اذا استثنينا السنين الاربع الاولى من عمر العملية السياسية ،يعني من 2003الى 2007 على اعتبارها وعاء لتفريغ تداعيات سقوط اعتى دكتاتورية في العصر الحديث، واختلاط الاوراق على شعب حديث عهد بالديمقراطية ، واوضاع مرتبكة على قيادات حديثة عهد بالحكم والادارة ..ولذا التمسنا العذر لفترة مجلس الحكم والفصول الاولى من تشكيل البرلمان والحكومة الاولى..فتعالوا نتحاسب على اربع حكومات تلتها وثلاث دورات برلمانية انتجتها وحجم الاخطاء التي ارتكبتموها وبدأ تململ الشارع ومطالبته بمعالجات مثمرة لكنكم اصررتم على مضاعفتها : ارتفع عدد الوزراء وعدد البرلمانيين الى اضعاف مافي دول اوربا والصين ..رئيس الجمهورية منصب تشريفي ومع ذلك عين له ثلاث نواب وفيلقا من المستشارين ..مجالس المحافظات التي صارت عقبة ومعرقلة لمشاريع تطوير المحافظات وبدل الغائها ضوعفت ودعمت بمجالس بلدية..كل هذه الاعداد من المسؤولين احاطت نفسها بمئات المستشارين والمدراء العامين .الحمايات في كل دول العالم تتكفل بها افراد من الشرطة الا حماياتكم التي عينتموها بانفسكم والتي فاقت تشكيلا عسكريا بواقع خمسة فيالق ..وحكومة ودولة بهذا العدد من المسؤولين وحواشيهم من الطبيعي ان تستنزف رواتبهم الميزانية السنوية دون انتاج يذكر …معظم مشاريع الخدمات والتسليح والعمران كانت وهمية والمتحقق كارتوني وبائس ..الاموال المخصصصة لمشاريع كل محافظة تتقاسمها الاحزاب حسب مقاعدها في مجلس المحافظة ولذا ظلت حتى المحافظات الامنة المستقرة في الجنوب والوسط من دون خدمات او عمران او تطور ..كيف يكون شكل الخراب ؟!. أألآن وبعد ان غلى المرجل وفار التنور تبرأ الكل منكم من فساد اثني عشر عاما كلكم شارك فيه ؟!.لولا انفجار الشارع لبقيتم سادرين في الفساد الى يوم الدين/فليس في قاموسكم نية للتغير مع بلوغكم حد التخمة .ستقولون ان جهات شاركت في العملية السياسية من اجل اسقاطها والفساد المالي والاداري احد اساليب انهيار العملية الديمقراطية ،وان الاكراد انتهزوا الفرصة للاستحواذ على اكبر كمية من الاموال لبناء كردستان المستقله ولم يكونوا معنيين بما يحصل في المركز فساهموا في عملية الافساد !. فاذا كان الامر كذلك وعلى وعي ومراقبة وحضور منكم لماذا رضيتم ولم تعترضوا على نوع وشكل واسلوب الادارة والحكم الذي قاد الى هذا الفساد والخراب ؟!. بل كان وزراؤكم ومحافظوكم ومجالس محافظاتكم في طليعة المفسدين .لن يشفع لكم اصلاح ترقيعي طالما سكتم عن فساد استمر اثني عشر عاما وفقدان الثقة استعصي على اي علاج .