23 ديسمبر، 2024 8:17 م

حوارية عبد الجبار الرفاعي مع حزب الدعوة

حوارية عبد الجبار الرفاعي مع حزب الدعوة

قرأت رسالة للدكتور عبد الجبار الرفاعي, جوابا لصيق له بلغة عرفانية تعبر عن أحاسيس رجل مكث في حزب الدعوة أكثر من أربعون عاما, يستعرض رجال الدعوة الذين يقودون انهيار بلدنا الحبيب مابعد حكومة علاوي والى يومنا الحاضر وبالخصوص الفترة المالكية, والتي كانت كافية لنحر علاقة تأريخية بين الشيعة والكورد, وتاخي كان لنا املا ان نبنيه مع السنة, وفرقة عملنا والمرجعية على بناء وحدتها بين الشيعة…فلا تحزن ياأبا محمد فأن محصلة حزب الدعوة التغطرس والتكبر على كل العراقيين وسهام غدرها لقلوب كل ابناء وطننا وليس لقلبك فقط, فصبرا جميلا يا استاذنا :

رأيت الدهر مختلفا يدور , فلا حزن يدوم ولا سرور , وقد بنت الملوك به قصورا , فلم تبق الملوك ولا القصور

يقول الرفاعي : يا أبا سحر؛ انت من اقرب أصدقائي منذ ٠3 عاماً في المنفى، هل لديك أية معلومة اني انتميت الى حزب عراقي، او مارست عملاً سياسياً، استهدفت فيه حزب الدعوة، وحاولت تسقيطه، او تفرغت للكتابة ضده، مثلما فعلت معظم الشخصيات التي انقطعت عن الحزب، فانشق بعضهم، وشكّل جماعة مناهضة للدعوة باسم الدعوة، بل تحالف مع الغير للعمل ضد الدعوة .. كما تعلم، انا استطيع أن أفعل كل ذلك، لكن رسالتي في الحياة خارج هذا العبث، وتكديس الغنائم الوسخة للورثة غداً، بوسائل ليست بريئة ونزيهة .. نعم؛ لدي وجهات نظر واجتهادات في بناء بلدي، كما لدي علاقات وصداقات، لا تتطابق كلها مع رؤية الدعوة ومواقفها .. شعار حياتي الأبدي: “أسير مع الجميع وخطوتي وحدي”.. لم أجد فلاحاً لدنياي وآخرتي في السياسة، فتخليت عنها نهائياً سنة ١٩٨٥.. منذ ذلك التاريخ وأنا أعيش بهدوء وطمأنينة، تترسخ ثقتي بالله، ويتكرس حبي لله والانسان والعالم كل يوم .. فكرت أن أساهم ببناء وطني العراق، وعرضت نفسي في سوق العمل، لكن مَن منحني فرصة للعمل مستشاراً، هو الصديق الوزير “مفيد الجزائري” في وزارة الثقافة، ثم صديقي نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي، ومن حذفني من لائحة المستشارين في رئاسة الجمهورية، نهاية عام 2013، وأعادني مديراً ، ممن لا ينتمون لتاريخ فيما لم يحذف آخرين من السنة والشيعة والأكراد غيري، رئيس وزراء الدعوةعاماً، هو كتاريخي الشخصي وعائلتي، كله تضحيات في حزب الدعوة، علماً اني لم أتحدث لأحد عن ذلك، قبل هذه الرسالة، حتى ابن أختي “سكرتير رئيس الوزراء”، لم أخبره بما حدث، ذلك ان المبدأ الذي وجدت فيه نجاتي، كما برهنت عليه تجارب حياتي، هو قوله تعالى: “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ”. الرعد 17

انتميت لحزب الدعوة الإسلامية في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، في ظروف هي الأشرس والأعنف في ملاحقة البعث الصدامي للدعاة، كان الشهيد حسين معن مسؤولي، ونهضت بمسؤولية الحزب في مدينة الرفاعي وقتئذ، ثم أصبحت عضواً في اللجنة المركزية للحزب بالكويت مدة إقامتي هناك، ثم عضواً في لجنة الدعوة في سوريا سنة ١٩٨٤ .. ابتعدت عن التنظيم في منتصف الثمانينات “1985”، من دون الدخول في ضجيج وصخب وصراع أو معارك، مثلما فعل بعض رفاقي، ممن تركوا الدعوة، وتورط بعضهم بما تعرف في الوطن والمنفى ..

فيكتب له الشيخ جلال الصغير: صبحكم الله بالخير خوية ابو محمد. قرات مقالا لك، وانت تتحدث عن السبعينات، فارجعتني الى ذاكرة الزمن الطيب، رغم المه واوجاعه، ارجعتني الى المرحوم عبد الحميد ثامر، والى مطعم سيد هادي الكببجي، والى صلاة المغرب في الكاظميين، وجلسات المودة عندنا في البيت، والى هموم تلك المرحلة، مع النفوس التي كانت تملأ القلوب عزما وهمة وصفاء. لاكثر من مرة كنت قد رايت احدهم ممن ابتلي في هذا الزمن الردئ بما ابتلي به الكثير، وكنت سابقا اقول له تذكرني بالشهيد عبد الحميد ثامر، وفي آخر مرة رايته ذكر لي عبد الحميد فقلت له: اتعرف لم كنت اقول تذكرني بعبد الحميد، فقال لي: لاني كنت معه. فقلت: لا، وانما لانه لو رآك وصاحبك لما رضي ان يستشهد من اجل امر انتم ترثونه.

كنت اسأل عنك الدكتور عادل، واستأنس بأنك منهمك باعمالك، التي ربما حظيت ببعضها من الانترنيت. وشوّقني اليك زهدك بما ابتلي به غيرك .. وفقك الله يا ابا محمد، وزادك هناءا، وانت في صومعة الفكر في زمن الجهل والنكران.

فيجيبه الدكتور الرفاعي :

عادل عبدالمهدي الصديق الأبدي، نختلف كثيرا ونتفق كثيرا، هو من القلائل الذين يستطيعون العمل مع من يختلف معه في رأيه، يمتلك ذهنه ستراتيجيات بناء دولة حديثة، لا دولة ما قبل الدولة، دولة الرعايا والذميين والقطيع، كما يفكر بعض كتّاب الجماعات الاسلامية.

من أوفى وأصدق وأنبل من عرفت في حياتي .. منحني فرصة عيش كريمة للعمل في تحديث التفكير الديني في الاسلام، واعادة بناء حطام الحياة الروحية الاخلاقية العقلية في وطننا العراق. لحظة كان مؤيد اللامي وفضلات صدام حسين هم كتّاب ومصفقي بعض دعوة السلطة ببغداد.

سيد عادل عبدالمهدي حجر الزاوية .. من ثمارهم تعرفونهم .. الحجر الذي أهمله البناؤون هو حجر الزاوية.

ويكتب له استاذنا غالب حسن الشابندر:

الصديق الوفي

لقد قرأت في رسالتكم وجع الله من خطايانا… خفت … بكيت

خرجت من البيت مذهول القلب أفتش عن شيء اعرف انه مستحيل ولكن ما زلت أهرول نحوه

خفت … بكيت

قرأت رسالتك مرة اخرى لعلي اجد ما يكفكف دموعي …. تمنيت الموت

أين انت يا موت … احبك أيها الكفن

عمار هناك … قبل عمار الضمير ايضا هناك

ضعنا… أين انت يا الله … الدين مات

هل حقا مضى على حزب الدعوة أربعون عاما ام هي كذبة قدمنا بسببها القرابين

معقولة !… قرابين بالالف من اجل كذبة كانت مخفية ؟

متسترة برداالغيب … هل الغيب هو ايضا خدعة ؟

انت يا رفاعي اشكيك الى الله لأنك دمرتني!

عندما أقرأ الألم عند عبد الجبار الرفاعي وغالب حسن الشابندر وابتعادهم عن اخوانهم واصدقائهم”حكام العراق” أتذكر مقولة أمير المؤمنين : إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك و بئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم الملوك ونعم العلماء.

فلاتحزنا فأن العلم باق…والعقل باق..والأخلاق باقية…وكتاباتكم في قلوبنا وجزء من ضميرنا…

رأيت الدهر مختلفا يدور , فلا حزن يدوم ولا سرور , وقد بنت الملوك به قصورا , فلم تبق الملوك ولا القصور.

فالتأريخ سيتذكر من كتب العلم والاخلاق, ومن عاث في العراق فسادا من اخوانكم, فلا ادعاء اصلاحات اليوم تجزي عن الخراب والفساد بوجود جميع وجوه الفساد وبقائها, فأن التأريخ علمنا أن فاقد الشئ لايعطيه…..

أيْ طرطرا تطرطري

تقدَّمي تأخَّري

تَشيَّعي تسنَّني

تَهوَّدي تَنصَّري

تكرَّدي تَعرَّبي

تهاتري بالعُنصرِ

تَعمَّمي تَبَرنطي

تعقَّلي تسدَّري

كوني – اذا رُمتِ العُلى –

من قُبُلٍ او دُبُرِ

صالحةً كصالحٍ

عامرةً كالعُمري

وأنتِ إنْ لم تَجِدي

أباً حميدَ الأثَر

ومفَخَراً من الجُدودِ

طيَّب المُنحدرَ

ولم تَرَي في النَفْس ما

يُغنيكِ ان تفتخري

شأنُ عِصامٍ قد كفَتْه

النفسُ شَرَّ مفْخَر

فالتَمِسي أباً سِواهُ

أشِراً ذا بَطَر