17 نوفمبر، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

لسنا بحاجة الى احكام عرفية يا سيادة العبادي

لسنا بحاجة الى احكام عرفية يا سيادة العبادي

اذهلني كثيرا خطاب السيد حيدر العبادي خلال جلسة مجلس الوزراء قبل يومين حين كان يتحدث عن الاحكام العرفية والغاء البرلمان والدستور، هذا الخطاب الجديد جعلني اشعر بنوع من الخوف على مستقبل العراق وعلى نهاية وختام موضوع ما سمي بالاصلاحات. فقد طرح السيد العبادي حاجته لتفويض مليوني لاطلاق الاحكام العرفة في اشارة الى سعيه للوصول اليها.

 

هذا الطلب مخيف وخطير جدا وتبدو نهايته ضبابية خصوصا كونه يتعلق بمستقبل العراق ومصير شعب تكاد تكون ظروفه المعيشية والامنية والاجتماعة في تهديد خطير، فضلا عن ازمة اقتصادية كارثية يمر بها البلد.

 

فلو استعرضنا ما الذي فعله السيد العبادي منذ بداية انطلاق المظاهرات وتفويضه من قبل الشعب والمرجعيات الدينية بضرورة توفير الخدمات ومحاسبة الفاسدين والمقصرين واصلاح القضاء؟ نلاحظ انه اجرى حزمة من الاصلاحات لم تمس الى حد الان اي من مطالب المتظاهرين، فلا محاسبة للمقصرين ولا رؤية واضحة لازدهار الخدمات مستقبلا ولا محاولة من اي نوع في اصلاح القضاء سوى فقرة اصلاحية طرحها مجلس القضاء الاعلى حددت مدة اعضاء المحكمة الاتحادية من (مدى العمر الى 12 سنة؟؟؟؟)، بل اقتصرت حزمة العبادي على عناوين عامة دون تفاصيل دقيقية ودون سقوف زمنية محددة.

 

هنا سؤال محدد وضروري، هل العبادي بحاجة الى الغاء الدستور والبرلمان واعلان الاحكام العرفية وادخال البلاد في هذا النفق المظلم الجديد لكي يتم اصلاحاته؟

لقد صوت البرلمان على حزمة اصلاحات العبادي كاملة وعززها بحزمة اصلاحات جديدة، ثم ان الجميع ينتظر اصلاحات شجاعة تلامس مطالب المتظاهرين والجميع يفوض العبادي في اتخاذ اي قرار اصلاحي حقيقي، فهل من الضروري اعلان الاحكام العرفية اذا كان الجميع مؤيدون للعبادي؟

 

ياسيادة رئيس مجلس الوزراء؛ عليك ان تعلم ان كل ما طرحته من اصلاحات لحد الان هو محاولات لاخذ مزيد من الصلاحيات لنفسك، ومجرد تصفيات سياسية وتصفية  حسابات مع المنافسين الشيعة، فانت حتى هذه اللحظة لم تطرح خطة واضحة ورؤية جديدة للاصلاح. لذا عليك ان تطلق حزمة اصلاحات تبدأ بمن حولك ومجلس وزرائك المبني على اساس طائفي مقيت ومحاصصة دمرت البلد وبددت ثرواته، فالاحكام العرفية ليست ضرورية اذا كان بامكانك ان تشكل حكومة وطنية تكنوقراطية، وليست ضرورية اذا كانت اية خطوة اصلاحية حقيقية تصدر منك مؤيدة من قبل الجميع، ولا اعتقد ان الاحكام العرفية ستتيح لك فضاء اوسع مما لديك الان، فالكرة في ملعبك والشعب يؤيدك والمرجعيات من كل الطوائف معك، وكثير من الساسة الشرفاء الى جانبك، فامرك مطاع ومؤيد، وقرارك محترم ويطبق باسرع وقت، فاصلح الامر ولا تدخلنا في الاحكام العرفية لاننا لسنا بحاجة الى مغامرة جديدة تؤدي بنا الى مناخات خانقة اكثر مما نحن فيه الان..

أحدث المقالات