19 ديسمبر، 2024 12:19 ص

قال (محمد عبده) في الغرب (شاهدتُ اسلاما و لم اشاهد مسلمين) و خلال مسيرة حياتي الطويلة و سفري غربا و شرقا استنتجت ان هذه المقولة صحيحة 100% فشاهدتُ الغش في بلادنا و لم اشاهده في الغرب، شاهدت الالتزام بشعيرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في الغرب و هربنا من تطبيقها، لمست الصدق في الغرب و السباحة في بحور الكذب عندنا شاهدت الالتزام بالمبادئ عندهم و التقلب و التلون عندنا و … و… و  تطول القائمة لتسجل صفحات طويلة.
الثلاثاء 21/3/2017 قدَم وزير الداخلية الفرنسي (برونولورو) استقالته من منصبه بعد اتهامه بتوظيف ابنتيه القاصرتين في الجمعية الوطنية!! و نقلت فضائيات العالم كله هذا الخبر. و هذا اعتراف بالذنب و الخطأ فهذا الفعل هو محسوبية و تفضيل الابناء على ابناء الشعب الذين يبحثون عن لقمة العيش في بلدٍ اعلن عن حقوق الانسان و الديمقراطية و حطم قلاع الجور و الظلم و هدم قلاع الباستيل منذ اربعة قرون فكان انتصار الكلمة على المدفع و كان انتصار الفلاحين و الجياع على الجنود المدججين بالسلاح انه انتصار الحق على الباطل. و كان انتصار خطباء الفقراء و المسحوقين على المتخمين و الآكلين لقوت الشعب و صدق الاسكندر المقدوني يوم قال (اعطوني لسان خطيب واحد و خذوا مني الف مقاتل)!!! يومها سقطت عروش و تهاوت مدن و قلاع لان قادتها لم تأمر بالمعروف و لم تراع حقوق الانسان ففروا كالضفادع و احسن (روزان) عند قوله (ضع الضفدعة على عرش من ذهب فسرعان ما تقفز الى المستنقع).
و في عراقنا العظيم الذي اشرقت فيه شمس اول حضارة في التاريخ فعلم العالم القانون و الكتابة و الزراعة و الصناعة و و و تهاوت الحضارة و عاد العراق الى العصر الحجري (كما اراد الرئيس الامريكي السابق بوش) . فكثرت المحسوبية و المنسوبية في كل مؤسساتنا و وزاراتنا و ها هو السيد رئيس الجمهورية المحترم و هو من عائلة مثقفة و محترمة، فوالده الشيخ ملا معصوم  كان رئيس علماء شمالنا الحبيب و من دُعاة التقارب يعيّن بناته مستشارات له في رئاسة الجمهورية و كأن العراق قد خلا من الخريجين و المتفوقين و هم بالالاف، و ها هو الاخ الفاضل زيباري وزير الخارجية الاسبق قد حول وزارة الخارجية الى مؤسسة كردية يقودها اخواننا الاكراد داخل العراق و خارجه و لا ضير في ذلك ان امتلكوا الكفاءة و القدرة على عكس صورة حسنة لعراق الإباء. و  بعد ان انهى الاخ زيباري مهمته في الخارجية نقل الجميع الى وزارة المالية فاصبحت مؤسساتنا و وزاراتنا ملكا للاحزاب و كأن الجميع لم يسمعوا و لم يقرأوا شيئا عن وزير الداخلية الفرنسي المستقيل ، و صدق غاندي يوم قال (سبعة اشياء تدمر الانسان، السياسة بلا مبادئ…) الم يسمع سياسيونا بقصة امير المؤمنين (علي بن ابي طالب) (ع) و اخيه (عقيل) يوم جاءه مطالبا بالمزيد من بيت المال فكانت الجمرة في يديه لتحرقه. و تذكروا الايات الكريمة ان كنتم للقرآن تقرأون (و اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون) و ارجعوا الى الاية الكريمة (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبيرٌ بما تعملون). ايها السياسيون أن تمعنوا بوجوه الشعب المظلوم و فكروا مليا بالفقراء و الخريجين ففي كل بيت خريج و انتم تنقلون اقرباءكم و احزابكم من وزارة لوزارة و استمعوا الى قول الباري المصور (و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى) فكونوا من اهل الجنة  و لا تكونوا من اهل النار يرحمكم الله