اقيم على قاعة وزارة الثقافة وبرعاية وزير الثقافة فرياد الثقافة معرض الفن التشكيلي الأول لمجموعة الفن المعاصر والذي يستمر لثلاثة ايام اعتبارا من 8 لغاية 10 ايلول وافتتح المعرض وكيل وزارة الثقافة الاسبق جابر الجابري ، وتضم مجموعة الفن المعاصر اربعة فنانين تشكيليين وهم كل من الفنان التشكيلي عبد الباسط الخفاجي والفنانة التشكيلية اصيل داوود سلوم والفنانة التشكيلية مديحة رسن الكناني والفنان التشكيلي امير سعد غضبان ، وامتزجت المجموعة بين الخبرة والشباب ، وتألقت لوحات المعرض بتجسيدها الواقع العراقي ، وكان للمرأة العراقية الحضور الابرز في لوحات المعرض ، فقد كانت لوحات الفنانة المبدعة مديحة الكناني كلها عن ابراز دور المرأة العراقية التي تفني عمرها بدون مقابل ولم تجد من يبادلها التضحيات حتى اولادها ، وفي لوحة اخرى نجد المرأة واقفة بشموخ كشموخ الجبل رغم معاناتها وتضحياتها لدرجة انها تضحي بابنها الوحيد من اجل الوطن ، كما ان المرأة بشكل عام تعني الحب والعاطفة والمحبة للسلام ، وكان التراث العراقي مجسدا في لوحاتها ، وتميزت اعمال الفنان التشكيلي الشاب امير سعد بعلاقة الاخت بأختها ومعنى السر بين الاخوات وعيش المحنة معا وسند الاخت لاختها في الحياة ، ولم تغيب هجرة الشباب العراقي عن لوحات الفنان فقد رسم واقع هجرة العراقيين والمخاطر التي يتعرضون لها بحثا عن مأوى آمن ، فهو رسم حياة وطباع ومعانات المجتمع ، وكانت للفنانة المتالقة أصيل داوود وقفة شاملة عن الواقع العراقي الذي يعيشه المواطنين ، وكانت احدى لوحاتها الاكثر الما التي جسدت معانات النازحين واختطاف النساء من قبل مجرمي داعش ، وعن الفساد المالي والادراي في مؤسسات الدولة ، وحتى وقفة المرأة مع الرجل ومساندته له وزرع الامل في نفس زوجها ومساندته في دحر الارهاب ، اما لوحات الفنان التشكيلي الكبير عبد الباسط الخفاجي تميزت اغلبها برسم الشخصيات التي خلدها التاريخ كالفنان العالمي فان كوخ والموسيقار الاسطورة بيتهوفن ، والممثل الكوميدي الاشهر شارلى شابلن ، كما ان الفنان العراقي الراحل جواد سليم صاحب نصب الحرية كان حاضرا وهو ينظر بحسرة وألم لواقع البلاد ، وحتى موناليزا كانت حاضرة في لوحات الفنان عبد الباسط الذي جعلها في اجواء عراقية وواقع عراقي من خلال اختياره للألوان الحارة التي ترمز لمعاناة المرأة العراقية وترمز للاجواء الحارة في البلد ، ولم تغيب عن باله الوان الطيف العراقي الذي جسده بشدة ورد وكل وردة جعلها بارزة وأعلى من سطح اللوحة ويقصد بها كي لا يفكر احد بالغاء أي وردة او تهميشها لانها تمثل مكون اساس من مكونات الشعب العراقي ، واجمل ما في اعماله وجود نافذة الأمل في لوحاته .
وقد أبدى الجمهور الحاضر اعجابه بأعمال الفنانين التشكيليين الذين شاركوا بعشر لوحات لكل فنان ، وكان اغلب الجمهور من الفنانين التشكيليين ورسامين وهواة وقدموا التهاني بمناسبة نجاح اقامة وافتتاح معرض الفن التشكيلي لمجموعة الفن المعاصر ، وقد تم تمديد فترة المعرض لغاية 13 ايلول لاعجاب الجمهور والمختصين الذين تمنوا لمجموعة الفن المعاصر الموفقية والنجاح والتألق الدائم .