من المؤكد إن غالبية زعماء وحكام وولاة العراق وعلى مدى التاريخ لم يموتوا ميتة طبيعية بل قتلوا طعنا أو سحلا أو دفرا أو حرقا…..
– عاد تيمورلنك وأطبق حصاره على بغداد عام 1401م وبعد حصار دام أربعين يوما سقطت بغداد فدخلتها قوات تيمورلنك فجرت مذبحة عامة واستبيحت المدينة لمدة ثلاثة أيام أقيمت خلالها أبراج من رؤوس القتلى واضطر تيمورلنك أن يغادر بغداد ويبتعد عنها قليلا بسبب الروائح الكريهة وفساد الهواء من كثرة الجثث المتفسخة.
– في عام 1619م استطاع شخص دموي اسمه بكر صوباشي السيطرة على بغداد وصادف أن تحرك صوباشي على رأس قوة لإخضاع بعض القبائل في الفرات الأوسط فحصلت مؤامرة في بغداد لخلعه بقيادة محمد قنبر فعاد صوباشي إلى بغداد واستسلم قنبر وابنيه فقيدوهم بالسلاسل ووضعوهم في زورق مملوء بالكبريت والقار في نهر دجلة وأشعلوا النار بالزورق وظل أهل بغداد يسمعوا صراخ المربوطين بالزورق حتى ابتلع النهر رمادهم.
– لم يلتفت الشاه عباس إلى بكر صوباشي وواصل تقدمه لاحتلال بغداد … واستعد بكر صوباشي للمقاومة وكلف ابنه محمد بالدفاع عن بغداد إلا ان هذا الابن خان والده وأجرى مفاوضات سرية مع الشاه فوعدوه الإيرانيون بولاية بغداد وفتح لهم باب السر الذي كان بجانب الشط فدخل منه عشرة ألاف جندي وقت الفجر الى المدينة…وقبض الشاه على بكر صوباشي وعذبه وكان محمد ابنه حاضرا جلسة تعذيب أبيه حيث وضع في قفص ولم يدعوه ينام لمدة سبعة أيام وكووه بالنار ليبين جميع أمواله الى ان اشتوى لحمه وكان ابنه يشرب ويضحك على أبيه المتألم… وبعد ان بين جميع أمواله أمر الشاه ان يوضع في سفينة ويصب في أطرافه النفط والقطران ويشعل بالنار فاحرقه .. يقول لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق …. فما ان جئ به مكبلا بين يدي الشاه حتى رأى ابنه محمدا جالسا بانتصاب الى جانب الشاه … ولم تترك أي وسيلة في تعذيبه وقتله وقت كان محمد ابنه برى ذلك ويساعد في تنفيذه.
– في عام 1761م عينت الدولة العثمانية علي باشا واليا على العراق…وبعد سنتين حدث تمرد ضده في بغداد وانتشرت المتاريس وعمت الفوضى فاضطر الوالي ان يهرب متنكرا بزي امرأة والتجأ الى احد الدور في بغداد , إلا ان صاحب الدار ابلغ عنه فأخرجوه من البيت وقتلوه.
– في نيسان من عام 1831م انتشر الطاعون في بغداد وكان أفظع وباء حل بالعراق عبر تاريخه الطويل كما يقول الدكتور علي الوردي … وبنفس الوقت وبغداد بهذه الحالة المأسوية أخذت مياه دجلة بالزيادة وأحاطت المياه بالمدينة مانعة الناس من الهرب ثم حدث الفيضان وانهارت الدور وطفت جثث الناس الذي ماتوا من الطاعون…وبعد هذا بأسابيع كان الجيش العثماني بقيادة الوالي الجديد يطوق بغداد ويشدد عليها الحصار؟؟؟؟
– عندما دخل الوالي علي رضا باشا بغداد قرر إبادة المماليك فدعاهم الى حفل بالسراي ووزع جنوده على أسطح السراي وطلب من الجنود ان يقتل كل منهم من كان بقربه من المماليك فقتلوا جميعا بوقت واحد وصدر الأمر بعد انتهاء المجزرة بقتل المماليك أينما كانوا…. كان احد وجهاء المماليك المدعو صالح بيك لم يحضر الى المأدبة…أسرع إليه جمع من الجنود بينما كان راكبا حصانه وانهالوا عليه ضربا وطعنا فنطق عبارة أمنت بالله والشهادتين ثم خر على الأرض صريعا فتقدموا منه وحزوا رأسه ثم تركوا جثته عارية في أحد الأزقة لا يسترها شئ….
فليتعظ من يتعظ وللحديث بقية