5 نوفمبر، 2024 6:27 م
Search
Close this search box.

سياسي بلا ضمير

الضمير او مايسمى الوجدان كما يقول المختصون هو قدرة الانسان على التمييز بين العمل الخطأ والصواب , والتمييز بين ماهو حق وماهو باطل , ويفسر علماء العصر الحديث الضمير بأنه وظيفة من وظائف الدماغ التي تطورت لدى الانسان لتسهيل عملية الايثار المتبادل او السلوك الموجه لمساعدة الاخرين , وان الضمير شيئ حسي بداخل القلوب . هذه بعض التفسيرات العلمية لمفردة ( الضمير ) التي تم استقطاعها من مصادر عدة , وبموجب هذه الاضاءات , لايوجد انسان بلا ضمير , اي ان الجميع يشتركون بهذه الصفة , ولم اقرأ ان هناك ضمير حي واخر ميت , لكن الافعال والسلوك والمشاعر هي التي تحدد توصيفات الميت من الحي بقدر تأثيرها في المجتمع , سواء اكانت بالاتجاه السلبي او الايجابي. الكثير من الناس يصف الضمير بأنه الشرطي الذي يراقب تصرف الانسان , وعندما نريد الهروب من سطوة هذا الشرطي فاننا نتامر على اغتياله في داخلنا لغرض الافلات من تلك الهيمنة , والاتجا ه صوب تصرفات بعيدة عن الاخلاقيات المطلوبة والسلوك الانساني المراد, وهذا بدوره يطلق نوبات من وخزات تأنيب الضمير , لنصل في النهاية الى نتيجة مفادها انه ليس هناك ضمير ميت مادام يشعر بردات فعل اعماله السيئة . لست فيلسوفا او عالما نفسيا او طبيب اعصاب . لكني اقول ان الوطنية او حب الوطن هي جزء اساس من فعل انساني يرتبط بشكل مباش بالضمير , ومن حقنا ان نطلق على من يحب الخير لاهله وشعبه بأنه يمتلك ضميرا وطنيا , الا اولئك الذين يعرفون ان ضمائرهم تملي عليهم فعل شيئ ايجابي بما يفرضه الحس والوعي الانساني لكنهم يغلقون ابواب عقولهم وضمائرهم ويرتمون بأحضان العمالة والانوية الفردية , فيغادرون الضمير الوطني نحو المصلحة الشخصية ورهن ضمائرهم في مواقع خارج حدود البلاد والغرق في بحر ظلمات مذلة الاستجداء . من هنا فأن الضمير يمرض ولايموت, ومن المستحيل استبداله باخر جديد او علاجه بالحبوب والمضادات الحيوية , فمرض الضمير عادة مايكون مزمنا او متأصلا الا بصدمة قوية ربما تعيد النبض اليه , لكن الواقع السياسي الحالي رغم كل الهزات الكبيرة التي صدعت جدار الوطن عجزت عن غسل الضمائر القذرة , وظلت اجساد بعض السياسيين تتنفس في العراق لكن عقولهم وضمائرهم تسكن بلدانا اخرى وتتناغم مع انفصام ضمائرهم في خدمة الاجنبي . الضمير هو الحكم في استفتاء الحياة , فكم من السياسيين قد استجاب لحكم الضمير الوطني ؟ وكم منهم عرف قرار الحكم لكنه نقضه واستبدل ضميره بضمير لاوطني , بل هو اليوم بلا ضمير لأن من باع وطنه وترك شعبه تحت ظلم بنادق مجاميع الموت والارهاب لايستحق ان يحمل اسم العراق , وسيدفن مع ضميره الميت في مقابر ارض نتنة تبيع وتشتري عقولا وضمائر مريضة .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات