وعلى الطغاة والطغيان , والقتلة والمجرمين وتجار الدين والمذاهب … انطلقت شرارتها الأولى من البصرة وعمت جميع أرجاء الوطن المنكوب …. وإن غداً لناظره قريب
وللحديث بقيــــــــــــــة .