الاتفاق بأنه يفتح “فصلا جديا” في علاقات إيران مع العالم, كانت هذه كلمات الرئيس الإيراني التي وصف بها الاتفاق وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن الاتفاق يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية”.,ايران خرجت منتصرة رغم كل التحديات والعراقيل والعصي التي وضعت في طريق بناء دولتهم ,عودة لأسواق النفط العالمية ,وللدبلوماسية الدولية بعد قطيعة دامت لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ,ورفع الفيتو عن العقوبات الاقتصادية والمالية ,وعن الأرصدة المجمدة التي تصل ل (130) مليار دولار وفسح المجال عن الحضر المفروض للشركات الكبرى للمساهمة من جديد في بناء اقتصادها,إيران ربحت ما وراء الاتفاق فقد أصبحت القوة القاهرة في الشرق الأوسط رغم سطوة أمريكا الدولة العظمى التي أرادت أن تمرغ أنفها بالتراب ولم تفلح,وشكل الاتفاق ناقوس خطر لدول الخليج التي راهنت بكل قواها وعلاقاتها البراغاماتية مع لندن وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وامريكا بأن تعرقل الاتفاق لم تنجح وباتت جميع محاولاتها بالفشل ,واضطرت لتقبل الوضع على مضض على الرغم من تطمينات قمة كامب ديفيد معهم,نجاح إيران يعني رفع الحواجز والخطوط الحمراء عن دولة شيعية قوية في المنطقة ستبتلع الخليج ,وهناك الحشد العراقي الذي أوقف مد الإرهاب التكفيري بالفتوى الكفائي ,قوتان شيعيتان في المنطقة خارج عن المألوف في نظر زعماء الخليج ,واحدة تكفي وهي إيران التي جاءت بما لا تشتهي سفنهم ,كان لابد من إيجاد سيناريو جديد ليزيح العراق المنهك والمثخن بالجراح من الطريق وبأي وسيلة كانت وبغض النظر عن حجم الخسائر من الأبرياء والأرواح التي ستزهق في التفجيرات وموتها الذي أصبح طعاماً لنا في كل يوم ,من دول لم يرق لها التغيير الديمقراطي لأنها تعتقد أن أي تغيير يجب أن يأتي عن طريقها أو أن تشارك به ,لم يكسب العراق من الاتفاق سوى زيادة بعدد السيارات المفخخة ومجيء أعداد كبيرة من الارهابين وتقديم تسهيلات مادية ولوجستية لهم ,وصناعة فتاوى تبرر لهم القتل واغتصاب الأعراض وسلب ونهب ,واستنزاف لطاقات البلد,كل هذا والقادم أمر وأقسى وسعر برميل النفط في نزول مستمر,تحدياً بالعراق الذي يقاتل أصالة عن نفسه ونيابة عن العالم بأسره ,والمجتمع الدولي والدول العظمى وفي مقدمتهم أمريكا ,تقول الحرب ضد الإرهاب تستغرق سنوات طويلة بين مد وجزر,وهي التي أسقطت كاريزما
صورة النظام البائد الذي تطاول على الشرعية الدولية بأقل من شهر ,أن تقسيم البلد لثلاثة أقاليم سني وشيعي وكردي هي محاولة لكسب ود وتهدئة نار غضب الخليج الذي بات ينظر للاتفاق النووي خرقاً للاتفاق الذي عقد وراء الكواليس مع (5+1) لكنهم لم يأبهوا بما قدموه لهم ,فإيران اليوم ليست كإيران الأمس الضعيفة المثقلة بالهموم ,ووجود عراق آمن ومستقر سياسياً وأمنياً وأقتصادياً سيعطي دعماً لها ,فأن إدخاله في أتون حرب مع الإرهاب وتدمير بناه الفوقية والتحتية سيخلق عراقاً ضعيفاً على كافة المستويات ,حتى أن متطلبات حسن النية في أقامة جسور من التواصل مع دول الجوار قدمت في بادرة خير وطمأنتهم مراراً وتكراراً أن بناء العراق الجديد ليس ضد إقصاء مكون ومذهب ,هو مع دولة تضم كل مكونات المجتمع وأطيافه دون إقصاء وتهميش لأي مواطن وهذا ما لمسناه قولاً وفعلاً في خطاب الدكتور الجعفري وزير الخارجية الذي يحمل الصدق والوضوح في إيصال خطاب معتدل للعالم يعكس عمق حضارة العراق وأرثه الثقافي ,ويجد بالانفتاح رسالة تحمل معاني ودلالات لكل المشككين بالمشروع السياسي الجديد,ومع كله هذا هنالك من لا يزال يختلق الحجج والذرائع لعرقلة التغيير الديمقراطي الذي دفع العراقيين أثمان باهظة من اجله ,لأن هنالك من يجد بهذا التحول وضعاً مخيفاً لدول لا تزال جاثمة بكراسيها وسلطتها على شعوبها لعقود من الزمن وتدعي الديمقراطية والمطالبة بحقوق المظلومين وأي تناقضاً هذا ,والعراق أول دولة في العالم العربي لديه وزيرة هي نزيه الدليمي عام 1958,ويتحدثون عن الحقوق والمساواة ,انظروا بعينين واضحتين وشفافتين لا بعين واحدة مليئة حقد وكره ضد من علم الناس القراءة والكتابة ,أعطونا فرصة عدم التدخل بشؤوننا ,داعمين لنا قولاً وفعلاً ,نار الإرهاب والانحراف الفكري وفتاوى القتل ستصلكم شئتم أم أبيتم ,والتغيير الديمقراطي سيطرق أبوابكم فصمت شعوبكم لن يطول ,والسيناريوهات الدولية لن تبقى على حالها فهي متغيرة مع طبيعة المصلحة ومن يمتلك زمام القوة ,ومحنتنا سنتجاوزها بكل إصرار وإرادة ,لأن دماؤنا التي قدمناها دفاعاً عن قضيتنا في أن نعيش بكرامة وحرية لن تذهب دون جدوى .