العناية الدقيقة بمفهوم الحرية في المنزل، يعني تهيئة المكان الصالح المثالي قدر الإمكان ،لمواجهة الحياة والتعامل مع العائلة، كمؤسسة أودعها الخالق عز وجل، معايير خاصة لتنشئة الأبناء، بشكل يتفق وتعاليم ديننا الحنيف، بعيداً عن التيارات الغريبة والغربية، التي ما أنزل الرحمن بها من سلطان.
إذن، هي دعوة ملؤها التفاؤل، لإعادة النظر حول مفهوم الحرية الأسرية!
عندما تتحدث العائلة، عن مقدار الحرية الأسرية، يتبادر الى الذهن، جملة منالإجراءات المبدئية، التي من المفترض وضعها بشكل توافقي، مع الحزم في تنفيذها، ومتابعتها لترسيخ عادات إجتماعية، وأسرية صحيحة.
إن ضرورة إلتزام الأبناء لوالدهم، في أداء فريضة الصلاة، ثم تعويد الأولاد على إحترام المناسبات الدينية والوطنية، والمشاركة فيها قدر المستطاع، ذلك يوطد العلاقة بينهم، ويعمق الشعور الإيماني، والتأكيد على أن بركة النجاح والتوفيق، هو ثمرة ما يزرعه الفرد، من جهد ومثابرة.
محراب التربية الصحيحة، يبدأ من إصرار الوالدين، على إتباع الإسس السليمة، في التعامل بحرية مسؤولة، مع أفراد الأسرة، ومعالجة المعوقات، التي قد تعترض طريقهم، وإيجاد الحلول الناجعة، من أجل الوقوف على أسس قوية، في بناء شخصية الأبناء، ومواجهتهم للمطبات التي يتعرضون لها، بمصداقية وشجاعة.
نلاحظ في أغلب العوائل العراقية، عادات سيئة لدى الأبناء، خاصة في العطلة الصيفية، وتستمر حتى بعد إنتهائها، وبدء مرحلة الدراسة، كالإدمان الإلكتروني، وإستخدام شبكات الأنترنت لمدة طويلة، فقد أمسى الليل نهاراً، وأصبح النهار ليلاً، فينهضون كسالى في ساعات الظهيرة المتأخرة، أما مساء فتراهم كخلية نحل، فقسم أمام التلفاز، ليتابعوا ما يتابعوا، من برامج هابطة، ومسلسلات فاسدة ومفسدة، وبعض منهم يركن الى أحدى زوايا البيت، ليتصفح هاتفه أو (آيباده)، وعندها يبدأ الصراخ والصراع، حول إقتناع الأولاد، بضرورة ترك العادات السيئة، للتفرغ للدراسة، والتفكير في المستقبل المشرق!
تعميق مفاهيم الوطنية والمواطنة لدى أبنائنا، باتت ضرورية جداً، ويجب البدء بها من المنزل الصغير، والأسرة هي المسؤولة، عن إشاعة هذين المبدأين، كونهما يعززان الثقة بالوطن، وعمق الولاء له، والتضحية في سبيله دون مقابل، لأنه المكان الذي تولد فيه الحياة، وبهوية عراقية، إنه عراق الرافدين، عراق المقدسات والحضارة.
ختاماً: الانسان سفير الاهل الدائم، وناقل لكل ما تربى عليه، ولذا علينا الاهتمام بهذا السفير، إن كان رجلاً أو إمرأة، ليكون سفيراً للأخلاق الحميدة، التي يتغذى عليها، منذ نعومة أظافره.