قال الإمام أمير المؤمنين {ع} “اعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الإخْوَانِ وأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ” هذا الحديث الشريف ينطبق تماما على الأحزاب الدينية الشيعية التي عرفناها قبل السقوط وبعده , حينما كانوا يعيشون في إيران ومدن الله العريضة ,وما بعد السقوط ..
كنا نتعاطف معهم ونناصرهم وننشر أدبياتهم , والأخطر كنا موطيْ قدم لمن يرسلونه إلى داخل العراق , كانت بيوتنا الموقع المتقدم لهم في العراق , وكانت نظرتنا عنهم إنهم قرين الملائكة وربما أكثر . لأنهم إسلاميون من حزب الدعوة , ومن المجلس الأعلى , فهم مجاهدون يسيرون على نهج أمير المؤمنين وأبناءه{ عليهم السلام } في الزهد والورع والتقوى ..
وبعد السقوط انسقنا مع الذين ساقتهم رياح الدعاية الطائفية , إلا إننا لم نك طائفيين بالمعنى الذي يمارسونه , وبدأت أفكارنا تصطدم بمواقفهم وخططهم , ومن خلالها شعرنا إنهم يقفون بالضد منا تماما , والأغرب في هذه الأحزاب الشيعية إنهم ضموا ممن كنا نخافه ونتستر منه , ممن كان يلبس زيتوني ويراقب أنفاسنا.
وحدثت القطيعة وأصبحنا امة وهم امة , ” وكل حزب بما لديهم فرحون ” وجدنا أنفسنا في وادي وهم في وادٍ آخر , شعرنا إنهم يتجنبوننا أكثر من البعثيين لمعرفتهم إننا لا زلنا على الحق الذي تعلمناه في أدبيات أهل البيت{ع} وهم ابتعدوا كثيرا عنه .. ضيعوا أصولهم وفروعهم بسبب المال والمنصب …
وانفجر الوضع بعد أن بلغ السيل الزبى , وأصبح العراق البلد النفطي لأول مرة في تاريخه في ظل حكومة الإسلاميين لا يمكنه تسديد رواتب الموظفين .. اللهم لا شماتة وان كنت أتوقع هذا اليوم قبل هذا الموعد , ولكن ما يسر القلب إني أقمت مجلسا حسينيا هذه الأيام { أيام المظاهرات } فوجدت الجمهور الحسيني كله بلا استثناء ” وهذا رأي عام ” يؤيدون المظاهرات ويتمنون طردهم من الحكومة ليرتاح الشعب العراقي منهم , وهم من صوتوا لهم قبل سنوات , اليوم للشعب موقف ,حين يعدد الناس أصحاب المواقف , فنقول موقف المرجعية , وموقف المتظاهرين , فعلينا أن لا ننسى موقف الجمهور الحسيني الواسع , فانه يقف مع المرجعية أولا ومع المتظاهرين لإزالة الفساد وحرامية السياسة .. أقولها بلا شماتة مع سبق الإصرار ..