دعت رئاسة اقليم كردستان العراق متأثرة بغرق الطفل السوري الكردي “عيلان” وشقيقه ووالدتهما الى دعوة الاكراد الى عدم الهجرة .
وقالت رئاسة اقليم كردستان العراق ان حماية شعب كردستان مسؤولية العالم بأسره وعليه ان يمنع عودة المأساة الانسانية لهذا الشعب حيث قد حان الوقت لإنهاء نزوح ومأسي الشعب الكردي ليعيش على أرضه معززا مكرما. واضافت في بيان صحافي اليوم انه “لأجل ذلك نطالب أبناء شعب كردستان بأن لا يتركوا بلدهم كما ونطالب المجتمع الدولي والدول الحرة ان يعينوا هؤلاء النازحين والمهاجرين الذين توجهوا الى اوروبا وان يفكروا في استئصال التمييز والمظلومية التي يواجهها شعب كردستان وبقية الشعوب المظلومة في العالم”.
وقالت أن “الطفل عيلان وعائلته الذين سلكوا طريق الهجرة وترك الوطن مثال على حرمان الشعب الكردي من حقوقه وعلى الظلم الذي تعرض له هذا الشعب على مدى التأريخ وفي مراحل مختلفة”. واشارت الى ان صورة جثة الطفل الكوردي الغريق “عيلان” تجسد رمزا آخر يهز الوجدان ويعكس مظلومية الشعب الكردي في العالم ولذلك فأن مسؤولية حماية شعب كردستان تقع على عاتق العالم أجمع كي لا تتكرر مثل هذه الكوارث في حياة الإنسان الكردي. وشددت رئاسة كردستان بالقول انه قد “جاء الوقت الذي يجب فيه وضع حد للجوء والتراجيديا والمآسي في حياة الشعب الكردي وان يعيش على أرضه بسلام وكرامة”.
وقد تحدث عبد الله والد عيلان لوسائل الاعلام عن المشاهد الاخيرة قبل غرق زوجته وابنيه بعد ان وجدت جثتهما على شواطيء بودروم التركية. وقال ان المهرب التركي قفز الى البحر ولاذ بالفرار وتركنا نصارع الأمواج وحدنا.. انقلب القارب وتمسكت بولدي وزوجتي وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة وكان طفلي لايزالان على قيد الحياة”.. مؤكداً أنه “لم يمت ابني عيلان فقط لقد توفي ابني الآخر وزوجتي أيضاً”.. مضيفاً “اتمنى ان تقر عيني بلقائهم مرة اخرى”.
ويبلغ عبدالله من العمر 40 عاماً وقد جاء الى بودروم لإعادة جثث ابنيه وزوجته..وقال موضحا “اخر ما اتذكره كنا 12 شخصاً عندما نزلنا من اليخت وركبنا يختاً اخراً مع رجل تركي ولما كان اليخت يكاد ان يغرق كنا 12 مهاجراً على متنه “.
واضاف أنه حاول عدة مرات العثور على حياة أفضل لأسرته وطلب اللجوء إلى كندا وحاول 3 مرات عبور البحر إلى أوروبا ولكن انتهت المرة الثالثة بوفاة طفليه عيلان الذي يبلغ عمره عامين وغالب (4 سنوات) وزوجته ريحان (28 عاما). وقال “لا أريد أي شيء من أي شخص بعد الآن”.. وتابع “سوف أجلس بجوار قبر ولديَ وزوجتي وأقرأ لهم القرآن حتى موتي بمشيئة الله”.
وكانت اسرة عيلان قد فرت من مدينة عين العرب كوباني السورية لتستقر في تركيا بحثا عن الأمن لكن الوضع المأساوي للاجئين في تركيا دفعها إلى التفكير في اللجوء لإحدى الدول الأوروبية.
وخاطرت الاسرة بركوب البحر والتوجه من تركيا إلى جزيرة كوس اليونانية لكن شاءت الأقدار أن يموت الطفل وأخوه، وتلحق بهم والدتهم لكن الأب نجا وبقي على قيد الحياة.