18 نوفمبر، 2024 5:46 ص
Search
Close this search box.

الشعب العراقي بين الوصايتين

الشعب العراقي بين الوصايتين

(تُعَرف الوصاية بانها الولاية على القاصرين الذين لم يبلغوا سن الرشد) وهذا هو حال العراقيين بجميع مستوياتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية الا ما رحم ربي .

فمنذُ احتلال العراق عام 2003 يعيد الزمن تاريخ الوصاية على العراقيين بين الجيران المتضادين ايران و تركيا ، الذين ما ان احسوا بفترة من الفترات بضعف العراق حتى سارعوا لفرض وصايتهم على الشعب العراقي متذرعين بذرائع الحب و نصرة المذهب و الحرص على مستقبل و أماني الشعب في استعادة عافيته ، والامثلة التاريخية كثيرة عن ما ذكرته .

فنجد اليوم كلاً من ايران و تركيا تتلاهث لاقناعنا بانهم الاولى بالوصاية علينا من خلال وسائلهم الاعلامية و السياسية و الفكرية و الاجتماعية و الدينية التي يوجهونها لعقول الشعب العراقي مستغلين عوامل الفرقة والانقسام و تفشي الجهل بين فئات الشعب ، و الاهم من ذلك اظهار انفسهم كحماة للدين و المذاهب الاسلامية التي يشتركون بها معنا .

ومن المحزن ان نجد الكثير من شعبنا يتمنون وصاية تلك الدول علينا ،، ويدافعون عنها دون مقابل وكأن العراقيين قاصرين عن ادارة شؤون بلادهم بانفسهم ،، متناسين الاهداف التي دفعت تلك الدول للوقوف على حمايتنا كما يدعون ، حيث نجد اليوم العشرات من صفحات الفيس بوك التي تحمل اسماء عراقية تمجد بتاريخ بني عثمان في العراق واظهار فترة حكمهم للعراق على انها المثلى ونجد بالمقابل صفحات تمجد بما فعله بني فارس اثناء حكمهم للعراق قديماً و جميعها مدفوعة و موجهة من قبل كلتا الدولتين ، ولا يقتصر ذلك على الفيس بوك فحسب وانما القنوات الفضائية التي ظهرت بكثافة من اجل التثقيف لتلك الدول ، وكأن العراق من املاكهم الخاصة وهم اصحاب الحق في استرداده.

تُرى لو كان العراق ارضاً قافرة لا زرع و لاضرع (ولا نفط ولا لفط ) هل سنجد من يُظهر لنا الحب و الحرص علينا!!!

الغريب و المحزن اننا اصحاب حضارة قديمة استطعنا ان نحكم انفسنا بانفسنا حين كانوا هم القاصرون .

لا تدعوهم يمارسون دور الاوصياء علينا فنحن اصحاب الفضل عليهم لا هم..

نحن من اخرجهم من الظلمات الى النور .

نحن مهد الحضارات و مهبط الرسالات و الانبياء .

نحن مؤسسوا المذاهب التي يدعون حرصهم عليها.

نحن احفاد انبيائهم وأأمتهم و ولاتهم .

متى اصبحنا عبيدهم!!!

متى نبلغ سن الرشد في نظر انفسنا !!!

متى نصبح اسياداً و ننزع عنا ثوب العبودية !!!

أحدث المقالات