في الطابق الثاني من بيته المطل على نهر الفرات سرمودي أبن أم سرمد.. جلس اليوم باكرا وسط استغراب(مامي ) حيث نهض الساعه 11 صباحا في غير موعدة المعتاد الثانية بعد الظهر.. وبعد شاور دافئ في (حمام الجاكوزي )..رفض افطارة الذي وضعته (البنغلادشية هاندي) والمكون من 4 أصناف وقدح كبير من العصير وإبريق من الشاي والحليب. فلدية اليوم مهمة عظيمة وصعبة وهي البحث عن مستحضر تجميل و تشقير وتي شيرت جديد .
على صوت دعاء والدة في بيتهم الطيني في حي الحواسم نهض جسوم باكرا وادى صلاة الصبح مع زوجته مبتهلا الرب المتعالي ان يديم عليهم نعمة الأمان وان ينصر العراق ويحفظ اخوانه في الحشد الشعبي ..جسوم تناول فطوره ..طاوة من الطماطة وخبز بيت من طحين الحصة ونهض مسرعا مقبلا خد ولدة الصغيرحمودي(النصف عاري ). وتحسس مبلغ ال 25000 الذي استدانة من حجي كاظم صاحب الدكان على امل ردة إلية بعد إعطاء رواتب فوجهم في سرايا الحشد الشعبي التي تاخرت منذ 8 أشهر. مهمة جسوم اليوم البحث عن حذاء مطاطي يقيه من العقارب والحيات في صحراء الرمادي.
سرمد منزعج من زعل صديقته (سونة )على الفيس ورداءة النت وصوت مولدهم ذو ال50 أمبير ، ونوعية دخان الناركيلة و ماركات التي شيرت والجل و(بنطرونات البولو ) فقرر أن يهاجر أذ لامستقبل له في أرض الرافدين.
جسوم مقاتلا منذ سنة في الرمادي من اجل عزة وكرامة العراق ..زوجته مريضه وأولاده بحاجة الى ملابس عيد..وخجلا من أمة وأبية بسب العوز والفاقة ..ويدية الخاليتين ..الامن شقوق وندوب على السبابة من الرمي على الدواعش .مصمما بانة لم يترك موضعه واخوانة في سرايا الجهاد..لان الجبان وقليل الاصل فقط هو من يهرب من ارض المعركة .
بعد سنوات سيعود سرمودي على ظهر دبابة كمجاهد ومناضل عن حقوق العراق..وسيطالب بخدمة جهادية.
وسيقف اولاد جسوم على بابه مطالبين بفرصة للتعيين او رواتب كعاطلين عن العمل كونهم أبناء شهيد مات دفاعا عن حمى العراق .
ستطردهم حماية سرمودي ويوصفهم بانهم مندسون ويحملون أجندات أجنبية وأعداء للنظام الديمقراطي الجديد.
وسيقفون أبناء جسوم في التقاطعات ماسحي لزجاج السيارات وسيطل عليهم سرمد من خلف زجاج سيارة الدفع الرباعي المظلله هاتفا مستهزءا:
عاش العراق .الموت لاعداء الوطن !!!!.