قبل فترة عقد مؤتمر حول الفقر في الشرق الاوسط في احدى عواصم الدول العربية المجاورة للعراق المؤتمر عقد وبحضور عدد من الشخصيات العراقية ومنهم بعض النواب واحدى المنظمات التي تدرس نسب الفقر في العالم والتي خرج ذالك المؤتمر بنتيجة مفادها ان عدد العراقيين الفقراء والذي يعيشون تحت خط الفقر هم فقط لا يتجاوزون (8 ملايين) وهذه النسبة تقع على الخارطة العراقية بين بغداد والبصرة أي الفقراء الثمان ملايين هم في وسط وجنوب العراق اما غرب وشمال العراق يبدوا لي انهم خارج هذه المعادلة لان هذه المحافظات التي تقع تحت حراب داعش لم يطالها استفتاء هذه
المنظمات الدولية حول الحالة المعيشية للفرد فيها مثل الموصل والرمادي وتكريت وديالى ,,,
الحقيقة كان هذا الرقم بنسبته وعدده هو بالنسبة لي مدعاة للفرح واعطاني شعور بالتمني ان اتمنى على الله ان يكون الرقم صحيحا علما ان نسبة 23 % معناه ربع الشعب وهذه وحدها تعد من الكوارث التي تمر بها الشعوب لا لأن العراق بلد نفطي او بلد فيه نهران تنبأنا الايام انهما سائران نحو الجفاف ولا لأن ارضه ارض السواد تنبأنا الايام انها سائرة نحو التصحر والملوحة ولا لأن العراق فيه اكثر من ثلاثين مليون نخلة لم يبقى منها الا ثمان ملايين ولا لأن ارض العراق ارض الحضارات سرق متحفه ونهبت اثاره ولا لأن العراق صاحب الرقم القياسي في عدد ارامله وايتامه او
عدد حروبه ولا لأن العراق دولة تعيش حالة حرب ولا لأن العراق لديه ثلاث رئاسات تتصارع وكل يقرر كما يحلوا له ويعتقد انه هو الاول والاخر ولا لأن العراق بلد الكنتونات والكناتير ولا لأن العراق اليوم وكما يقولون يعلم العالم المجاور على الديمقراطية ولا لأن العراق يهده جيرانه ويرسلون له القنابل البشرية ولا لأن اعضاء الحكومة والبرلمان والحكومات المحلية رواتبهم تعادل دخل العشرات من العوائل العراقية ولا لأن العراق احتلت مدنه من قبل داعش وفرغت من ناسها وهجروا الى المدن الاخرى ,, ولا لأن ,,ولا لان ..ولا لأن ,,,ولا لأن….
الحقيقة انا فرحت ليس لأن الرقم بالنسبة لي كان متواضعا او ربما ان تلك المنظمات الاممية والدولية دائما تريد ان تبتعد عن الحقيقة خوفا من ان تجرح من قبل مشاعرها عندما تعطي نسب كبيرة وتصبح الامم المتحدة ومجلس الامن وجامعة الدول العربية والإسلامية والاوبك والاوابك اذا كانت اوابك باقية لليوم او الدول الصناعية الثمان او الدول العظمى او دول حوض البحر المتوسط او الدول العربية او العالم كله يشعر بالخجل ويلام من قبل الراي العام عندما تعلن نسبة فقر في احدى الدول اكثر من الربع وهذا ما حدث مع العراق فقط ربع الشعب يعيش تحت خط الفقر وخط الفقر
هذا يعني ان العائلة لا تستطيع ان توفر قوت يومها حسب ما تذكر الدراسات ..
لقد فرحنا لأن تلك المنظمات الخجولة وبعض الشخصيات العراقية الحاضرين في تلك الورشة لم يستوعبوا ماقامت به تلك المنظمة خاصة وانها ذكرت ان هذه النسبة فقط من بغداد الى البصرة والظاهر وليس غريبا ان السياسيين فرحوا ايضا عندما سمعوا النسبة واعتقدوا انهم يسبحون مع السابحين في مصاف الدول التي تسير نحو القضاء على الفقر في شعوبهم وقد انطلى عليهم الخبر بسهولة وهذا دليل على غباءهم فهم لم يتعرضوا بأحاديثهم لمحافظات مابعد بغداد شمالا وشرقا وغربا ففي ديالى مثلا اليوم وهي تعيش تحت خيمة الارهاب المستعصي على الحكومة ونسبة الفقراء تفوق 50% والناس
عاطلة عن العمل في صلاح الدين كذالك والرمادي والموصل المحتلتين من قبل داعش والذي تعج بالمتسولين والارهاب وعزوف الناس بالخروج لممارسة مصالحهم خوفا من الارهابيين الذي يغلقون ابواب المدينة بوجه الذاهب والاتي والتجارة الخارجية وحتى في شمال العراق الامن والذي يعتبره العراقيون يعيشون في بحبوحة اقتصادية متميزة فان نسبة الفقراء في الاقليم هي كذالك مرتفعة …
ناهيك ان تلك المنظمات تعتمد في دراستها على نماذج من المواطنين تلتقيهم في الشوارع وعلى هذا الاساس تصنع استفتاءها لكنها لم تذهب الى الريف العراقي الذي بدات شحة المياه تغزو ذالك الريف وتصنع البطالة وبدأ الفلاح العراقي يهاجر من الريف الى المدينة ويترك ارضه ويصبح عالة ومشكلة على هذا الوطن …
اما اذا تحولنا الى مشكلة لازال اهل العراق يستصعبون حلها بسبب تجذر عناصر المشكلة في البلد من الارهاب والفساد المالي والاداري فتتولد من جراء ذالك ظهور عوائل تعاني من المشكلة المالية بسبب غمط مواردهم المالية واستحقاقاتهم الحياتية وعلى يد اعضاء ربما ممن يشغل مناصب كبير في الحكومة العراقية …
وانا على يقين ايضا ان تلك الورشة التي عقدت على ارض تلك العاصمة بعيدا عن الارض العراقية التي تضم تلك النسب من الفقراء نست او تناست الالاف من العوائل العراقية التي هجرت من مدنها واتخذت مناطق اخرى كسكن لها وتركت دورها وحلالها ومالها ومصالحها وباتت في العراء وهي تعتاش على المساعدات الانسانية من المنظمات والدولة العراقية وهي تعيش تحت خط الفقر المدقع وتبقى هذه العوائل فقيرة حتى لو تحسن دخل المواطن العراقي بسبب حرمانها من السكن والعيش والمورد المالي وتبقى هذه العوائل عرضة للأمراض والاوبئة بسبب وضعها المأساوي اما البطالة بين اوساط
الشباب فهذا امر لا يمكن ان تدير بوجهك عنه وهذا ايضا رقم يضاف فأن الكثير من الشباب الذين يتبنون عوائل ولم يحصلوا على وظائف في دوائر الدولة يعيشون اليوم تحت خط الفقر على الرغم من ان بعضهم له مؤهلات علمية جيدة لكنه وجد نفسه في الشارع يبحث عن عمل ومهن لا يعمل بها من يحمل مؤهل علمي مثله ,,
الرقم هذا بحاجة الى تعديل وتعديل خطير لو درسنا الواقع الاقتصادي للعائلة العراقية التي تعيش اليوم في وطن مشاكله لا تعد ولا تحصى فلابد ان نقول ان نصف سكان العراق هم فقراء ونصف من هذا النصف يعيشون تحت خط الفقر ومايشاع هنا وهناك من نسب وارقام فانها بعيدة عن الواقع ويراد منها تلميع صور لا يمكن تلميعها لأنها ممزقة وقديمة وواضحة الرداءة فليس خجلا ان تذكر الارقام الحقيقة لفقراء العراق لكن الخجل ان تكذب او انك لا تستطيع معالجة المشكلة وترمي بدلاءك في مياه اسنة لتبغي منها ان تجلب لك مياه نظيفة .
[email protected]