23 نوفمبر، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

العبادي؛ هل تتفق أم تختلف مع أسعد الغوثاني ؟

العبادي؛ هل تتفق أم تختلف مع أسعد الغوثاني ؟

عطلة يوم الجمعة تجعلني أتنقل بين رفوف مكتبتي الصغيرة، لألتقط منها ما يتوافق مع ما اريد، فوقعت يدي على مقال للكاتب أسعد الغوثاني، الذي كتبه في ١٩٧٢/٨/١والذي جاء فيه ؛
” الزعيم في الدول العربية، يدعي الثورية، والقيادة الشرعية المنبثقة عن ثقة الشعب، التي لو شعر أنها أهتزت في يومً من الايام، لتنازل عن  (عرشه لوارثيه)، بحسن نية وطيب خاطر.

خلال قنواتهم ووسائلهم الإعلامية، يرى الشعب الفرق الكبير بين ما يقال، وبين الحقيقة على أرض الواقع، السارق فيهم يدعي الأمانة، وكاذبهم يدعي الصدق، وفاقد الأخلاق يدعي الأخلاق، وجميع ولاة الامر يقولون بأننا نعيش أزمة أخلاق !.

ثم يصفهم بأنهم ؛ حقاً ملتزمون؟؟ ملتزمون بكل شيئ ما عدا الحقيقة، ومخلصون لكل شيئ الا للأخلاق والوطن؟ الكلمة الصادقة في أقوالهم فقط، فأن تعدى ذلك الى الممارسة والتطبيق أكدوا أنحدارهم، ونسوا ماضي الكلمة عن الثورة والأخلاق.

وقعوا في عقدة ( التمركز حول الذات )، فقدوا الذاكرة، ونسوا الماضي ومآسيه وأخطاءه، فلا يشعرون بأنهم مطالبون بأي نقد ذاتي، وزادوا أنحرافاتهم هذه أنحرافات جديدة، اذ تمنطقوا بالسلبية من كل مسلمات الواقع.

نادوا بالكفر بكل شيئ، دون أن ينتبهوا الى أن كفرهم هذا قد أتى متأخراً وأنهم أصبحوا ( مكفوراً بهم )، فعبادة الذات مدمرة وعدم الالتزام الواعي بمستقبل بلدنا هو خضوع للنزوات الفردية والأنانية الشخصية، فهم حراس مناصبهم عند الشدائد، وفرسان ملاعبهم عند اللهو والتمتع.

ثم يقول ؛ أن الخروج على هذا الالتزام هو خضوع للنزوات الذاتية، التي تهتم بالتبرير والبرهنة على صحة المقدمات دون الاهتمام بالنتائج، لتشويه الحقيقة أمام الجماهير في تقيمها للواقع، وهي تعتبر تنفيذاً لمشاريع التسوية والمساومة على القضية، وأجهاضاً لأي تحرك أصلاحي”.

لذا فأن هذه المرحلة خطيرة، بل أخطر مرحلة في حياة أمتنا، طغت فيها الكلمة على الموقف، والمقاييس الذاتية البحتة، على المقاييس الموضوعية، وأن ما يحصل دلل على التحجر، والتوقف عن النمو، ولن يسمحوا بأي بادرة تطوير تخالف نظرهم ومصالحهم.

هذه المقدمات تتفق كلياً مع ما نمر به اليوم، وتنطبق على أصحاب السعادة والسمو، الذين يتعاملون مع الجماهير التي خرجت لطلب الإصلاح، مثلما تعامل معها أسلافهم في السابق، ففي قنواتهم شيئ، وما خلف الكواليس شيئ أخر .

خلاصتي هذه المرة تتفق مع ما طرحة أسعد الغوثاني، فالالتزام بالحقيقة والوضوح، وعبر ممارسات ديمقراطية شفافة، هو المطلوب في مواجهة الأمور، لأنها أقرب الى الثبات والتحرر، وهي أكثر أخلاقية على مستوى الممارسة والتطبيق، ولا بد من أعتبار المرحلة الجديدة على أنها مرحلة تأسيس، وليس مرحلة أستمرار للتناقضات.

ولا أعلم هل تفكير السيد العبادي في هذه المرحلة، يتوافق مع تفكير أسعد الغوثاني، أم مع الزعامات التقليدية التي حكمت وتحكم منذ ذلك الوقت؟

لا أريد أن أكون متشائماً، لكن الايام القادمة هي التي ستحكم ؟.

أحدث المقالات

أحدث المقالات