اعتادت الجمعيات التعاونية على ممارسة الخمط وسرقة الاموال بأفراط واسراف لا نظير له ، تلك الجمعيات التي تعود الى الاتحاد العام للتعاون وجمعياته كان مفصلا مهم في الاقتصاد العراقي منذ تأسيسه العام 1971 عددها الـ (700) جمعية منتشرة في محافظات العراق الجمعيات الإنتاجية والخدمية والإسكانية والاستهلاكية والنقل التي كانت تزود العائلة العراقية بمختلف الخدمات وبأسعار تعاونية ، هذه الجمعيات كانت تمارس عملها قبل التغيير وتوفير العديد من الخدمات خاصة فيما يتعلق بأهم احتياجات الناس وهي توزيع الفواكه والخضر بأسعار تعاونية ومدعومة لكن جدية الاتحاد التعاوني تبدو غائبة في العمل ولا يعملون وفق قوله تعالى( وتعاونوا على البر والتقوى) بعد ذلك غابت الخدمات وحضرت الإتاوات وتم تغيب رئيس الاتحاد بسبب الخلافات والطمع بالسيطرة بثروات الاتحاد التي لا تعد ولا تحصى ووصل الامر الى وضع الدسائس والتآمر والتكتل والتقرب من الحزب الحاكم لغرض الاستحواذ على منصب رئيس الاتحاد بطرق شيطانية وحيل ملتوية ربما تصل الى الخسة والنذالة وعدم الشعور بالمسؤولية ومتابعة عمل تلك الجمعيات من خلال المراقبة والتدقيق والتمحيص بالأسماء المرشحة لتلك الجمعيات لكي تقدم ما هو مطلوب منها وهو الخدمات والمحافظة على المال العام ، لكن الذي يحصل وجود جيش كبير من الموظفين المترفين يوزعون المغانم فيما بينهم من قطع اراضي ، الى عقارات ، وسيارات واموال ، وهم يعملون في دوائر اخرى وغير متفرغين للعمل في الاتحاد او الجمعيات ، لا توجد شفافية في العمل ولا مكان وزمان لتواجد رئيس الاتحاد وبقية رؤساء الجمعيات لكي يتم التعرف على مزيد من الاعمال واخذ المعلومات ، يتذرعون بحجة الاجتماع او السفر، والمرض ويتهربون من الاعلام بشتى الاعذار والحيل والمكر والتسويف ، ذات يوم جلس رئيس الاتحاد في احدى الجمعيات التعاونية لا دارة مجمع سكني وسط بغداد ، من موقع ادنى وعلى مدى شهرين او يزيد ، وميزانية هذه الجمعية تزيد على المليار سنويا لكنه لم يحرك ساكن ، المجمع يعاني من تهشم في الاسيجة السلالم للعمارات ونقص المصابيح وطفح المياه ، وانعدام الارضيات ، وعطل المصاعد ، وتهالك السطوح وقد ابلغ سكان المجمع رئيس الاتحاد بهذه العقبات وهي لا تكلف سوى مبالغ بسيطة للغاية لكنه اذن من طين واذن من عجين ، وهو يلهث وراء السلطة المزيفة والكرسي العاجي ، وبقيت هذه الامور على حالها الى الان ، وربما نفس المعاناة في بقية المجمعات كتبنا عن هذا الموضوع العديد من المقالات والتحقيقات ونشرت في الصحف وبقية المواقع الإلكترونية بناء على رغبة ساكني تلك المجمعات ولكن لا حلول ولا معالجة وتزاداد الخدمات سوئا ، وتكالب على الترشيحات على عضوية تلك الجمعيات بشكل غريب عجيب وكأنما هناك كنز مخفي يبحث عنه كل المرشحين وحين يتم بدء حملة الانتخابات شبيهة بانتخابات البرلمان ومجالس المحافظات يتوسلون بأعضاء الهيئة العامة من ساكني تلك المجمعات وتصل الى تقبيل ( الايادي والقنادر)
ويقسمون بالعمل الجاد ويتعهدون بالاخلاص والحفاض على الاموال وبقية الممتلكات ، وحين تذهب الناس الى انتخابهم ويفزون ، يشاهدون عكس تلك الشعارات والاقاويل تبدء من عدم التواجد في الجمعيات الى غلق الموبايلات والتعالي على الناس والمتاجرة بعقارات المجمعات وبالعلاقات الجانبية السرية ، الى الاختلاسات والسرقات وعقد الصفقات ونكران الجميل ، امس قال لي رئيس احدى الجمعيات باني اكتشفت سرقات واختلاسات للمدير السابق لحسابات الجمعية ، وكلما يأتي مدير للحسابات يخون الاخر بهدر الملايين ، والساكن محروم من ابسط الخدمات اين اللجان داخل الجمعية واين الرقابة المالية ، وهيئة النزاهة ، ورئيس الاتحاد ارحمونا ياناس لا نعلم كيف تتم السرقات فقط حين (يكلب الحرامي بالدخل) نسمع حس ” العياط” لم يكن طريق التعاونيين المخلصين في مسعاهم الوطني وعزيمتهم الصادقة سهلاً ومفروشاً بالورود امام كثرة المافيات ومجاميع المرتزقه في الوسط التعاوني وتسابقها المحموم نحو المزيد من الغنائم والاطماع والانفــراد في الهيمنة على المواقع الاولى فــي قيادة اتحاد التعاون خصوصاً وان هذه المافيات والعصابات قد وجـــدت في غياب الدوله والقانون فرصتها الذهبيه فـــي الهيمنه على الحركه التعاونيه وابتزازها في ظل انتشار الرشـــاوي وشراء الضمائر الذي مكنهم مـــــــن استمالــــــــــــة الكثير مـــــــن المسؤلين واصحاب القرار الى جانبهم وتسخير علاقتهــــم المشبوهه لابعاد كل من يعترضهم من المخلصين او يقف بوجههم من المدافعين عن مصالح الحركه التعاونيه وجماهيرها ومبادئها .. وهكذا تعاقبت منذ سقوط النظام العديد مـــــــــــن المافيات التربع علـــــــى قمــــة الاتحاد العــــــام للتعاون مندفعة بأتجاه تحقيق المزيد من الامتيازات والمكاسب السريعه ، مما ادى بالتالــــــــي الــــــى انحدار الوضع التعاوني ، ان انتخابات الاتحاد العام للتعاون على الابواب ، وقد ذكرنا هذه الاسباب ، فأين الجواب يا هيئة النزاهة ويا ديوان الرقابة المالية ويا مجلس الوزراء دائرة شؤون المواطنين، هل تعود علينا نفس الوجوه ..؟ ام نشهد التغيير والاهتمام بتلك الجمعيات التعاونية وهيكلة الاتحاد ، ننتظر الاجابة من المسؤول .؟!