سأبدأ من التصريح ألمزعوم لعلي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني الذي قال فيه (على العالم ان ينسى ان هناك دولة اسمها العراق ، لقد اتفقنا مع امريكا على عدم التدخل في سوريا واليمن وسحب قواتنا منها، على ان نضم من سامراء للفاو الى ايران ،وإقليم السنة سيضم الى سوريا وهذا بعلم السياسيين في العراق ) ،هذا الكلام وان نفاه الايرانيون نفيا قاطعا ،إلا انه اوصل رسالة للعالم مفادها ان هناك اتفاقات سرية بين امريكا وإيران غير معلنة ،على تقاسم النفوذ والسيطرة في المنطقة ،وتقسيمها حسب المصالح الاستيراتيجية للطرفين،وتم التوقيع عليه في الاتفاقية النووية مع ايران ،خارج بنود ألاتفاق وكثمرة من ثمراته الغير معلنة ،وقلنا في مقال سابق ،ان توقيع الاتفاق النووي مع ايران ،هو بداية عصر جديد في المنطقة ،اساسه تنفيذ المشروعين الامريكي والإيراني بشكل متواز ومنظم في وقت واحد ،هنا قراءة لما بعد الاتفاق النووي ،ونتائجه الانية التي تحققت مؤخرا في المنطقة ،وتداعياتها على الاوضاع العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص،يقينا ان الاحداث تلد نفسها ،وتتشظى الى مناطق الصراع ،من يراقب الاوضاع في المنطقة يرى ان تقلبات المواقف الامريكية ضمن سيناريوهاتها واضح ،فقد اطلقت يد التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن ،لهزيمة الحوثيين وأتباع صالح وتم ذلك دون ان نرى اي تصريح او موقف امريكي او حتى ايراني من انتصارات التحالف على الحوثيين ،علما ان الصراخ الايراني لنصرة الحوثيين والطائرات والأسلحة كانت تتوافد على صنعاء ،كان عاليا جدا،الان خفت وانتهى الصراخ الايراني في اليمن ضمن الصفقة النووية ،طيب ،في حين اطلقت ادارة اوباما ،يد ايران في العراق ،وبشكل هستيري ، وخاصة بعد خروج الشعب العراقي بتظاهرات عارمة وغاضبة جدا من الدور التخريبي الايراني في العراق وارتفاع حدة الهتافات التي تطالب برحيل ايران من العراق فورا ،الامر الذي جعل حكام طهران وملاليها ،من استدعاء قادة الاحزاب الايرانية في العراق وفي مقدمتهم نوري المالكي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر على عجل الى طهران واستقبالهم من قبل المرشد الخامنئي والرئيس الايراني ،فبماذا اوصاهم ،وبماذا اوكل لكل منهم من مهمات ،لقد اوكل للمالكي مهمة قمع وإنهاء التظاهرات بأية صورة، وتم قتل رموز وقادة التظاهرات والهجوم على التظاهرات وتفريق المتظاهرين وتهديد الصحفيين والمنظمين في ساحات التظاهر في كل المحافظات الغاضبة على يد ميليشيات خاصة يشرف عليها ويقودها المالكي شخصيا ،ومنها الباسيج الايراني بزي مدني ،في حين اوكل لعمار الحكيم مهمة القاء الخطب والتصريحات الإعلامية التي يهدد فيها ويتوعد من يتجرأ السب والشتم والتعرض للمراجع الدينية والرموز ،ويقصد ما ظهرت من هتافات تكشف وتفضح سلوكه وفساده ،في حين اوكل الخامنئي لمقتدى الصدر اخراج مظاهرات سماها مليونية لاختراق التظاهرات وركوب موجتها لصالح طهران ،وتفريغ المظاهرات من محتواها الوطني وتجييرها لصالحه وصالح ايران ،وهذا ما تم فعلا في الايام الماضية ،ولكن هل انتهى الامر ونجحت خطة ومخطط خامنئي في كبح جموح المتظاهرين العراقيين في كل المحافظات ،وهل استطاع عملاء خامنئي وانغولة ايران ايران في العملية السياسية من تحقيق اهداف ايران ،الجواب لا ،لان الصراخ الايراني بقي عاليا ضد التظاهرات التي لت تنته بعد ،بل بدأت صفحة اهم اخرى من صفحاتها المشرقة لتحقيق اهدافها في التغيير ،مع الاصرار ان تكون سلمية وتقوض كل خطط ايران في المواجهة مع الميليشيات التي تخطط لانهاء المظاهرات وقمعها بالقتل والترهيب والاعتقال ،التظاهرات تجري بشكل واع جدا لما يخطط لها ايرانيا،وتواجهه بالوعي ،بالصبر والمطاولة الحكمة والاصرار على بلوغ الاهداف العليا ،في تغير الدستور وحل او تجميد البرلمان وتشكيل حكومة طوارىء،اذن المشروع الايراني يتخبط ويندحر ويفشل في العراق ،وفي سورية تقلص وانحسر تماما ،وفي اليمن انتهى الى الابد ،فماذا بقي لها ،امريكا تخطط لهذا الفشل ن وتسعى له بذكاء وصبر ،وتستخدم كل الطرق الترغيبية والترهيبية لايران،لتصل ايران بمشروعها في المنطقة من الفشل ما وصلت له لحد الان ،فامريكا تهدد ايران وتشغلها وتستنزفها بظاهرة داعش ومعاركها معه في اكثر من جبهة بيجي وسامراء والفلوجة والانباروقصباتها في القائم والرطبة وحديثة وكركوك واقضيتها،وهو استنزاف لميليشياتها التي خسرت عشرات الالاف من مقاتليها في هذه المعارك ،دون تحقيق اي نصر ولو وهمي،وما زالت تستنزف قدراتها العسكرية والميليشياوية امام تنظيم داعش، الذي يلقى دعما امريكيا غير منظور في هذه الجبهات ،في حين امريكا ترفع العصا الغليضة بوجه داعش وتقصف وتقتل قادته في اكثر من مكان وتدك مقراته ليل نهار ،وتنتظر معركتها الفاصلة معه في الموصل ،وفي هذا الجو الملتهب ،عراقيا من فشل حكومي كبير جدا وشلل برلماني كبير جدا ،وفساد حكومي غير مسبوق ،تتخلله اصلاحات واسعة لكنها غير مؤثرة ،بل ومتاخرة جدا ،ولا قيمة لها،ووصفت بانها حبر على ورق ،وفشل العبادي في احالة المالكي وعصابته الفاسدين ورؤوس الفساد الكبار الى القضاء تحت ضغط وتهديد ايراني مباشر له ،في هذا الوقت الحرج عراقيا وإيرانيا،يأتي مؤتمر ألدوحة الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير الايراني الاعرج،فعلى الصراخ على السنة وأفواه عملاء ايران وتهديداتهم لمن يشارك فيه من شركائهم في العملية السياسية الفاشلة ،بالويل والثبور عدا الاوصاف البذيئة الجاهزة مثل هؤلاء دواعش ويجب قتلهم ووو،فلماذا يجرى كل هذا الاحتجاج والهجوم والصراخ على مؤتمر لم يعقد،ومجرد انه حوارات وتحضيرات لمؤتمر يدعى فيه الاطراف المعارضة لمصالحة وطنية شاملة وحقيقية ،فأين المشكلة ،ولماذا هذا الصراخ والنباح لبعض عملاء ايران ممن ينفذ الاجندة والأوامر الايرانية الخامنئية ،ابتداء المؤتمر المزمع عقده في الدوحة ،كان برعاية قطرية ،وتوجيه امريكي مباشر ،لضرب عصفورين بحجر واحد ،ضرب المصالح السياسية والقرار الايراني وتحجيمه في العراق تمهيدا لإنهائه، وتنفيذا لنتائج اتفاقية النووي على اعادة التوازن في العراق وتحقيق المصالحة ،وإرجاع حقوق المكون السني وعودة الاوضاع الى ما قبل 2003،وهذا قرار امريكي لا تحيد عنه ادارة اوباما ،بعد اعتراف الرئيس اوباما بخطأ الحرب على العراق وان المستفيد الاكبر من هذا هو ايران وليس امريكا ،وتبعته تصريحات اقوى تنتقد الحرب على العراق وإسقاط نظامه الوطني لصالح إيران لهذا جاءت فكرة مؤتمر الدوحة كي يعيد توحيد (السنة في العراق) وتوحيد الاحزاب والحركات والجهات المعارضة والفصائل المسلحة ،وبالرغم من ان اعمدة المعارضة العراقية وجناحاها ،واقصد بهما حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح الشرعي ،وهيئة علماء المسلمين،لم يشاركا في المؤتمر،رغم وجود شخصيات محسوبة على الجناحين مدنية وعسكرية،إلا ان الكلام الاخير لقيادتيهما،وهذا لم يحصل ،وجرت مباحثات وتحضيرات تمهيدا، لعقد المؤتمر في وقت لاحق ،ولكن ما يعنينا هنا ليس مؤتمر الدوحة ،لأنه من الطبيعي ان تلتقي المكونات السنية احزابا وهيئات وأشخاص وحركات لتوحيد الكلمة والموقف لإنقاذ العراق وإخراجه من براثن الاحتلال الايراني ،وهذا حق مشروع لكل القوى الوطنية بكل توجهاتها ،إلا ان الصراخ الايراني بصوت اتباع الولي السفيه في العراق هو الغير طبيعي فلو عقد مثله في طهران سوف لن نسمع هذا الصراخ والهذيان ،ولان مؤتمر الدوحة ان عقد سيكون نهاية التدخل والاحتلال الايراني،ويعني المصالحة وعودة القوة المسيطرة على الشارع ألعراقي وهي حزب البعث وجماهيره ألواسعة التي كشفت خداع وزيف شعارات الاحزاب الايرانية ولفظتها بهتافات ارعبت حكام طهران،ويعني مؤتمر الدوحة نهاية الاحزاب وطردها من العراق الى الابد ،هذا هو سبب الصراخ الايراني من خلال تصريحات اقزامه من الاحزاب الايرانية ،ممن يديرون العملية السياسية ،ضد مؤتمر الدوحة وان لم يعقد بعد ….