قرأت ذات مرة في رواية تدور احداثها في خضم الحرب العالمية الثانية، ذكر الكاتب في سطورها انهم كانوا يصنعون مقتنيات ثمينة من الجلد البشري حينها ظننت ان الراوي كان يستخدم اسلوب (الواقعية السحرية) ليعطي التصور البشع لما تنتجه الحروب، لكن قبل ايام كنت اشاهد برنامج على قناة (ناشونال جيوكرافيك) كان تقريراً حول البحث عن الكنوز المفقودة لامريكا حيث ان رجل وأمرأة يتسابقون لايجاد الكنوز المميزة والنادرة المفقودة المتعلقة بالتاريخ الامريكي، إذ يبحثون عنها في المزادات فاذا بالمرأة تقف عند احد المعروضات وهو دفتر مذكرات يحتوي على صور بالاضافة الى سطور من ذكريات المالك ويعود تأريخه الى ما قبل مئة عام فسألت الباحثة ما الذي يميز هذا الدفتر ليكون كنزاً فقال البائع انه مغلف بالجلد البشري وهنا تفاجأت الباحثة والخبير وتفاجأت انا ايضاً لكن شتان بين تفاجئي انا وتفاجهم هم فهم متفاجئين بإعجاب وفرح لانهم وضعوا ايديهم على كنز امريكي ثمين لكن تفاجئي كان مرفوقاً بإشمأزاز واستغراب وامتعاض لما يدور امامي من مهزلة بشرية بحيث يكون الجلد البشري حاله حال جلود الحيوانات، وقد قدر الخبير ان هذا الدفتر يساوي خمسة الاف دولار، وحين نطلع على هكذا امر محرج للانسانية نعرف سبب تولع امريكا والعالم الغربي بتصنيع وتطوير الاسلحة النووية والجرثومية ولا نتفاجأ عندما تقع ايدينا على دليل دعمهم للارهاب وتزويده بشتى صنوف الاسلحة… هذا هو كنز امريكا المدخر للبشرية و وهي قائدة العلمانية في العالم.
