نصيحة أخوية ودعوة مطلبية جماهيرية ومرجعية : أقترح على الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي الذي كما عرفته نزيه الكف مخلص لوطنه ونتيجة لهذه الصفات أتمنى عليه أن يتفرغ للشأن الوطني ويجمد علاقته الحزبية التي لم تعد مناسبة لواجباته الوطنية ولان الحزبية تقود حتما الى التحزب وتبتعد عن مفهوم التنظيم الذي هو سنة ربانية في الكون والعبادي في عمله الحكومي يكون منتظما من أوسع أبواب التنظيم مع السنن الكونية فالتفرغ لمطالب المواطنين هو عمل يصب في مشروع ومصطلح سبيل الله لآن سبيل الله هو الخدمة المجردة للناس , وللناس في القرأن الكريم حيز كبير من ألآهتمام فالمؤمن والمسلم هم من الناس والناس هم أوسع مفهوما من المؤمن والمسلم في أطار الخدة العامة ” قال تعالى ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” وقال ” قولوا للناس حسنا ” وقال تعالى ” وتلك ألآيام نداولها بين الناس ” ولآن الحزبيين فشلوا في خدمة الناس وأنكمشوا على ذواتهم ومصالحهم وأفسدوا النظام والحكومة والحياة السياسية ومنهم من يعملوا في مكاتب حزب الدعوة ألآسلامية وفي كتلة دولة القانون التي لم تترك للقانون حرمة , وأنا الداعية القديم بمفهوم الوضعيين ومن هم من ذوي النظر القصير , وألآ فأني بالمفهوم القرأني : أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني , فكتاباتي ومقالاتي وأبحاثي ومؤلفاتي كلها تنحو هذا المنحى حتى سجلت ذلك شعرا عندما قلت : كانت كتاباتي دليل هويتي .. والحرف فيها شاهد متشهد
ولكني عندما رأيت عام 1984 أن التنظيم أصبح تحزبا وأن أخطاء سلوكية سادت توقفت عن الحزبية والتحزب الخطأ وبقيت مع الفكرة ومفهومها التنظيمي للناس وللدولة والمجتمع , أذكر ذلك حتى أكون حجة على من أدعوه للتفرغ للحكومة وللدولة ولخدمة الناس وهذه هي وظيفة ألآنبياء , وليعلم العبادي أن نجاحه بمهمته ألآصلاحية لاتتم ألآ بالتخلي عن أرتباطاتها الحزبية التي قال لي عنها في الرسائل بيني وبينه أنه عضو في حزب الدعوة وأنه منهم فقلت له كان الدعاة في الستينات والسبعينات يحضون بثقة وأحترم من يعرفهم من الناس واليوم من يعمل في مكاتب ما يسمى بحزب الدعوة هم مكروهون وموضع نفور الناس وسخريتهم والعاقل لايضع نفسه في هذا الموضع أي لايضع نفسه مع الفاسدين , أكرر دعوتي للاخ العبادي على قاعدة ” حب لآخيك ما تحب لنفسك “