منذ شهر تقريبا يخرج الشعب العراقي الى ساحات التظاهر او ساحات ( الحرية ) كما يحب البعض ان يطلقه على أماكن تجمع المتظاهرين . ومع ان هذه المظاهرات كانت ومازالت حتى هذه اللحظة تسير بشكل منضبط وسلمي وحضاري ، الى ان المتابع لهذه المظاهرات يلاحظ بشكل واضح ان اعداد المشاركين فيها في تزايد كبير ، وان المطالب المرفوعة اخذت بالتصاعد ؟ ومع ذلك فان سقفها مازال مشروعا وممكننا تنفيذه من قبل السادة أصحاب الشأن والمقام العالي، في السلطات الثلاث ، اقصد من الجالسين في المنطقة ( الخضراء) . ان كرة الثلج مازالت تتدحرج وتكبر ، ومن الممكن ايقافها فهي في اول الطريق ، ولكن بشرط ان تصدق النوايا ، وان يبدأ العمل الجاد والحقيقي لتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين .والحق اقول ان السيد العبادي المحترم مازال يحظى باحترام وتقدير المرجعية وهو بدوره كان سببا من أسباب التي انعكست إيجابا على المتظاهرين ، واعطاهم الامل في ان يكون السيد رئيس الوزراء ( المنقذ ) الاني من هذا الظرف الكارثي الذي يمر به العراق وشعبه ، وبصراحة وبصدق اكبر ان المتظاهرين لايثقون ابدا باغلب الطبقة السياسية من التي حكمت العراق بعد سقوط الصنم ، كبيرهم وصغيرهم واحزابهم وكتلهم ، فهم السبب الأول والرئيس في ماوصلنا اليه اليوم من تدهور في كل مجالات الحياة . ان الغاء بعض المناصب او الغاء وزارات ودمج أخرى ، او حتى النشاط الذي دب فجأة في المؤسسات المختلفة التي كان يفترض بها ان تحارب الفساد ؟! لن
يرضي المظلومين والمحرومين من الذين خرجوا مطالبين حتى هذه اللحظة بالإصلاح وليس التغيير؟ . وهذا يعني ان على السيد العبادي ان يسرع في اصلاحاته ، وبشكل واضح وملموس للشعب العراقي ، ويطمئن الناس فيه انه جاد في السير للقضاء على الفاسدين . ان تشريع قوانين في مجلس الوزراء من قبيل ترشيق اعداد السادة النواب وامتيازاتهم ، وكذلك تحديد من يحق له الترشيح في مجلس النواب بدورتين متتاليتين ، وكذلك تحديد عدد الوزارت برقم لايقبل الزيادة ، وارسالها الى مجلس النواب لتشريعها ، سيسهم في ارسال رسالة طيبة للمتظاهرين ، مع اني اطمح مثلما هو حال بقية الشعب العراقي ان يكون هنالك موعد في المنظور القريب لانتخابات عامة ، بمفوضية جديدة بعيدة عن المحاصصة ، وبقوانين ومعايير تجعل من عودة الوجوه المجربة( الفاسدة ) اكثر صعوبة .ان أسعار النفط المنخفظة لن تبقى على حالها ، وهي بأذن ( الله ) سترتفع عاجلا ام اجلا ، فهل من وعد صادق منك ياسيادة ( العبادي ) بان هذا الشعب سيرى خير هذا الذهب ( الأسود ) بشكل ( نقدي ) وليس وعود بخدمات فقط ، لمن نرى منها طوال العقد المنصرم سوى سوادا من غير ذهب ، وانفجارات من غير ميزانية اقصد ( الميزانيات الانفجارية ) . ان شعبك ياسيادة رئيس الوزراء يضع ثقته بك ، فعليك ان ترضيه حتى وان كان على حساب هؤلاء الذين يريدون إيقاف عجلة الإصلاح ، ان شعبك ينتظر ان يرى اخيرا الضوء في اخر النفق ، فلا تجعله ينتظر كثيرا .