البذرة قد تكون شجره وارثه والشرارة قد تكون لهيبا مستعر والقطرة بداية لغيث منهمر فالبذرة التي زرعها الشاب التونسي محمد بو عزيز يرحمه الله قبل خمس سنوات حين اشعل شرارة النار في جسده وسقى البذره بقطرة دمه الطاهر دون ان يكن في حسبانه بان بذرته ستتحول الى بساتين لتمتدد جذورها الى ارجاء الوطن العربي كله وان كان بنسب متفاوتة وان شرارة جسده جعلت من الجليد المتجمد لهيب مستعر قد لا ينتهي شراره قبل ان يحول ارضنا الى رماد متطاير تذروه رياح عاصفة قادمة من جهات شتى وقد تمتد الى ابعد لتمزقنا الى دويلات ومسميات جديده ونغير من الخريطه الجغرافيه للعالم برسم حدود واضافة عواصم واسماء لدويلات مستحدثه . ان قضية بو عزيز هي قضية جميع الجماهير التي تبنت قضيته لتجعل من موته ثوره جماهيريه اشبابيه لتاتي اولا على نظام بن علي وتقتلعه من الجذور بعد ادراك زين العابدينرهم وعزمهم لكن ادراكه وتفهمه جاء متاخرا جدا جاء بعد قرار الشعب وطليعتهم المنتفضه بان لا عودة الى الماضي ولا قبول لاانصاف الحلول ومن تونس انطلقت الى الاردن وبالتحديد في قرية ذيبان ومنها الها بعض المحافظات الاردنية الا ان التعامل السلمي من قبل الجهات الامنية الاردنية والإصلاحات التي احدثها الملك لملمت الاحداث وهدأت من غضب المتظاهرين ثم تنتقل الثوره الى مصر لتسقط نظام مبارك بعد ان تحولت الاحتجاجات الى ثوره عارمة عمدتها دماء اكثر من 350 مواطن مصري ثم تنتقل الحمى الى اليمن السعيد لتثور الجماهير ضد على عبدالله صالح ونظامه لتنهي الثوره بمبادرة الانقاذ الخليجي التي بموجبها انقذت على عبدالله صالح من المحاكمه والملاحقة القضائية ثم تنتقل الاحتجاجات الى البحرين وليحاكي دوار اللؤلؤ ميدان التحرير في مصر ومع انها وصفت بأوصاف طائفيه الا ان هذا الوصف لايعني بطلان مطالب المتظاهرين المشروعه والاصطلاحية ثم تنطلق الثوره لتصل الي بنغازي الليبيه ومنها الى كل المدن ت حيث قتل القذافي هناك ثم تنتقل الثوره الى المغرب بدعوه من حركة 20 فبرابر المعارضه الا ان التحرك الحكومي المغربي المشابه للتحرك الاردني امتص الغضب وقام بإجراءات اصلاحية حقيقة بما فيها انتخابات برلمانيه وصفت بانها من الانتخابات النزيهة ثم تشتعل النار في درعا السوريه وكان لموقف الامن السوري الاثر الكبير في اتساع حدة الاحتجاجات وتحويلها من سلميه الى مسلحه بعد ان قامت القوات الامنيه بقتل العديد من المحتجين ومحاصره الكثير من المدن المنتفضة مما ادى الى اتساع الاحتجاجات والانشقاقات وصولا الى تشكيل قوات مسلحه لمجابهة قوات النظام الحاكم اما في العراق فقد اشتعلت تظاهرات في المناطق الغربيه منه والتي حافظة على سلميها لاكثر من سنه على الرغم من الاعتداءات التي حصلت عليها سواء في الحويجة او الفلوجه دون ان تستثى سامراء او ديالى ولا حتى الموصل من الاعتداءات الامنيه على المتظاهرين وهدم الساحات واقتلاع الخيام لتصل ذرونهاا حين قامت القوات الامنيه بهدم ساحة الانبار واعتقال احد اعضاء البرلمان بحجة التحريض وكان لهذه الحادث الذريعه الاقوى لتمدد جماعات مسلحه معارضه للعمليه السياسيه برمتها لتسيطر على اربع محافظات عراقيه بالكامل وأجزاء من بعض محافظات اخرى ولازال البعض منها خارج سيطرة الحكومة المركزيه ومع هذا بدأت مظاهرات اخرى تقودها المحافظات الوسطى والجنوبية مطالبة بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والمفسدين وتحسين واقع الخدمات المعطل وتفعيل دور القضاء والمحافظة على حياديته واستقلاله والتي لازالت مستمرة حتى اللحظه وتتعامل الحكومة معها بشيء من الواقعيه الممزوجه بالحذر والترقب والان بدات الاحداث تتصاعد في لبنان والذي يعاني اصلا من ازمه رئاسيه تصل لحد الفراغ الدستوري ومع يقيني بان الاوضاع في لبنان واقعة تحت تاثير الوضع الاقليمي اكثر من غيرها مع انها بداية لمحاربة الانقسام اللبناني والطائفيه المقيته التي تحكم هذا البلد من عقود عده الا انها مهدده بالاختراق من جهات داخليه لاغراض سياسيه ومصالح فئويه بحته ومع النجاح الذي حققته الثورات العربيه بالاطاحه باربعة رؤساء في اربع دول من بلدان الثورات وبعد مضي مايقارب خمس سنوات على شرارة الثوره الاولى في تونس دعونا نعود الى ما الت اليه هذه الثورات وماذا كانت نتيجة الاحداث وكم من التدخلات الخارجية حدثت في المنطقه سواء منها السري او العلني بعد ان قامت الجهات المناوئة لهذه
الثوره بمسايرتها وامتصاص غضبها وتشجيع بعض الجهات الداخليه لركوب موجتها واستغلالها لمصالح حزبيه او فئوية ضيقه وبالتالي قيام هذه الجهات بالتوسل لنيل الاعتراف بأحقيتها بالثورة فهرعت لنيل ومباركة الجهات المتهمه اصلا بتقوية انظمة الحكم التي خرجت الجماهير ضدها وهذا ما شاهدتاه من جماعة النهضة التونسيه والأخوان المصريه بزيارة واشنطن واسترضاءها كما اننا نراقب ونسمع ما تقوم به امريكا من تدريب لفصائل سوريه محدده بحجة محاربة الارهاب وبعودتنا الى المشهد نرى بان الثوره المصريه تلتها احداث دامية انتجت نظام حكومي جديد البعض يرى فيه استمرار لنظام مبارك والأخر يعتق باثورة بانه ثورة تصحيحيه في حين لازال الوضع في ليبيا قتل وحرب داخليه وصراع احزاب ومسميات عشائريه ومناطقيه اما الوضع في اليمن فهي حرب فعليه دخلت على ساحتها دول عربيه وأجندات خارجية تعمل بالمكشوف وفق صراع مذهبي وعقائدي في حين لازالت طاحونة الشياطين تطحن المزيد من ابناء الشعب السوري ولازالت الثورهة السوريه تان تحت ضغط التوازنات الدوليه والاقليميه ودماء ابناءها يروي ارض الشام دون وازع من ضمير لمجتمع دولي او منظمات اقليميه والجميع يدفع باتجاه تصعيد القتال ومزيد من سفك للدماء وكذلك الوضع في ليبيا المقارب للوضع السوري مع الفارق بين الوضعين مقتل معمر وبقاء الاسد حتى اللحظه اما الاوضاع في العراق فاننا نراها بانها قابله للتصعيد سيما وان الجميع يتهم الجميع والكل يبحث عن منافع شخصيه او فئوية ضيقه وربما تنجح يتغير مسار الاوضاع الساسيه السائده منذ 2003 لغلية الان وجل ما يخيف اصحاب المنافع الشخصيه والاحزاب السياسيه هو ان تكون مضاهرات جماهيريه سلميه وحدويه عابره للطوائف والاعراق وان الاسابيع الثلاث القادمة ستحدد مسارالوضع العراقي وقبل ان ناتي لنهاية المقال نقول بان الربيع العربي لازال ربيعا قاحلا قد اكل سنوات ما قبله وتحول الى شتاء بلا مطر وصيف حار مغبر لدرجة جفاف الانهار والابار واصفرار الارض بعد يباسها فلم تجن الشعوب من ربيعها شيئا ولم يتحسن الحال لا في الديمقراطيه المنشوده ولا في الخدمات المطلوبه ولا زال واقع حقوق الانسان بذات الواقع المرير بل ربما زاد سوءا من جراء العمليات العسكريه المباشره في مناطق الربيع القاحل وما يرافقها من انتهاكات وتشرد ونزوح وهجره وسفك للدماء فياترى هل ماحدث كان مخطط له اسقاط الجميع في دوامة العنف والحرب الاهليه ولأراقة المزيد من الدماء العربيه ام ان الثورات تاكل ابناءها ويستشهد قادتها ليسرقها الانتهازين ولتستمر المنطقه تحت ضغط النزاعات الداخليه وترهيب الاخر بلاخر ليستمر شعر فرق تسد بعناوين جديده وبايادي ابناء المنطقه .