كتب محمد صالح : وجهتْ رئاسة مَجلسِ النوابِ انذاراً نهائياً لثلاثينَ نائباً تجاوزتْ غياباتُهُم أكثرَ من عشرينَ جَلسةً، مُهددةً باستبدالِهِم بنوابٍ آخرينَ في حالِ تكرارِ غيابهم عن الجَلسات. هذه الخُطوةُ تندرجُ ضمنَ عمليةِ الاصلاحاتِ البرلمانيةِ التي قدمها وصوت عليها مجلس النواب مطلع آب الماضي.
ومن المُلاحظاتِ التي سُجِلتْ على عملِ مَجلسِ النوابِ، خلالَ الدوراتِ السابقةِ والحاليةِ، عدمُ التزامِ أعضائِهِ بحضورِ الجَلساتِ والتي تحولت إلى ظاهرةٍ أو عُرفٍ.
وكان تقرير لمرصد برلماني، صدر العام الماضي، كشف ان مجموع عمل مجلس النواب، خلال الدورة البرلمانية، بلغ 937 ساعة أي ما يعادل 39 يوما كاملا، او ما يعادل (134) يوم عمل اي بمعدل 7 ساعات عمل يوميا.
واشار التقرير الى ان معدل حضور النواب للجلسات في عام 2012 كان 190 نائبا، من مجموع 325، وفي عام 2013 بلغ المعدل 202 نائبا فقط. وبحسب التقرير ذاته فان عدد القوانين التي صوت عليها المجلس بلغت 203 تشريعات حتى نهاية 2013.
وكانت ورقة الاصلاحات البرلمانية، التي اقرها مجلس النواب في آب الماضي، تضمنت التعهد باقرار قوانين عالقة فضلا عن محاسبة النواب المتغيبين.
ويقول النائب عماد يوحنا، مقرر مجلس النواب، ان “عدد غيابات أعضاء مجلس النواب في كل جلسة لا يتجاوز العشرة نواب”، مشيرا الى ان العدد “يتفاوت من نائب إلى آخر ومن كتل سياسية مختلفة”.
واضاف يوحنا، في تصريح لـ(المدى)، ان “المراقب لعرض جلسات البرلمان عبر وسائل الإعلام يرى أن هناك الكثير من الغيابات لاعضاء مجلس النواب لكن في الحقيقة فان الكثير منهم ينشغل بالايفاد إلى خارج العراق أو للمحافظات”.
ويؤكد مقرر البرلمان أن “هيئة رئاسة مجلس النواب ضمن ورقتها الإصلاحية هددت باستبدال النواب الذين لديهم غيابات كثيرة في الجلسات”، مشيرا الى “توجيه الانذار الى 30 نائبا بعدما تجاوزت غياباتهم أكثر من عشرين جلسة”.
وبين النائب المسيحي ان “النظام الداخلي للبرلمان يمنح أو يسمح لكل نائب باخذ اجازة، ضمن الفصل التشريعي الواحد، بواقع 7 أيام مشفوعة بالأعذار الرسمية” لافتا إلى ان هناك اجازات استثنائية تمنح من قبل رئيس مجلس النواب للأعضاء حسب ظروفهم الخاصة والاستثنائية”.
وتابع يوحنا ان “النظام الداخلي للبرلمان ينص على استبدال كل عضو في حال تغيبه 30 جلسة خلال فصل تشريعي واحد”، مضيفا “في حال منح أو حصول أي نائب على أكثر من 90 اجازة خلال الفصل التشريعي الواحد سيتم استبداله بعضو آخر”.
وحول عدد البرلمانيين الذين تجاوزت غياباتهم الحد المسموح، يقول مقرر البرلمان “حتى آخر جلسة عقدها مجلس النواب، الأسبوع الماضي، لم يكن هناك أي نائب تجاوزت غياباته حاجز الـ30 جلسة”، منوها الى ان “الغيابات تتراوح بين 15 الى 25 جلسة فقط”.
ورفض يوحنا الكشف عن قائمة النواب الاكثر تغيبا والذين وجهت إليهم هيئة رئاسة مجلس النواب إنذارا نهائيا بسبب غياباتهم. ويؤكد أن “هؤلاء النواب بدأوا بالالتزام بحضور جلسات البرلمان”.
ويلفت مقرر مجلس النواب الى أن “الاسبوع الذي يذهب به النواب إلى محافظاتهم لا يعتبر اجازة بل يتم تسجيل حضورهم اليومي في مكاتب البرلمان في المحافظات”.
وينص النظام الداخلي للبرلمان على تخصيص اسبوعين، من كل شهر لجلسات مجلس النواب، واسبوع لاجتماعات اللجان النيابية، واسبوع لتواجد النواب في محافظاتهم. ولا يلتزم العديد من النواب بالحضور الى محافظاتهم، وعادة ما يستغلونها للسفر الى خارج العراق.
ويرى البعضُ أنَّ استبدالِ النوابِ الذينَ تجاوزتْ غياباتُهُم الحدودَ المَسموحَ بها، امر صعب تحقيقُهُ في ظلِ نظامٍ سياسيٍ بُنيتْ اسسُهُ على الطائفيةِ والمحاصصةِ الحزيبةِ.
ويقول النائب نيازي أوغلو ان “موضوع الغيابات المتكررة لاعضاء مجلس النواب تمت معالجته من خلال توجيه الانذار النهائي إلى 30 نائبا”.
واوضح أوغلو، في حديث لـ(المدى)، ان “هيئة رئاسة مجلس النواب اخذت كتب تعهد من هؤلاء النواب الذين تجاوزت غياباتهم الحدود المسوح بها”، مشيرا الى ان التعهد ينص على استبدال المتغيبين في حال تكرار غياباتهم مرة اخرى.
وفي سياق آخر، نفى اوغلو، المقرر الثاني لمجلس النواب، ان يكون البرلمان قام بارسال أي نائب لاداء فريضة الحج على حسابه.
ويستدرك النائب التركماني بالقول “هناك ثلاثة نواب قدموا طلب اجازة إلى رئاسة مجلس النواب لغرض اداء فريضة الحج وعلى حسابهم الخاص”، مشددا على أن “البرلمان لم يرسل أي وفد برلماني إلى الحج”.