ستسرد لكم في هذا المقال مجموعة من القرارات اتخذها وزير الثقافة عن الاتحاد الوطني الكردستاني فرياد راوندوزي، وآخرها المكرمة التي منحها فخامة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني التي سميت في وقتها ( منحة الصحفيين والادباء والفنانين )!!
كان الرئيس جلال الطالباني ، أعانه الله على مرضه، وشافاه ، من افضل من أعطى جل إهتمامه للأسرة الصحفية، كون الرجل كان من رعيلها الأول، وهو يعرف قيمة ومعنى ماتتطلبه شريحة من هذا النوع من إهتمام إستثنائي!!
أما فرياد راوندوزي فقد كان من آخر ماتفتقت به عبقريته، هو الغاء ( منحة رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني ) الشخصية التي حظيت باحترام العراقيين ولها مكانة عربية ودولية، وكان الرجل منفتحا على الجميع، حتى من كانوا في عداد الأعداء، وقد كسبهم اصدقاء له في خاتمة المطاف!!
ولا ندري ماهي مبررات الوزير راوندوزي الذي لم يدافع عن مكرمة ليس له يد فيها، وكان عليه الأقل أن يحترم شخوصها ومن كانوا وراء تلك ( المكرمة ) لشريحة المثقفين، وكان الاجدر به هو ووزير المالية ان يعدها من ( الخطوط الحمر) التي لاينبغي الإقتراب منها!!
وقد دخلت الأسرة الصحفية هذه الايام في أسوأ عهودها يوم اعلن وزير الثقافة ان المنحة لم تكن ضمن حسابات الموازنة هذا العام ( 2015 ) ، ولم يعلم السيد الوزير ان المس بها يعني مساس برمز وطني يحترمه العراقيون جميعا، لكن أن يأتي وزير من نفس تركيبة الاتحاد الوطني ويلغي المنحة ، أو لنقل لايعطيها اهتمامه، كونها كانت مكرمة من أعلى شخصية تولت قيادة الاتحاد الوطني، وهي من وضعت لبناته الأولى فهذا لابد وان يكون موضع شك وتساؤل!!
ويقول كثير من المثقفين انه ما ان حل فرياد راوندوزي على وزارة الثقافة وزيرا ، حتى أقدم على اتخاذ مجموعة من القرارات التي سعت لاقصاء آخر معالم الثقافة ، وكانت قناة الحضارة الفضائية واحدة من أولى الخطوات التي وأدت فيها هذا المولود الجديد!!
كما ان عددا من الخطوات اتخذت داخل تركيبة وزارة الثقافة قلصت المجهود الثقافي الى حدوده الدنيا، بالرغم من ان الثقافة ليست انتاجا سلعيا ، بل هي غذاء روحي ومعنوي وزاد لشريحة واعية ومثقفة بحاجة الى من يمنحها الدفق والحيوية والنماء لكي يرتوي الملايين من إيداعها ومن زادها الذي لايمكن لأي شعب مهما مر بأزمات الاستغناء عنها!!
أملنا أن لايتجاوز الوزير فرياد راوندوزي قرارات اتخذها أحدى أهم شخصيات الاتحاد الوطني وهو الرئيس جلال الطالباني، فالرجل مايزال على قيد الحياة، ولا ينبغي ان نسمعه في هذا الظرف العصيب مايكدر خاطره، إن بقيت للرجال كراماتهم!!