تواصل المرجعية الدينية تأكيدها في خطب الجمعة من الصحن الحسيني الشريف , التي تمثل رسالتها وتواصلها المستمر مع الجمهور, على ان الشعب العراقي يخوض الآن معركتين شريفتين و مقدستين احداهما ضد الارهاب الداعشي و الأخرى ضد الفساد المستشري .
فالمعركة الأولى التي تشارك بها القوات المسلحة مدعومةً بالحشد الشعبي و ابناء العشائر ضد عصابات (داعش) الارهابية على اكثر من محور يمكن تلخيصها بجبهتين :
الجبهة الشمالية : و قد حققت نتائج على الارض , بتحرير العديد من المناطق التي احتلتها ( داعش ) قبل أكثر من عام , ابتداءً بجرف النصر و أمرلي و العديد من قُرى بعقوبة و سامراء و تكريت وصلاح الدين وصولاً الى بيجي التي تجري فيها الان معارك ضارية اسفرت عن تحرير اكثر من ثمانين بالمئة منها , تمهيداً لدخول الموصل و فتحها بالكامل .
اما الجبهة الغربية فتُحاصر بها قواتنا المسلحة مُحافظة الانبار من ثلاثة محاور وهي تستعد لدخولها الغير معلن حتى الان , بسبب بعض خطوط الامداد الغير مقطوعة التي تصل الى تنظيم (داعش) من الخارج .
و يقيناً ما كان لـ (داعش) ان تدخل الاراضي العراقية وتسيطر على تلك المحافظات و المناطق منها , لولا الازمات الخانقة التي عصفت بالبلاد بسبب السياسات الطائفية التي انتهجها سياسيو الاحزاب خلال الاثنا عشر سنة الماضية من التغيير بإخداعهم وتظليلهم الناس , انهم المدافعون عن حقوقهم ومصيرهم الطائفي و العرقي حتى بانت حقيقتهم على وجهها وانكشف زيف اقنعتهم المُتأسلمة , بالخراب و الدمار (الضياع) الذي حل بالوطن و المواطن .
لتبدأ معركة الشعب الثانية ضد المفسدين وسراق المال العام بمظاهراتٍ سلمية تطالب بالحقوق ومساءلة المتسببين عن وصول البلاد لما هو عليه اليوم .
ورغم انتقاد الكثير من الاحزاب و السياسيين لمظاهرات الشعب المستمرة في بغداد و المحافظات و محاولتهم للتقليل من اهميتها وحرف مسارها الوطني وتخويف الناس من الخروج فيها , بقولهم: ان وقتها غير مناسب الأن بسبب انشغال الحكومة ومؤسساتها العسكرية بالحرب ضد (داعش) , وهذا ما قد يفتح ثغرة للمتربصين , لدخول المحافظات الوسطى والجنوبية الأمنة من خلال التظاهرات و تنفيذ اجندات خارجية كما حصل في الانبار و الموصل .
الا أن المرجعية الدينة تؤكد في خطبها التي ينتظرها الشارع للخروج بعدها مُتظاهراً يوم الجمعة, على ان المعركة ضد الفساد و المفسدين لا تقل أهميةً و شأناً عن المعركة ضد الارهاب . فـ دواعش السياسية و الفساد لا يقلون خطرا على البلاد من دواعش الارهاب , فهم وجهان لعملةٍ واحدة , وان اختلفت مصالحهم و توجهاتهم .
وهنا . وحسب قول المرجعيةِ و تأييدها و دعمها للمعركتين . لا بُد للشعب المنتفض على (داعش) بحشدهِ الشعبي و معاركه الشريفة ان يواصل تقدمهُ وانتصاراتهِ حتى تحرير الموصول و الانبار , كما على المتظاهرين مواصلة ثورتهم وانتفاضتهم السلمية المقدسة ضد المفسدين وسراق المال العام حتى طردهم و محاكمتهم على ما فعلوه خلال سنوات حكمهم , ليتم تحرير البلاد في آن واحد من الارهاب و الفساد. لنبدأ من نقطة البداية من جديد ونبني الوطن الذي دمرته الةُ الحرب و نخرتهُ أفة الفساد .