افرزت المرحلة بل التحدي السابق الذي مر بالعراق وهو (داعش الارهابية)قبل أكثر من عام مسميات ذات تشكيلات عسكرية بحتة أستطاعت أن تهيمن على المزاج الجمعي للناس وتؤثر فيهم وتنزع من عقولهم وشعورهم الاخفاقات الكثيرة والكبيرة التي مرت بها الاحزاب والتيارات الاسلامية بعد السقوط عام 2003 بعد ان انتظرت الجماهير (المنقذ) الذي ياتي من الخارج من الذين تعلموا كيفية العزف على أكثر من وتر في آن واحد ويُدخلون الجماهير في متاهات كثيرة أوصلتهم الى سوء الظن بالنظرية نفسها ناقمة على مَن طبقها بطريقة (النبلاء) في التاريخ الروسي والفرنسي اللذان ابعدان سواد الشعوب وهم العمال والفلاحين وسلبوا منهم امتيازاتهم وفرضوا عليهم الضرائب الكثيرة وأعتمدوا على المتنفذين والمستثمرين والسماسرة وها هو التاريخ يعيد نفسه في العراق عندما أنتخبت الجماهير تلك الاحزاب والتيارات والقوى الاسلامية التي هيمنت على المشد السياسي العراقي لاكثر من عقد كامل لم يلاحظ خلال ذلك اي انجاز مهم يمكن ان يُشار له بالبنان أو أن يكون انموذجا يقتدى به بل يُحرص على بقاءه لاكثر مدة ممكنة ومن خلال كل الارهاصات والاخفاقات التي مرت بها تلك الاحزاب والاسباب المصطنعة أو العصي التي وضعها المحتل في دواليب ماكنتها السياسية خرجنا بقناعة واحدة من أنها لاتستطيع ان تعمل شيئا في ظل كل تلك المتراكمات الكثيرة في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها من نواحي الحياة..؟
وحتى لاتقع فصائل المقاومة الاسلامية في تلك الفخاخ الخطرة التي اُريد منها أسقاط ذلك المشروع النوعي الذي لم تحضى به الشيعة على مدار تاريخها الدموي التي كانت فيه ضحية سهلة وأكلة لكل جائع بل لم نرى ضدا نوعيا لكل ذلك الظلم وتلك الانتهاكات الكثيرة التي مر بها العراق من قديم الزمان واخرها غزو المدن المقدسة في بدايات عام 1800م أستطاعت تلك الفصائل الاسلامية من أيقاف جميع المشاريع المشبوهة زالتي اُريد منها السيطرة والهيمنة المباشرة وغير المباشرة على مقدرات هذا البلد الجريح..؟
نقول لابد لتلك الفصائل أن تنبه الى عدة منطلقات ونقاط يمكن لها أن تساهم في أستمرارها في العطاء والجهاد في سوح القتال وفي المشروع السياسي وحتى لاتسقط هي الاخرى في فخاخ وحبائل القوى الاستعمارية والمحتلة التي حرصت على ان تكون هي الاخرى مجرد رقم في حساب المشهد السياسي العراقي
1- تحديد الهدف ومعرفة الاولويات التي تنطلق منها بعد الارتباك الواضح في تحديد تلك الاولويات والتحرك بطريقة الفعل ورد الفعل والانفعال والتغريد خارج السرب أحيانا
2- أن أختزال المكون أو الفصيل (بالشخصانية) يجعل ذلك المكون لاينظر الى ابعد من قدميه على أحسن الاحوال وأن فعل فلايعدوا أن يكون التفكير برضى تلك الاشخاص وبعده ياتي رضى الله وبذلك يُسلب المكون او الفصيل التوفيق فيدخل في منظومة (وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) واظن الامثلة واضحة على ذلك بعد ان نتقين ان جميع الاشخاص هم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون لكن خطأ الرمز او القائد أو الزعيم تترتب عليه أمورا كثيرة أهما حفظ دماء الناس وانا هنا أتكلم عن قادة سياسيين يقودون تلك الفصائل
3- محاربة الغرور الذي يدخل الى قلوب وتفكير تلك القيادات نتيجة أنجاز أو نصر ما فيحيلها ومن دون علمها الى قوة غاشمة لاتخاف الله ولاترحم ألا ..ولاذمة فتكون جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل وعلاج ذلك هو التذكير بمبادىء الاسلام الحنيف ومرتكزاته من خلال الاجتماعات والندوات بل والدورات المكثفة حالها حال دورات القتال اليس محاربة النفس هو الجهاد الاكبر
4- ترميم العلاقات الداخلية قبل العلاقات الخارجية والاعتماد على الجهد الداخلي ما امكن الى ذلك سبيلا فالتفكك داخل جسم الفصيل يجعله في دائرة التشرذم وعدم وحدة القرار بل وحدة التطبيق ايضا والاعتماد على ايلوجية واقعية والاستفادة من تاريخ الشعوب كفيتنام وبنما والصومال وغيرها من دول العالم الثالث ممن وقف في وجه المحتل بل في وجه كل التحديات الداخلية ايضا
5 صعود الوصوليين ومنتهزي الفرص وصيادوا المناصب وراكبي الموجات الى مراكز قيادية يجعل من الفصيل منخورا من داخله فُيسلب التوفيق ايضا وتسيطر عليه الاهواء والمزاجات الغريبة عن أهداف الفصيل الاسلامي الحقة لذا وجب على تلك الفصائل ان تعيد هيكلتها وتنظر الى نفسها بعين الفاحص الدقيق بعد ان عرفنا ان بعض القيادات لها علاقات واسعة يمكن معها لهولاء الدخلاء ان يتصنعوا الجهاد والمواطنة فيخترقوها ويكونوا وبالا عليها فتفقد بريقها الذي صنعته بدماء ابنائها
6- الانشغال بالسياسة وغرق بعض قادة الفصائل فيها واستدراجهم من حيث لايعلمون الى هذا الامر ولحداثة تجربتهم في هذا المضمار الشائك يجعل منهم فريسة سهلة للابتعاد عن الاهداف الموضوعة اصلا فيدخلون في سيئة (المرحلية) التي اعتمدتها الاحزاب الاسلامية بعد عام 2003 ولم يجني منها الشعب شيئا حتى اللحظة وعليه وجب على تلك الفصائل ان تنتبه الى ما يراد بها ولها لاسيما اننا نخضع الى معادلة التاثير من الدول الاقليمة بل العالمية واخير اسال الله الموفقية لكل فصائلنا المقاومة والنصر المسدد من الله جل وعلا..!!