17 نوفمبر، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

التقسيم الاخير ..

التقسيم الاخير ..

يبدو ان تقسيم العراق الى ثلاث مناطق بات امراً وارداً، خاصة بعد ان حذرت شخصيات مهمة وذات تاثير في الشارع العراقي بهذا الشان، وقد يبدو الامر لدى البعض ضرب من الخيال سيما اولئك الذين يتمسكون بفكرة ان العراق يستطيع تجاوز المحن ومنها طروحات التقسيم التي باتت تطرح بشكل كبير خلال الفترة الراهنة، وهو امر بات مشكوكاً به!!

 ان تدهور الاوضاع كان سببه سوء الاوضاع الامنية والاقتصادية وهو امر كان نتيجة فساد الحكومة برمتها والتي باتت تعيش ازمة حقيقية بعد انعدام ثقة الشارع العراقي بها وبادائها.

وهنا يجب الاعتراف بان اقتصادنا مرتبط بشكل مباشر بالمتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي والامني المضطرب الامر التي انعكست عليه بشكل مباشر والذي بات يترنح بفعل انخفاض اسعار النفط المفاجئة (سعر برميل النفط وصل الى 39 دولار)، وهو امر يجعلنا امام كارثة قد تودي باقتصادنا الى دهاليز مجهولة امرها اعلان افلاسنا واحلاها الاستدانة من البنوك الدولية وهو امر محفوف بالمخاطر مع استمرار انخفاض اسعار النفط العالمية وتاثر العراق بها بشكل مباشر وذلك لاعتماد اقتصادنا على الصناعة النفطية فحسب.

ولا يخفى ان السبب وراء تدهور الاقتصاد كان ولايزال الفساد المستشري بكل مفاصل الدولة العراقية، والذي كان احد اسباب هذا الانحدار الذي وجد الشارع العراقي حقيقته خلال صيف العام الجاري بانعدام الخدمات التي اثرت بشكل مباشر على المواطن البسيط الذي خرج بتظاهرات تطالب بالاصلاح السريع، وهو امر تحاول حكومة العبادي ان تعالجه بسلسلة من الاصلاحات، يصفها البعض بالترقيعية، والتي جاءت نتيجة ضغط الشارع العراقي واستياء المرجعية الدينية.

وهنا ظهر دور المرجعية التي حذرت قبل ايام من ان البلاد تواجه عواقب تُنذر بكارثة من بينها احتمال (التقسيم) ما لم تمض حكومة حيدر العبادي في تنفيذ اصلاح حقيقي لمكافحة الفساد.

يذكر ان المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الاعلى وجه نداءات سابقة حث من خلالها الحكومة على الاصلاح، الا ان تحذيره الاخير يعد الاعنف للحكومة، وهو امر يضعنا امام سؤال، هل نحن امام مرحلة جديدة قد تشهد تقسيماً للبلاد، وهنا لا يسعنا الا مواجهة الحقيقة التي قد تصبح امراً واقعاً بعد ان ايقنت المرجعية بان الولايات المتحدة جادة في تحذيراتها التي جاءت على لسان قائد جيشها المتقاعد الجنرال ريموند أوديرنو والذي اكد بأن التقسيم قد يكون الحل الوحيد لمستقبل العراق، نظرا لصعوبة إنجاز مصالحة بين السنة والشيعة!!

بالرغم من البعض قد يعد تصريحات اوديرنو غير ملزمة باعتباره قائداً متقاعداً، ولن يكون له دور في العراق او منطقة الشرق الاوسط، الا ان واقع الحال يؤكد جدية تفكير الادارة الاميركية بهذا الخيار الذي مهد له كثيراً عراب التقسيم جو بايدن.

وهو امر اقلق المرجعية وجعلها تحذر الجميع بضرورة اصلاح ما افسده الساسة سيما اولئك الذين كانوا سبباً واراء سيطرة تنظيم داعش على ثلث البلاد، وزج العراق بحرب استنزاف سوف لن تبقي ولا تذر اذا ما استمرت الاوضاع على ما هو عليه دون تغيير.

وعليه يجب على البرلمان ان يكون يقظاً في هذه الظروف الحرجة، وان ياخذ زمام المبادرة من خلال التاكيد على وحدة العراق ورفض كل محاولات تقسيمه وشرذمته من اجل السيطرة عليه من قبل دول نعلم ما تريده جيداً بابقاء العراق تحت وصايتها، وعليه فاننا نطالب بان تتوحد جهود البرلمان من اجل افشال كل الخطط التي يروج لها سواء من قبل امريكا او اذنابها بالبقاء متوحدين ورافضين لكل انواع المساومات وهو  امر لمسناه من خلال تاييده لاصلاحات الحكومة ولتوجهات المرجعية.

وكلمة اخيرة نقولها لرئيس الحكومة، انك وعدت بان تضرب بيد من حديد، وها نحن ننتظرك منذ ثلاثة اسابيع بعد ان ساندك البرلمان والمرجعية ولم نجد لضربتك اي صدى، لقد لمس العراقيين جيداً ان وحدتهم تكمن في معاناتهم وعليه نقولها للجميع احذروا الحليم اذا غضب..

دمتم في عراق واحد..

أحدث المقالات