بالأمس منتظر الزيدي وبعده سيف الخياط وغدا ربما يكون احدهم يبحث عن اللحظة المناسبة ونوع الحذاء الذي يلبسه ولو ان التاكيد المؤكد ان الزيدي والخياط الاثنان يلبسان احذية من النوع الصيني الرخيص جدا وليس من النوع الايطالي لأنهما على يقين تام بعد رشقهما لأحذيتهما البالية الصينية سيلبسون في اليوم التالي احذية من النوع الايطالي او احذية مصنوعة من جلود الحيوانات البرية البريئة التي تعرف ان جلدها الغالي لايمكن التراشق به على ايدي العراقيين وفي قاعات المؤتمرات المعتبرة والغير معتبرة …
هذا هو العراق ومبتكريه فهم في كل يوم لهم شان عظيم بالامس ابتكروا الكتابة وعلموا العالم الحرف الاول واليوم العراقيين انفسهم يعلمون العالم طريقة اخرى للتعبير لا تقل في اهميتها عن الحرف وهي التراشق بالأحذية سواء اكان هذا التراشق على رئيس دولة مثل بوش وبوجود رئيس الوزراء العراق او على اعلامي عراقي ومن اعلامي عراقي على عراقي انها دروس للبشرية في كيفية الوصول الى الاضواء والشهرة وفي اسرع من الضوء ,,
ربما ان الدرس الاول كان الاشد بلاغة على يد منتظر الزيدي الا ان السيد سيف الخياط اراد ان يكمل مابدأه زميله ليؤكد للعالم ان الدرس هذا عراقي وبامتياز …
بعد حادثة سيف الخياط هذه بالامس اتصل بي احد الإعلاميين وهو يخبرني ا ن احدى الدول الاوربية في طريقها الى تشريع قانون للأعلام يوصي فيه ان تكتب على قاعة المؤتمرات وفي كل انحاء الجمهورية لا فتة وبخط واضح يسمح الدخول الى كل اعلاميي العالم باحذيتهم ماعدا اعلاميي العراق فالدخول بدون حذاء وعند المناقشة المستفيضة لهذا القانون وجد فيه ثغرة لا يمكن ان تغتفر كيف للإعلامي ان يدخل هل يدخل بجواريبه ام بدون جوراب واذا كانت درجة الحرارة تحت الصفر في تلك الدولة ربما يصاب هذا الاعلامي بافلونزا العظام او الروماتزم وبالتالي تصبح مشكلة ومحكمة
وقضاء وغرامات فقرروا ان للعراقي حق الدخول وبمرضاته وأي مرض يصيبه نحن غير مسئولين او هناك حل اخر وهو على اصحاب القاعة ادخال احذية خاصة للعراقيين ومربوطة بخيط قوي شفاف غير نشاز صعوبة رؤيته ومربوط بالكرسي أللذي يجلس عليه الصحفي العراقي على ان الخيط يزداد ويقل طولا حسب مكان الجلوس فهو يكون اقصر اذا كان الإعلامي العراقي جالس في الخط الامامي او طويلا نسبيا اذا كان في مكان اخر من القاعة المهم ان الحذاء لا يصل ويمنعه الخيط في حال رمية على المنصة وهكذا حل الموضوع في احدى الدول الاوربية وربما ستبتكر بعض الدول قوانين اخرى وجديدة للحد من
هذه الظاهرة المتنامية في عالم الصحافة ..
اعتقد ان اللغة هذه مهما كانت غاياتها وفي أي لحظة وفي اية مناسبة انها لغة غير مهذبة ولا تعدوا الا انها لغة شوا رعية يلعبها ابناء الحواري ولا تنم عن احترام للمهنة والقسم الذي اداه ذالك الصحفي او الاعلامي الذي يراد منه ان ينقل الخبر الى جمهوره باحتراف وبصدق وبالتالي فان هذا الدرس الذي اريد له ان يعطي ثمار مثل ثمار الحرف الاول يوم علم العراقيين العالم الحرف فان ثماره ستكون عفنة ذا رائحة كريهة لا تحتمل فالأجدر بالعراقيين وبالذات من الطبقات المثقفة العراقية والتي سميت بالسلطات الرابعة ان تعلم دروس للعالم في الادب والأخلاق واحترام
الغير وحب المهنة وليس التراشق بالأحذية وجعل هذه المهنة الرائعة مدعاة للسخرية والكاركيترات والصور المشوهة .