منذ ايام والنائب هيثم الجبوري، ابن مدينتي الحلة، يظهر على الشاشات، وبدا بمزاج حاد وهو يكشف عما يسميه بـ”ملفات فساد”، ويوزع الاتهامات على هذا وذاك، من مؤسسات ووزارات، وكأنني امام رجل اخر ليس له علاقة بكل الفساد الذي ينخر جسد البلاد والمؤسسات طولاً وعرضاً، ولعل الذي لا يعرف هيثم الجبوري، قد يُصدق ما يقوله، فهو ترعرع في الفساد ذاته، وجمع ثروته وامواله واستثماراته واستثمارات اخوته من ذات طبق الفساد الذي يهاجمه اليوم، متناسياً ان قصة وصوله الى مجلس النواب ومن ثم تزعمه كتلة صغيرة داخل ائتلاف دولة القانون، يعرفها اهالي الحلة، ويعرفون الثمن الذي دفعه من اجل ازاحة علي الدباغ عن الواجهة.
هذا الرجل الذي مع صيحة الشعب ضد الفساد، ودعوة المرجعية الى الاصلاح، خرج صوته الذي كان لا يسمع له “حس”، حتى انه في مؤتمر صحفي قبل اسبوعين او ثلاثة، استعار من رئيس الوزراء حيدر العبادي، مقولته انه “سيستمر بالاصلاح حتى لو فقد حياته”، وطبعاً المراد ليس كشف الفساد، بل لكي يتقرب من رئيس الوزراء من اجل مكاسب، ويركب الموجة، ويقوي من نفوذه فيوسع من استثماراته وابتزازه، فللرجل سوابق مشهودة في بيع الولاء، ولاسيما للمالكي، ففي عهده بنى الجبوري امبراطوريته المالية ووسع من
طموحاته السياسية، فانقض اولاً على علي الدباغ، واخذ منه منصب “رئيس كتلة الكفاءات والنخب” ضمن ائتلاف دولة القانون، وبعد جر وعرّ ومحاكم، اشترى الجبوري المنصب (بكذا مليون دولار) من الدباغ ومن يدعمه، والسؤال من اين لهيثم الجبوري هذه الملايين وبالدولار ليشتري هكذا منصب؟
اهل الحلة يقولون بأن الجبوري حينها لم يكن يمتلك ربع المبلغ، وانه استدان الاموال من اقاربه الميسورين ومن تجار وسياسيين، حتى جمع المبلغ، ويأتي السؤال الاخر: كيف سدد الجبوري المبلغ الكبير؟ وهل يستأهل هكذا منصب كل هذه الملايين؟ والاجابة في المشاريع والصفقات التي يهيمن عليها الجبوري واخوته في الحلة، والابتزاز على طريقة “المؤتمرات الصحفية” للوزارات والدوائر غير المتعاونة معه، حتى انه بلغ به الطيش السياسي الى ان يورط اللجنة المالية النيابية بصفقاته وطموحاته الشخصية، فهل يستطيع مثلا ان يقدم ملفات الفساد المزعومة الى رئيس اللجنة احمد الجلبي؟ او يتحركش بملفات على علاقة باقليم كردستان؟ او انه مثلا يفتح ملف فساد ولو صغير ضد وزراء حكومة المالكي السابقة؟ او انه يطالب بوصفه عضواً باللجنة المالية النيابية بكشف الحسابات الختامية للدولة العراقية منذ العام 2003 ولغاية العام 2014؟ هل يجرؤ على ذلك؟
واقول للنائب هيثم الجبوري، والله يا سيادة النائب يا ليتك فعلاً تكشف الفاسدين، وياليتني اصدقك، وانا ابن مدينتك المنكوبة المحرومة، ويا ليتني اقتنع بما تقوم به، لكن كيف لي ذلك، وانا اجد ان الجبوري يترك مدينته التي تئن تحت الخراب، ليوسع من امبراطورية المال عبر الابتزاز، وعبر الاتفاق مع كبار التجار في الحلة على تهريب
امواله الى الخارج باسمهم حتى لا يحاسب اذا ما حصلت اصلاحات فعلا في البلاد… والله ما تصيرلكم جاره